Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_9kt857ocaa2ntppohftjbib154, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
ألمانيا ” مرعوبة ” من ترامب .. ما الأسباب و الأسرار ؟

Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ألمانيا ” مرعوبة ” من ترامب .. ما الأسباب و الأسرار ؟

دام برس :

أذا كان فوز ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة قد مثل صدمة مفاجئة لكثير من الشعوب والدول فانه بالنسبة للالمان كان شيئا اخر .. اكبر واعظم من مجرد الصدمة المفاجئة ..قالت لى جارتى الالمانية التى تنتمى الى الطبقة الوسطى المثقفة فى المانيا صبيحة الاربعاء عقب اعلان فوز ترامب : انه شيئ مرعب .. مرعب حقا ..انا حزينة محبطة .. فى غاية الحزن .. وكنت قد ساءلت هذه السيدة ليلة الانتخابات الامريكية ما اذا كانت ستسهر لتتابع النتائج فقالت هادئة مازحة :لا .. انا سأنام مبكرا لاننى مطمئنة وواثقة ان الشعب الامريكى “الواعى” لن يتيح الفرصة لمجنون وقح ان يحكم العالم باسمه !!

.. ردود الافعال الاولية التى عبر عنها السياسيون الالمان والصحف الالمانية – والتى تجاوزت اللياقة الدبلوماسية او اللباقة اللفظية – تكشف حقيقة مدى “خصوصية ” مشاعر الحزن الدفين والخوف والرهبة التى اجتاحت المانيا عقب الاعلان عن فوز ترامب فهكذا عبر بعض وزراء حكومة ميركل الائتلافية – والتى تضم الثلاثة احزاب الكبرى- عن رعبهم وخوفهم عقب الاعلان عن فوز ترامب قائلين: “إن ترامب هو رائد الحركة الاستبدادية والشوفينية الدولية الجديدة.” ) ، ان العالم سيزداد جنونا ..، “لا نعرف كيف ستكون سياسة ترامب في الحكم”.. “نتيجة الانتخابات الأمريكية جاءت بشكل مغاير لما تمنته الأغلبية في ألمانيا،” .. انها صدمة كبرى.

اما الصحافة الالمانية الاكثر شعبية فقد كانت اكثر صراحة واعلى صوتا وصياحا فى تعبيرها عن الرعب والغضب والحزن الالمانى ، فلم تستكنف استخدام عبارات ترقى الى السب والقذف العلنى فى وصف ساكن البيت الابيض الجديد من قبيل العنصرى والكذاب وزعيم العصابة والمجنون والفاسد !! .. فقد كتبت مجلة دير شيبجل على موقعها الالكترونى: “انتخبت أقدم وأكبر ديمقراطية في العالم عنصرياً وشوفينياً ليكون أقوى رجل في العالم.

أمريكا لم تنحاز لصالح العقلانية والنزاهة، بل فضلت اختيار قلة الحياء والكذب. كانت الرغبة في التغيير وعمق الكراهية إزاء النخبة السياسية في واشنطن كبيرة إلى درجة دفعت الأمريكيين إلى تفضيل محرض تتوقع منه كل شيء في البيت الأبيض على امرأة تمثل النخبة السياسية”.

أما صحيفة دى فيلت فكتبت :سيحاول ترامب عقد صفقة مع بوتين فحواها: تبادل القرم بحلب. وسيحدث ذلك كما يفعلها زعيم مافيا عندما يقول لزعيم عصابة أخرى: لا نبدأ حرباً بسبب المقاطعة الجنوبية من شيكاغو، أليس كذلك؟ يمكنكم الاحتفاظ بالقرم ولكن سنقوم معاً بالقضاء على داعش. في هذا السياق يتم تجاهل القانون الدولي والأمم المتحدة.

فيما عبرت صحيفة زود دويتشه عن انزعاجها الكبير ورعبها من مستقبل العالم بعد فوز ترامب قائلة :”ها قد انتخبوا رجلاً لقيادتهم يزرع الكراهية ويحرض على العنف ولم يقدم حلولاً لمشاكل البلاد. انتخاب ترامب رئيساً يشكل مجازفة كبيرة. ففوز الرجل لم يمكن وفق برنامج سياسي ولا حتى وفق اختيار جيد لشخصيات طاقم مرافق. وكانت الحملة الانتخابية ذات طابع فوضوي وتميزت بأنانية مفرطة. والعالم ينتظر المستقبل حابساً أنفاسه”.
.. المانيا فعلا مرعوبة وحزينة ، فلماذا كل هذا الرعب والخوف الالمانى والى متى يستمر من هذا الساكن الجديد للبيت الابيض فى واشنطن البعيدة – مكانيا – عن براين ؟

الحقيقة أن أى متابع للشئون الالمانية- سياسة واقتصاد ومجتمع – لن يجد صعوبة كبيرة فى الاجابة عن هذا السؤال واستكشاف اسباب القلق والتوتر الالمانى البالغين ..وحتى لن يستغرب كثيرا من ردود وانفعالات المانيا الرسمية والشعبية الزاعقة والمرتجفة ، ذلك ان هناك حقائق مهمة كاشفة تفسر هكذا ردود افعال خائفة ومرتعبة .. اهمها ان المانيا التى تستعد لانتخابات عامة ربيع العام المقبل باتت تتوجس خيفة من صعود اليمين الالمانى الشعبوى المتطرف بما فى ذلك المجموعات والجماعات النازية التى تتدثر بعباءة الاحزاب اليمينية الشعبوية مثل حزب البديل من اجل المانيا والحزب القومى الالمانى.

وصارت هذه الاحزاب الشعبوية تهز بقوة عرش الاحزاب الالمانية التقليدية – الديمقراطية –من اقصى اليمين واليسار، وعلى رأسها الحزبان الكبيران ..الاتحاد الديمقراطى المسيحى بزعامة ميركل والديمقراطى الاشتراكى بزعامة نائبها زيجمار جابرييل ..وقد حقق حزب البديل من اجل المانيا نجاحات “صادمة ” خلال فترة وجيزة ، ذلك ان هذا الحزب الشعبوى الذى لم يتأسس الا فى عام 2014 بهدف مناهضة الوحدة الاوروبية فاز فى برلمانات ولايات المانية مهمة خلال انتخابات العام الحالى الفرعية وبات يقرع بعنف ابواب البوندستاج – البرلمان الاتحادى الالمانى – وينتهج هذا الحزب الخطاب الشعبوى الديماجوجى نفسه الذى حمل ترامب فى مفاجئة من العيار الثقيل الى البيت الابيض ضاربا بعرض الحائط كل التوقعات واستطلاعات الراى المخالفة ، وهذا يعنى ببساطة ان فوز ترامب يقدم جرعة مقويات عالية جدا لليمين الالمانى الشعبوى ويزيد من اماله فى ازاحة الاحزاب التقليدية الباهتة من الرايخستاج والبوندستاج ، ليس هذا فقط بل ان فوز ترامب هو اشارة مؤكدة لنجاعة الخطاب اليمينى الشعبوى فى حصد وجذب الناخبين رغم انف طبقة الليبراليين التى تتغنى بقيم الديمقراطية والحرية .. هو يقول اذن للنخبة الالمانية الجديدة الطامحة المغامرة افعلوها كما فعلتها : هيا لليمين در !!.. والمانيا تختزن فى ذاكرتها الشعبية والرسمية ارثا مريرا مرعبا من صعود اليمين الشعبوى المتطرف والقادة المنفلتين – الحقبة النازية -.. بالكاد قد تخلصت من تبعاته بعد انهيار سور برلين .. ولكن فوز ترامب قد ينكأ جراحا المانية توشك ان تندمل وينفخ تحت الرماد وميض نار يوشك ان يشتعل.

ومن هنا يمكننا ان نفهم او نتفهم سر” خصوصية “الرعب الالمانى من فوز ترامب والذى عبر عنه السياسيون والصحافة الالمانية بصوت انفعالى مرتفع ذى نبرة صارخة ولكنه يظل طبيعيا فى السياق الانف توضيحه ، ويتفرع من محور الرعب هذا تفاصيل اخرى تصب ايضا فى خانة الانزعاج والخوف الالمانى منها شخصية ومواقف ترامب نفسه الذى لم يخف امتعاضه وحنقه من البيت الاوروبى الكبير – الاتحاد الاوروبى – ومن سيدته ماما اللاجئين انجيلا ميركل والذى لم يستنكف – وهو يكيل اقسى عبارات السخرية من منافسته “المهزومة” هيلارى كلينتون- ان يشبهها بها ! اذن فالسيدة ميركل قد ترى فى هيلارى كلينتون راس المملوك الطائر .. ايضا فان ترامب لم يخف اعجابه وتشجيعه للشعب البريطانى حينما قام بعملية الخروج الكبير لفصم عرى الاتحاد الاوروبى .. اذن فمن الطبيعى ان ترتعب المانيا والسيدة ميركل وحزبها خاصة من ساكن البيت الابيض الجديد الذى لا يخفى نواياه السيئة تجاه البيت الاوروبى الكبير والذى اقامت المانيا قواعده ولعبت الدور الاكبر فى تأسيسه على قيم الديمقراطية والعيش المشترك بعيدا عن الشعبوية والحدود المغلقة ، وما فتئت السيدة ميركل شخصيا تزود عنه ضد كل العواصف والمحن ، توسع من ساحاته ، وتزيد فى بنائه ، وتضم اليه فناءه الخلفى ليصبح فعلا بيتا رحبا يتسع لمزيد من حركة المنتجات والسلع الالمانية تروح وتجيئ دونما اى عائق، وينعم بين ربوعه المواطن الالمانى امنا مطمئنا دونما خوف او تهديد من عدو طامع او صديق طامح متربص ، ليتفرغ للعمل والانتاج من دون عناء وتكلفة تجييش الجيوش لحراسة الحدود ، اما وقد جاء على رأس اكبر قوة عسكرية كانت ضامنة لأمن وسلامة المانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية من يغازل الدب الروسى االمتربص على مشارفها – والذى تزعمت المانيا ميركل سياسة ترويضه وقمع اطماعه وطموحاته ودرء اخطاره بسياسة العصا والجزرة – ومن يمكن ان يعقد صفقة مع بوتين تهدد وتقوض اركان البيت الاوروبى الكبير، فانه ازاء هذا لابد ان ينتاب المانيا القلق والتوتر والخوف من هذا الكابوس المرعب ، خاصة ان الصفقة يمكن ان تتضمن ايضا استيعاب الجارالاوروبى الطامح والحليف المشاكس خليفة السلطان العثمانى فى انقرة اردوغان ، والذى بدأت اوروبا بزعامة المانيا ميركل ايضا فى محاولة ترويضه وكسر شوكته بسياسة العصا والجزرة بعد ان رفع راية التحدى والعصيان فى مقابل التضحية بالاتفاق النووى مع ايران نزولا على رغبة سيد البيت الابيض الجديد ، مما يقوض امال وطموحات كثير من الشركات الاوروبية والالمانية خاصة التى بدات فعلا فى عقد صفقات بيزنس بنكهة االغاز والبترول الايرانى المتطلع الى الانطلاق والتدفق بعد طول انحباس وحصار.

بين ليلة وضحاها بعد فوز ترامب ، باتت هذه “الكوابيس والسينايوهات ” السوداء تطارد الالمان ، ولذا فلا غرابة اذن ان يكونوا حقا قلقين ..مرعوبين خائفين ، حتى اشعار اخر اوفى انتظاراشارة طمأنة من السيد المرعب الجديد او حتى من حوارييه المقربين.. فمتى ينتهى انتظار الالمان.. ام يتحول الى انتظار “جودو”.. انتظار من لا يجيئ ابدا ؟

عبد الناصر عارف – ألمانيا – الأهرام المصرية

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_9kt857ocaa2ntppohftjbib154, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0