دام برس :
بدأت وسائل الاعلام الأميركية المعروف عن مالكيها الخضوع للتوجيهات الرسمية بتوجيه حملة مدروسة للهجوم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وذلك في إطار تصعيد غير مسبوق من المؤسسات الأميركية الأمنية ضد حكم حزب العدالة والتنمية التركي الذي يعتبر حتى اللحظة حليفا مقربا من سياسات واشنطن وشريكا للأميركيين في جهودهم تجاه الأوضاع في سورية والعراق .
وعلى ما يبدو أن الأميركيين يعملون وفقا للحكمة المعروفة: " إخشى عدوك مرة وصديقك الطموح ألف مرة". فتقييم المخابرات الأميركية للر ئيس التركي لا تعطيه أي أفضلية على أعداء الأميركيين من وجهة نظر مستقبلية لأن طموحه يتخطى إطار السيطرة المتفردة على الحكم التركي وتحويل الجمهورية العلمانية الأتاتوركية إلى عاصمة للإسلام الحركي في الأقليم على النمط الإخواني المنافس حكما لكل قوة دولية أو اقليمية في العالم الأسلامي إن أستتب الأمر لأنقرة الأردوغانية، بل يرى الأميركيين أكثر من هذا في الرئيس التركي. هم يرون فيه رجل طموح يقرأ صفحات التاريخ ويريد أعادة كتابتها إستناداً الى مئة وخمسين مليون مواطن حول تركيا وفي جوارها من الذين يعتبرون أنفسهم بطريقة أو بأخرى من العائلة الأثنية التركية، كما أن الرجل يرى في حكمه جهة تجذب المسلمين من حول العالم إلى الولاء لسياساته فإن كان الإرهابي البغدادي في الموصل قد أصبح ملهما للملايين من المسلمين فجاء عشرات الالاف منهم ليقاتلوا تحت رايته فإن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يرى نفسه ، بحسب الأميركيين، أقد على جذب المسلمين من خليفة مزيف وإرهابي.
هذه الاسباب الفعلية لعداء الأميركيين للرئيس التركي لا تجعله حكما حليفا لروسيا ولا هو سيصبح قريباً شريكا لدمشق وطهران في حلف المقاومة. لكنه تناقض فجره الأميركيون مبكراً قبل أن يعطوا الفرصة للرئيس التركي لإستغلال تحالفه معهم كي يطابق نشاطه مع الرغبات الأميركية لحين ثم ينقلب لينفذ ما يراه مناسبا لطموحه " السلطاني" في الوقت الذي يناسبه. تقييم الأميركيين للرجل الاقرب إليهم في الشرق الأوسط بعد إسرائيل هو دافعهم لترتيبهم حملة إعلامية وسياسية وديبلوماسية أوروبية ضد حكمه ودعما للإنقلابيين الذين يرى محللين غربيين أنهم كانوا ليصبحوا أقرب إلى واشنطن من أردوغان وأكثر ولاء للغرب من حزب العدالة والتنمية لو نجحوا في السيطرة على السلطة.
هي الحرب الإعلامية إذا، فهل ستحولها واشنطن إلى حرب أمنية وصولا إلى نشر الفوضى الخلاقة في تركيا كما بشر بالامس جنرال تركي سابق في تصريح لصحيفة حرييت؟
فيما يلي نموذج من الحملة الأميركية على الرئيس التركي.
قال فادي هاكورا، الخبير بالشؤون التركية لدى مركز تشاثام، إن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى روسيا ولقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جاءت بدافع اليأس.
وأوضح هاكورا في مقابلة لـCNN: "تركيا بحاجة لاستعادة الترابط الاقتصادي والتجاري مع روسيا، وتركيا بحاجة لاستعادة تدفع السياح الروس إلى منتجعاتها السياحية،" لافتا أيضا إلى أن تركيا "بحاجة أيضا إلى أن تسترجع روسيا نفوذها الذي كان سابقا في سوريا."
وكانت العلاقات بين موسكو وأنقرة قد وصلت إلى ذروة توترها خلال الأشهر الماضية بعد قيام تركيا بإسقاط طائرة روسية بحجة اختراق مجالها الجوي عند الحدود مع سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقد أعلن الكرملين نهاية يونيو/حزيران الماضي عن اتصال هاتفي اعتذر خلاله الرئيس التركي عن الحادث.
زينة اليوسف - واشنطن