Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كيف يحكم المال الحلف الإسرائيلي - السعودي؟

دام برس :

كتب المراسل الأميركي روبرت باري مقالًا بعنوان "هل يحكم المال الحلف الإسرائيلي السعودي؟"، واستهلّه بالقول إنه "لأكثر من نصف قرن، حاولت المملكة العربية السعودية استخدام ثروتها النفطية الهائلة لبناء لوبي في الولايات المتحدة يمكن أن تنافس به اللوبي الإسرائيلي. وفي سبيل هذه الهدف، استأجر السعوديون متخصصين بقانون الشركات، واستغلّوا العلاقات الشخصية مع الأسر القوية أميركيًا، مثل بوش الأب والابن، ولكنّهم لم يتمكنوا يومًا من بناء ذاك النوع من التنظيم السياسي الشعبي الذي أُعطى لـ"إسرائيل" ومؤيديها الأمريكيين مثل هذا النفوذ الاستثنائي".

تابع الكاتب، مشيرًا إلى أنّ هذه السياسة السعودية لم تتكلّل بالنجاح في الواقع، "فإنّ الأميركيين الذين استفادوا من المال السعودي، بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية، كانوا في كثيرٍ من الأحيان يسخرون من استخدام العرب للمال كأداة للنفوذ، تزامن ذلك مع رفع اللوبي الإسرائيلي ودُعاته للتكلفة السياسية لقبول الهبات السعودية بشكلٍ مرتفعٍ للغاية، ما دفع بالكثير من الناس والمؤسسات للنأي بأنفسهم".

"لكن المملكة العربية السعودية وجدت طريقة أخرى لشراء النفوذ داخل الولايات المتحدة"، بحسب الكاتب، "عن طريق إعطاء المال لـ"إسرائيل" نفسها والتملّق لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. فعلى مدى السنوات العديدة الماضية، وبعد أن وصّفت كل من المملكة العربية السعودية و"إسرائيل" إيران وما يسمى بـ"الهلال الشيعي" كأعداء أساسيين، أصبح التحالف المستحيل ممكنًا، ودفع السعوديون، كعادتهم، في هذه الصفقة الكثير من المال".

وينقل روبرت باري، وفقًا لمصدرٍ مطلع من قبل محلّلي الاستخبارات الأميركية، أنّ "السعوديين قد منحوا "إسرائيل" 16 مليار دولار على الأقل خلال السنتين ونصف السنة الماضية، عبر تحويل الأموال عن طريق دولةٍ عربيةٍ ثالثة، وإلى حساب إسرائيلي "للتنمية" في أوروبا، للمساعدة في البنية التحتية المالية داخل "إسرائيل". وأطلق المصدر بدايةً على الحساب اسم "صندوق نتنياهو للتبذير"، ولكنه عاد ونقّح هذا التوصيف قائلًا إنّ هذه الأموال تستخدم لمشاريع العامة مثل بناء المستوطنات في الضفة الغربية. ولم تعلّق أيّ من الحكومتين الإسرائيلية والسعودية على هذه الاتهامات المالية.

بعبارةٍ أخرى، فقد خلُص السعوديون، وفقًا لهذه المعلومات، الى أنه إذا كان من المستحيل التغلّب على اللوبي الإسرائيلي في أميركا، لا بدّ من محاولة شرائه، وقد وجد السعوديون التعاون مع "إسرائيل" وراء الكواليس قيمًا للغاية".

أما عن أثر هذا التحالف على الاتفاق النووي الإيراني، يشرح باري في تقريره الذي نشر على موقع global research، المتخصص بالبحوث حول العولمة، كيف أنّ "نتنياهو دورًا رئيسيًا في اصطفاف الكونغرس الأميركي في وجه الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما دفع بغالبية الجمهوريين والعديد من الديمقراطيين، المتأثرين بنتنياهو، للعمل على تدمير الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه في 2 نيسان بين ايران والقوى العالمية الست، بما فيها الولايات المتحدة".

مشيرًا الى أنّ "كل من "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية تأمل، بتحطيمها الصفقة، فتح الباب لفرض المزيد من العقوبات على إيران، وربما إفساح الطريق أمام الغارات الجوية الإسرائيلية، مع منح المملكة العربية السعودية الإذن بالتحليق في أجوائها للطائرات الحربية الإسرائيلية. كما قد يأمل الحلف السعودي الإسرائيلي أيضًا بإقحام الجيش الامريكي لإلحاق المزيد من الدمار في أهدافٍ إيرانية".

ويعود الكاتب الى الوراء عبر التاريخ، شارحًا هواجس الإسرائيليين والسعوديين التاريخية بشأن إيران والتوصل الى الاتفاق النووي، مفصّلًا محاولاتهم المتكررة لـ"تجنيد الولايات المتحدة باعتبارها القوة العسكرية الأساسية على الجانب السني في الصراع السني الشيعي" الذي أصبح هاجسًا للسعوديين خصوصًا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979.

وأكّد الكاتب الأميركي في تقريره على أنّ السعودية استدعت الرئيس العراقي صدام حسين الى الرياض في 5 آب/أغسطس من العام 1980، لتشجيعه على غزو إيران، كما أنّ الرئيس الأميركي جيمي كارتر قد أعطى العراقيين الضوء الأخضر لشن الحرب ضد إيران من خلال الأمير فهد، كما جاء في وثيقة سرية أعدّها وزير الخارجية الكسندر هيج بعد رحلته إلى الشرق الأوسط في نيسان/أبريل من العام 1981.

صعود المحافظين الجدد
تحت عنوان "صعود المحافظين الجدد"، يشرح الكاتب روبرت باري كيف أنّ المحافظين الجدد الأميركيين قد نصحوا "إسرائيل" بتغيير سياستها في التسعينات، بعد انتهاء حرب الخليج وانهيار الاتحاد السوفياتي، مشيرًا الى أنّه خلال حملة نتنياهو في العام 1996، أوجز المحافظون الجدد البارزون، بما في ذلك ريتشارد بيرل ودوغلاس فيث، الخطة في ورقةٍ سياسية بعنوان "استراحة نظيفة: استراتيجية جديدة لحفظ أمن المملكة".

وبحسب الكاتب، جادلت الوثيقة أنّه يمكن لـ"إسرائيل" تشكيل بيئتها الاستراتيجية "عن طريق إضعاف، احتواء، بل وضرب سورية. هذا الجهد يمكن أن يركّز على إزالة صدام حسين من السلطة في العراق، وهو هدفٌ استراتيجي إسرائيلي في حد ذاته، كوسيلة لإحباط طموحات سوريا الإقليمية".
وكانت النقطة الغالبة في هذه الاستراتيجية التي وضعها المحافظون الجدد أنه "من خلال فرض "تغيير النظام" في الدول الإسلامية التي تعتبر معادية لـ"إسرائيل"، يمكن وضع حكوماتٍ صديقةٍ جديدة مكانها، مما يترك "إسرائيل" بوجه الأعداء - حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان - دون رعاة خارجيين، مما سيضطر هؤلاء للقبول بشروطها بسبب حرمانهم من التمويل".

وتابع باري أنّ هدف المحافظين الجدد كان استخدام القوة العسكرية الأميركية لتغيير النظام في كل من العراق، سوريا وإيران. إلّا أنهم، وبعد حصولهم على فرصتهم بغزو العراق عام 2003، "عزّزوا عن غير قصد التوازن في الشرق الأوسط لصالح الشيعة"، كما حالت النتائج الكارثية للحرب الأميركية دون تحقيق آمال المحافظين الجدد لتغيير نظامي الحكم في سوريا وإيران".
وبعد استلام الحكومة العراقية الجديدة، صديقة إيران، الحكم، أبدت المملكة العربية السعودية انزعاجًا شديدًا، ووصفت "إسرائيل" "الهلال الشيعي" بأنه تهديدٌ استراتيجي.

يشير روبرت باري كيف أنّ المملكة العربية السعودية بدأت بالعمل مع تركيا في عام 2011، من خلال دعم المعارضين لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، الذين سرعان ما تحولت احتجاجاتهم الى هجمات إرهابية دامية. وبحلول عام 2013، بات واضحًا أنّ المقاتلين الرئيسيين ضد حكومة الأسد لم يكونوا "معتدلين"، كما وصفتهم وسائل الإعلام الأمريكية، بل مقاتلين من جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة، والذين تطوروا فيما بعد إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو ببساطة "الدولة الإسلامية".

ووسط دهشة بعض المراقبين، أعربت "إسرائيل" عن تفضيلها لمسلحي القاعدة على حكومة الأسد العلمانية نسبيًا، حيث قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل أورين، والذي أصبح فيما بعد مستشارًا مقربًا من نتنياهو، لصحيفة جيروزالم بوست أنّ "إسرائيل" تفضّل المتطرفين السنة على الأسد: "إنّ أكبر خطر على "إسرائيل" هو القوس الاستراتيجي الذي يمتد من طهران إلى دمشق إلى بيروت، ونحن نعتبر نظام الأسد حجر الزاوية في هذا القوس".

وذكّر المراسل الأميركي بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر 2013، حينما ألمح الى العلاقة الإسرائيلية-السعودية الجديدة، قائلًا: "لقد أدت المخاطر المترتبة على تسليح إيران نوويًا وظهور تهديدات أخرى في منطقتنا الى اعتراف العديد من جيراننا العرب، أخيرًا، بأنّ "إسرائيل" ليست عدوًا لهم. وهذا يتيح لنا الفرصة للتغلب على العداوات التاريخية وبناء علاقات جديدة، وصداقات جديدة، وآمالًا جديدة".

في اليوم التالي، ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أنّ رجال أمن إسرائيليين كبار قد اجتمعوا مع نظيرٍ خليجي رفيع المستوى في القدس، يُعتقد أنّه الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الذي كان آنذاك رئيسًا للاستخبارات السعودية.

يتابع الكاتب قائلًا: "لقد تعمّمت حقيقة هذا التحالف المحتمل الى وسائل الإعلام الأميركية، فقد وصف مراسل مجلة التايم، جو كلاين، الحلف الجديد في مقالٍ نشر في 19 كانون الثاني يناير 2015، جاء فيه: "في 26 كانون الثاني/مايو 2014، وقعت محادثة عامة لم يسبق لها مثيل في بروكسل. فقد جلس كلّ من عاموس يادلين والأمير تركي الفيصل، وهما رجال أمن سابقين رفيعي المستوى في "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية، معًا لأكثر من ساعة، للحديث في السياسة الإقليمية في محادثةٍ أدارها صحفي تابع لصحيفة واشنطن بوست، ديفيد اغناطيوس.

لقد اختلفا على بعض الأشياء، بلا شك، مثل الطبيعة الدقيقة لتسوية السلام بين "إسرائيل" وفلسطين، ووافقا على العديد من النقاط الأخرى، مثل: شدة التهديد النووي الإيراني، الحاجة إلى دعم الحكومة العسكرية الجديدة في مصر، وطلب عمل دولي منسّق في سوريا. وجاء التصريح الأكثر لفتًا من الأمير تركي بقوله "لا نريد محاربة "إسرائيل" بعد الآن"

سلاب نيوز - مروة الشامي

الوسوم (Tags)

اسرائيل   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz