دام برس :

على عكس ما كان متوقعاً، تحولت الاتجاهات التي رسمتها السعودية من أجل ضمان استمرار العدوان على اليمن، وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه الدعم الباكستاني، وقفت الأخيرة على الحياد، في حين استطاعت الدبلوماسية الإيرانية من أن تلقف تركيا وتدعوها إلى طريق الصواب، وكان لطهران ما كان، في حين وإن كانت المواقف التي تصدرها مصر على لسان رئيسها، عبد الفتاح السيسي، حول استمرار الدعم المصري للخليج، إلا أنه لم يرضي السعودية، ويبدو من الصعب مشاركتها في عدوان بري، وعليه تبقى الرياض وحيدة تغرد في سرب الإرهاب على اليمن، فهل هذا يعني إمكانية بدء الحل السياسي في اليمن، بعد تحلحل الحلفاء؟!.

على ما يبدو، فإن السبب وراء عدم مشاركة كل من باكستان وتركيا ومصر في التحالف السعودي الجديد، إلى الخوف من المشاكل الداخلية داخل ساحات تلك الدول حيث لا تسمح لها بالتورط في مثل هذه الصراعات، وكما أشارت بعض وسائل الإعلام، إلى أن المعارضة المصرية لأي تورط لجيش مصر وراء عدم نية القاهرة المشاركة في دعم عدوان بري على اليمن، كما أن باكستان تخشى تفجر التركيبة الداخلية لمواطنيها،وتركيا ليست أفضل حالاً مع المظاهرات التي تخرج بها المعارضة كل يوم على الأراضي التركية!.

أسبوعان وأكثر، دخلت فيه أيام العدوان على اليمن، ولم تستطع العمليات العسكرية الجوية والبحرية تسجيل أي هدف من الأهداف التي زعمت السعودية أنها ستنفذها من خلال العدوان، وبين ليلة وضحاها، عاد عبد ربه منصور هادي إلى عدن، من أجل ممارسة مهماته كـ"رئيسٍ شرعي"، وعادت معه سلسلة الانتقادات إلى الدول التي كان من المتوقع أن تدعم التحالف الجديد، فأعلن المتحدث العسكري باسم ما يسمى "عاصفة الحزم"، أن انضمام باكستان إلى العمليات إضافة، لكن في الوقت نفسه، فإن عدم وجودها لن يعيق عمليات التحالف، والقوات المشاركة لديها كفاءة لمواجهة أي تهديد، بدوره، شن وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، هجوما على القرار الباكستاني واصفاً إياه بأنه موقف ملتبس ومتناقض، وبأن تكلفته ستكون عالية، كما ضم في هجومه إلى جانب إسلام آباد الحليف التركي، قائلا إنه يبدو أن أهمية طهران لإسلام آباد وأنقرة تفوق أهمية دول الخليج..مواقف الحياد المتخاذل مستمرة، في إشارة واضحة إلى التخاذل الذي أصاب المتحالفون العرب على اليمن، وأهله!!.

اليوم، وبعد حملات الخذلان، من الممكن، كما يرى متابعون أن تكون الأرضية نحو التوصل لتفاهم أو اتفاق سياسي واضحة أكثر من ذي قبل، بل يمكن أن تكون ضرورة لا بد منها، خاصةً في ظل التصريحات التي خرجت تركيا، حين قالت إن هناك مهمات تقع على عاتق تركيا وإيران والسعودية من أجل إيجاد حل سياسي في اليمن وضمان وقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية والبدء بمفاوضات تفضي إلى نتائج وتكوين نهج إداري في اليمن يشمل الجميع.

إذاً بعد إقرار ضرورة وجود حل سياسي للأزمة اليمنية، بدعوة الأطراف الخارجية، المؤثرة في الأزمة، يبدو أن خطوات لاحقة ستخرج عنها تلك الأزمة، ربما تنهي معاناة اليمنيين من القصف الذي لا يرحم.

عربي برس