Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 11:29:41
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
« كلاشينكوف» بوتين .. صفعة للأمريكان

دام برس :

أُعلنت من القاهرة بداية لعلاقات جديدة بين مصر وروسيا بعد توترٍ دام لعقود من الزمن أعقب طرد السادات للخبراء السوفيات وتحويل وجهته إلى البيت الأبيض، في تغييرٍ مصيري للعلاقات المصرية الدولية، فجاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة لتصوّب العلاقات في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى إنفاذ مخططها الساعي لمزيد من الهيمنة والسيطرة.
لم تكن الزيارة التاريخية مجرد لقاء عابر بين رئيسين، فقد حملت منذ لحظاتها الأولى دلالات مختلفة إضافةً إلى رسائل تلغرافية أبرقتها إلى العالم عامةً والبيت الأبيض خاصة، فعقب وصول بوتين مطار القاهرة انتقل والسيسي إلى دار الأوبرا المصرية لحضور عرض فني حول تاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين، وفي المعتاد تكون لقاءات الرؤساء في القصور والقاعات الرسمية أولًا، لكن اختيار القيادة المصرية لدار الأوبرا جعل الزيارة تحمل الجانب الحضاري والشعبي أكثر من كونها زيارة رسمية.
ومن الأوبرا انتقل الجميع لتناول العشاء أعلى برج ناصر والذي تغير اسمه إلى "برج القاهرة"، ويعد رمز من رموز الكبرياء لدى الشارع العربي، فقد كان بمثابة صفعة على وجه إيزنهاور، الرئيس الأمريكي الذي سعى لتقديم رشوة إلى مصر تعادل 6 مليون جنيه مقابل تخليها عن قضاياها العروبية، وإيقاف دعمها للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، فقرر الزعيم جمال عبد الناصر حينها بناء البرج بتلك الأموال واختار له موقعًا مميزًا أمام شرفة السفير الأمريكي بسفارتهم، فجاء جلوس السيسي وبوتين الأول بالقاهرة وهما ينظران من نافذة البرج وأسفل منهما العلم الأمريكي.
مع تلك الإشارة التي تمثل ضربة موجعة بالحروب الباردة، قدم الرئيسان هدايا تذكارية لبعضهما البعض، فأهدى السيسي لبوتين درعًا حمل صورة الرئيس الروسي، في دلالةٍ واضحة على أهميته ومكانته بمصر، وفي المقابل أهدى بوتين للسيسي بندقية كلاشينكوف، وبعيدًا عن كونها فخر الصناعة الروسية لأجيال متعاقبة، فهي إشارة أخرى إلى عودة التنسيق العسكري بين البلدين ومد جسر التسليح الروسي من جديد، وتؤكد على الصفقة التي تحدث عنها مسؤولون روس من قبل والتي تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، تتضمن صواريخ وطائرات مقاتلة ومروحيات هجومية، فتأتي تلك الإشارة وموضع أقدام الرئيسين أعلى من العلم الأمريكي القريب لموقعهم.
وأسفرت الزيارة عن توقيع عدة اتفاقيات وبروتوكولات تعاون مشترك بين القاهرة وموسكو على رأسها ما وقعته وزارة الكهرباء المصرية ومؤسسة "روس أتوم" الروسية للطاقة الذرية، لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة تضم أربع وحدات تبلغ طاقة كل منهما 1200 ميجاوات، والعمل على استحداث قطاع ذري في مصر، إضافةً إلى الاستفادة من المنظومة الفضائية الروسية المكونة من 26 قمرًا صناعيًا تطوف الكرة الأرضية، بما يسمح لمصر استخدام خاصية التتبع والأسلحة عالية الدقة.
وتم الاتفاق على إنشاء منطقة روسية للصناعات الإستراتيجية شمال جبل عتاقة على محور قناة السويس الجديدة، مما يعيد من جديد التعاون الصناعي المصري الروسي، لتنتهي صفحة الصناعات الاستهلاكية الأمريكية، وتعود بقوة الصناعات الإستراتيجية.
أيضًا أكد السيسي وبوتين على دعمهما للدولة السورية في حربها ضد قوى الإرهاب، واتّفقا على التنسيق المستمر من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد المنطقة العربية بأكملها، مشيرين إلى اتفاقهما على رؤية واحدة للأحداث الدائرة بسوريا ورفض أي تدخل عسكري وضرورة حماية سوريا ووحدة أراضيها، مما يضع الزيارة في محيط إقليمي يخرجها عن إطار الثنائية المصرية الروسية.
هي بالفعل زيارة تاريخية تعيد أمجاد مصر حينما كانت تمتلك سيادتها وتدرك طبيعتها التاريخية والجغرافية، ولكنها دون شك بداية تحتاج إلى مزيد من العمل الفعلي، والى إعلان تحالف جديد دولي جديد يتصدى بقوة للتحالف الاستعماري الراهن.

الوسوم (Tags)

روسيا   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz