دام برس :

إن أخبار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتصدر عناوين الصحف العالمية، إذ صرح سابقاً أن المسلمين هم الذين اكتشفوا القارة الأمريكية، كما أعلن عدم القدرة على المساوة بين النساء والرجال، والأسبوع الماضي، لفت أنظار العالم لدعمه إلقاء القبض على عدد من الصحافيين الأتراك، لكن على المدى البعيد، قد تكون إصلاحاته حول نظام التعليم التركي الأكثر تأثيراً وضرراً وسط منافسة عالمية قوية. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً بعنوان " كيف دمرت تركيا مستقبلها " للمحلل السياسي التركي مصطفى أقيول جاء فيه : بداية الشهر الحالي، دعم أردوغان اقتراحاً قدمه مجلس التعليم الوطني التركي حول جعل التركية العثمانية، وهي شكل أقدم من اللغة التركية تكتب بأحرف عربية، إلزامية في المدارس الثانوية الدينية، واختيارية في المدارس الثانوية العلمانية.  وفي استهزاء بأحكام سابقة للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، اقترح أيضاً جعل التعليم الديني إلزامياً منذ سن السادسة.  وبحسب الكاتب قد ينظر البعض إلى تلك المقترحات بوصفها مؤشراً على تراجع تركيا عن ماض علماني منفتح، استهله قبل حوالي ٩٠ عاماً مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، نحو عصر دوغماتي إسلامي يقوده أردوغان. ويلفت الكاتب إلى أنه اليوم وبعد أكثر من 10 سنوات على تسلمه السلطة كرئيس للوزراء، وبعزم على البقاء في السلطة لعشر سنوات أخرى، يبدو أردوغان ماضياً في تنفيذ مهمة مشابه لإعادة تشكيل أفكار الشعب التركي، فهو يستخدم لغة ورموزاً تقترب شيئاً فشيئاً من رمزية أتاتورك، وهو يحاول تلقين شعبه المعلومات "الصحيحة" حول تاريخه، وهو مثل أتاتورك، يضع خصومه في خانة "الخونة".