دام برس - خاص : 

بدأت  قضية عين العرب تُدخل تغيرات جذرية على سياسات دول «التحالف الدولي»، فبعد صمت أمريكي تم تزويد مقاتلي الوحدات الكردية بكميات من الذخيرة والسلاح وصلت إلى عين العرب جواً ، فيما تهدف هذه المؤن إتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم "داعش" للسيطرة على البلدة على الرغم من وقوع جزء من تلك المؤن بيد داعش  . 

إثر ذلك صرح وزير خارجية أردوغان أن الحكومة التركية ستساعد مقاتلي البشمركة الأكراد وأضاف أن المحادثات مستمرة حول الموضوع . 

ويأتي هذا التبدل في الموقف التركي فيما أجرت الولايات المتحدة العملية الأولى ، لإلقاء الأسلحة والذخائر إلى وحدات الحماية الشعبية التي تدافع عن عين العرب.
من جهته صرح كيري عقب إلقاء الطائرات الأميركية أسلحة للمقاتلين في عين العرب : «إن إدارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية أمر غير مسؤول كما إنه صعب أخلاقياً».
وبين كيري أن الوضع يرقى إلى مستوى «لحظة الأزمة»، مؤكداً أن هذه الخطوة لا تعد تغييراً في السياسة.

إلى ذلك، أعربت وحدات حماية الشعب عن الارتياح إزاء إلقاء الطائرات الأميركية «المساعدات» لهم ، حيث قال ريدور خليل المتحدث باسم الوحدات : سيكون لهذه المساعدات  تأثير إيجابي على سير العمليات ومازلنا نأمل في مزيد من الدعم، ولكنه أضاف أيضا إنها غير كافية لحسم المعركة ، ورفض المتحدث الكشف عن التفاصيل، حيث أكد أن المقاتلين يحتاجون إلى الإمداد بالأسلحة المتطورة وخاصة الثقيلة منها ... في ظل امتلاك داعش أسلحة نوعية .

ولم يعلق وزير الخارجية التركي مباشرة على هذه المبادرة الأميركية ،  بل اكتفى بالقول «إننا نتعاون بالكامل مع التحالف ، ونريد التخلص من جميع التهديدات التي تحيط بالمنطقة، ونحن  نقدر المساعدات العسكرية والطبية الملقاة لهذا الغرض .

ويرجح أن هذه الخطوة تثير غضب تركيا، حليفة واشنطن، والتي جدد رئيسها رجب طيب أردوغان رفضه السماح بمرور أسلحة أو ذخائر من أراضيه إلى المقاتلين المحاصرين في الجانب الآخر من الحدود والذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين" .

يبدو أن عين العرب تحولت إلى نقطة تجاذب سياسي بين حلفاء الأمس فهل ستكون نقطة ليتحول الحلفاء إلى أعداء .
يرى بعض المحللين السياسيين أن حكومة أنقرة تحاول دعم "داعش" من وراء الكواليس بحيث يمتلك أردوغان الذريعة لدخول قواته براً إلى عين العرب وتحقيق حلمه في إنشاء ما تسمى بالمناطق العازلة.
وهنا لابد لنا من القول بأن أردوغان أعلن بأنه لا وجود لمدنيين في عين العرب وكأنها رسالة لمسلحي داعش باستباحة المدينة.
ومن الجدير ذكره بأن حكومة أردوغان رفضت دخول لاجئي عين العرب فيما أقامت نفس الحكومة مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية في مناطق مجاورة لإدلب وحلب.