دام برس:
استنكرت وزارة الخارجية المصرية اليوم تصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الأخيرة والتجاوزات بحق مصر ورئيسها واعتبرتها تدخلا مرفوضا في الشأن الداخلي محذرة من مغبة استمرارها على مسار العلاقات بين البلدين.
وقالت الخارجية المصرية في بيان صحفي ” إن مصر تعرب عن بالغ استهجانها واستنكارها للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان وما تضمنته من إساءة لشخص الرئيس عبد الفتاح السيسي بإصدار أحكام مطلقة لا دليل عليها وإنما مدفوعة بأغراض ونوازع لا تتصف بالموضوعية وبتغليب الاعتبارات الشخصية”.
واضافت الوزارة في بيانها ان هذه التصريحات تعكس جهلا كاملا وإنكارا تاما لحقيقة الواقع السياسي في مصر منذ ثورة 30 حزيران عام 2013 وحتى تنفيذ ثاني استحقاقات خريطة الطريق وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة بمشاركة فعالة من آلاف المنظمات المصرية والإقليمية والدولية والتي شهدت بنزاهة هذه
الانتخابات.
وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات تاتي في إطار دأب السلطات التركية على التدخل غير المقبول والمرفوض شكلا وموضوعا في الشأن الداخلي للبلاد وتمثل إمعانا في تجاهل حقائق التاريخ ودور مصر القومي ومواقفها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وهي مواقف لا تقبل المزايدة.
وأضافت الوزارة “أنه في الوقت الذي أعطت فيه مصر الفرصة تلو الأخرى للقيادة التركية لإعلاء المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين فوق الاعتبارات الأيدلوجية والحزبية الضيقة وصيانة العلاقات التاريخية بينهما فإن استمرار التجاوز في حق مصر وقيادتها المنتخبة سيؤدي دون شك إلى مزيد من الإجراءات من جانب مصر من شأنها أن تحد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ولا تترك خيارا سوى الرد عليه بعد أن سبق اعتبار السفير التركي في القاهرة شخصا غير مرغوب فيه وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال”.
وأشار البيان الى انه يجري حاليا استدعاء القائم بالأعمال التركي بالإنابة بالقاهرة مرة أخرى إلى مقر وزارة الخارجية المصرية لنقل رسالة احتجاج قوية على هذه التجاوزات والتحذير من مغبة استمرارها على مسار العلاقات بين البلدين كما تم تكليف القائم بالأعمال المصري بالإنابة في تركيا بنقل ذات الرسالة إلى السلطات التركية.
وشدد البيان على أنه في الوقت الذي تعرب جمهورية مصر العربية عن تقديرها للشعب التركي الصديق الذي تربطه بالشعب المصري علاقات تاريخية وروابط دم فإنها تجدد التأكيد على أنه آن الأوان لإعلاء المصالح العليا للشعبين على المصالح الإيديولوجية الضيقة والتسليم بإرادة الشعوب واحترام مبادئ العلاقات والمواثيق الدولية التي تحظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتفرض احترام إرادة الشعوب واختياراتها.
وكان أردوغان وجه انتقادات لمصر أمس وقال “إن مصر ليس لديها موقف صادق تجاه القضية الفلسطينية” حسب زعمه.
