دام برس:
في مثل هذا اليوم من عام 1949 تم تنفيذ حكم اﻻعدام بمؤسس الحزب السوري القومي اﻻجتماعي بعد خضوعه لمحاكمة صورية وبتهمة خيانة الوطن،
نفذ مؤامرة تسليمه حسني الزعيم تحت ظروف دولية و عربية ولقاء مبلغ استلمه حسني الزعيم من الموساد،
المحاكمة بكافة مراحلها استغرقت 20 ساعة فقط ومن كلام 《الكاهن الذي عرفه》أنقل لكم :
طلب سعادة أن يقابل زوجته و بناته لتوديعهن و لم يقبل طلبه،طلب ورقة ليكتب شيئ فصرخ به أحد رجال الدرك قائلا له :سأمس كرامتك
فأجابه سعادة : "أنت ﻻ تقدر أن تمس كرامتي،ما أعطي ﻷحد أن يمس سواه ولكن قد يهين المرء نفسه"
و قال أيضا :
أنا ﻻ يهمني كيف أموت بل من أجل ماذا أموت،ﻻ أعد السنين التي عشتها بل اﻷعمال التي نفذتها..
هذه الليلة سيعدموني أما أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيئ انتصارهم انتقاما لموتي، وكلنا نموت و لكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة،
يا خجل هذه الليلة من التاريخ"
وعند تنفيذ الحكم المزور باعدامه وضعوا عصابة على عينيه فطلب منهم نزعها قائلا:
"دعوا عيني مفتوحتين ﻷرى الرصاص يخترق جسدي"
فقالوا له :القانون ينص على ذلك..فرد سعادة:"انني احترم القانون"
بل حتى طلب من أحد الجنود نزع بحصة من تحت ركبته قبل تنفيذ الحكم بدقائق وشكرهم مرتين بعد سحب تلك البحصة،
و كأنه أراد أن يقول لنا انا ما زلت قويا وكامل الوعي وﻻ أهاب الموت ﻷنه الطريق لنصر أمتنا.
انطون سعادة الذي قال لنا :
ان الحياة وقفة عز فقط طبق قوله بفعله ﻷنه أعدم وهو شامخ كنسر فينيقي بل حتى أنه شكر جلاديه منفذي الحكم به.
يا معلمنا..أنت قلت ان حزبك باق وهو كذلك و أنت قلت بأنك تخاطب أجياﻻ لم تولد بعد و هذا ما يحصل
واﻵن فلسطين الغالية على قلبك تنتفض و تثور و يزهر الربيع فيها
أنه تموز شهر الفداء السوري...تموز الذي تحول دمه الى شقائق نعمان تخبرنا أن النصر قادم ﻻ محالة.
البقاء ﻷمتنا
و الخلود للشهداء
طارق خوري
مجلس النواب الاردني.