دام برس:

قتل شخصان وأصيب 25 آخرون على الأقل بجروح جراء تفجير إرهابي انتحاري بسيارة مفخخة اليوم بين حاجزين لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني عند جسر النملية في منطقة ضهر البيدر شرق لبنان.

وأوضحت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن انتحاريا فجر نفسه بين الحاجزين ما أدى أيضا إلى تضرر السيارات العابرة واشتعال النيران فيها مشيرة الى أن الانتحاري كان هاربا من بيروت باتجاه البقاع وفجر نفسه بين الحاجزين المذكورين.

وأعلن مدير العمليات في الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة عن إصابة نحو 25 شخصا في الانفجار واحتراق أربع سيارات وفان للركاب مشيرا إلى أنه يتم مسح كامل مكان الانفجار.وذكرت الوكالة الوطنية أنه تم العثور داخل السيارة المنفجرة في ضهر البيدر على بطاقة هوية باسم طارق لطفي الجباوي من مواليد عام1984عرسال البقاعية شرق لبنان.

و قال اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني إن انفجار السيارة الملغومة في ضهر البيدر وقع لحظة مرور السيارة التي كان يستقلها وبعد لحظات من مرور موكبه مؤكدا انه بصحة جيدة ولم يصب بأذى جراء التفجير الإرهابي.

وكان الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية اتخذوا منذ يومين إجراءات مشددة في عدد من الأحياء والشوارع اللبنانية وعملوا على تفتيش السيارات بدقة بعد ورود معلومات عن أنشطة إرهابية قد تقع في الضاحية الجنوبية لبيروت.

شخصيات وفعاليات لبنانية: التفجير الإرهابي في ضهر البيدر يستهدف الأمن الوطني بشكل عام

وفي معرض ردود الأفعال أدانت شخصيات وفعاليات لبنانية اليوم التفجير الإرهابي الانتحاري مؤكدة أنه يستهدف إسقاط عزيمة المقاومة التي ستبقى شامخة وكذلك الأمن والاستقرار الوطني في لبنان بشكل عام داعية إلى تجاوز الخلافات وتوحيد القوى لمواجهة الإرهاب.

ففي تصريح له اليوم استنكر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان التفجير الإرهابي وقال إنه "يستهدف إسقاط عزيمة المقاومة التي ستبقى شامخة بفضل إيماننا بهذا الوطن وبمستقبله الواعد" داعيا الجميع للوقوف في وجه الإرهاب والإرهابيين وإلى جانب الأجهزة الأمنية للقيام بمهامها في إحباط الخلايا الإرهابية والتي كان آخرها في منطقة الحمرا اليوم.

بدوره دعا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اللبناني أسعد حردان إلى المزيد من الإجراءات الاحترازية لحماية اللبنانيين من شرور الإرهاب مبينا أن التفجير الإرهابي أثناء مرور مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم مؤشر على خطورة التهديدات الإرهابية وهو يستهدف الأمن الوطني بشكل عام ويأتي في ظل أوضاع بالغة الدقة والتعقيد ليس في لبنان فحسب، وإنما على مستوى المنطقة بأسرها.

وقال: "بات من الضروري أن تكون مواجهة الإرهاب والتطرف هاجساً لدى كل القوى السياسية التي عليها أن تغادر حساباتها الآنية الضيقة والنظر إلى الأفق الأوسع، حيث لا بد من التعاون والتنسيق بين الدولتين اللبنانية والسورية من أجل مكافحة آفة الإرهاب والقضاء عليها واجتثاثها من جذورها" مطالبا البعض في لبنان بعدم اعطاء الارهابيين صكوك براءة على جرائمهم لأن المطلوب من الجميع الانخراط في عملية تحصين الأمن الوطني ومواجهة الإرهاب والتطرف.

من جهته أدان المدير العام السابق للأمن العام في لبنان جميل السيد التفجير الإرهابي مشددا على أنه "آن الأوان لتوحيد الموقف السياسي ووقف المشاكسات على مستوى السلطة بما يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية واطلاق العمل الحكومي والبرلماني بحيث تتكامل متطلبات الأمن والاستقرار التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة ولا سيما بعد الأحداث العراقية الأخيرة".

وفي إدانته للتفجير الإرهابي أوضح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني علي المقداد في تصريح له اليوم أن الإرهاب لا يزال مستمراً في إلحاق الأذى بالمجتمعات العربية المقاومة وأن الهدف الأساسي من الأعمال الإرهابية في لبنان ضرب الأمن والاستقرار وزعزعة الأوضاع خدمة لمصلحة الإرهابيين داعيا جميع القوى الأمنية والسياسيين والمواطنين إلى التوحد لمواجهة هذا الإرهاب ومنع تجدد مرحلة التفجيرات في المناطق اللبنانية.

من جهته أوضح العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن الخلايا الإرهابية النائمة بدأت تتحرك من جديد في مسعى لإعادة خلط الأوراق مذهبيا وسياسيا في لبنان.

وأشار في تصريح له اليوم إلى أن ما مر به لبنان من استقرار نسبي في الفترة الأخيرة مرده إلى انكفاء القوى الإرهابية والدول الداعمة لها وامتناعها عن تحريك نار الجماعات المتطرفة لتضرب عمق الأمن وتعيد دورة العنف الانتحاري الأسود مرة أخرى مبينا أن ما حدث هو هدنة مؤقتة ريثما تظهر نتائج الساحات الأخرى خصوصا في سورية والعراق.

وأكد أن التطورات الأمنية في العراق تستدعي تحركا كبيرا من قبل كل أجهزة الدولة لمنع حدوث أي خلل أمني أو تفجير يحول الساحة اللبنانية إلى ساحة من ساحات الإرهاب.

القوى الأمنية اللبنانية توقف مجموعة إرهابية في أحد فنادق بيروت وحركة أمل ترجىء عقد مؤتمرها الوطني الاختياري الأول

في سياق آخر ألقت قوى الأمن الداخلي اللبناني القبض اليوم على مجموعة إرهابية في فندق نابوليون وسط بيروت بعد ورود معلومات عن وجود مطلوب داخل الفندق وفرضت طوقا أمنيا في المنطقة.

وأوضحت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام ووسائل إعلامية لبنانية أنه يشتبه بانتماء المجموعة الإرهابية إلى ما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام/ الإرهابي لافتة إلى أن التدابير الأمنية المنفذة تأتي بعد كشف خيوط عمل أمني كان يمكن أن يستهدف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وتقوم الأجهزة الامنية بمداهمة الفندق والاستماع إلى إفادة بعض الأشخاص لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص مشتبه بهم أو لا.

وأشارت قناة المنار اللبنانية إلى أن أحد المشتبه بهم الذي تبحث عنه الأجهزة الأمنية ولم يتم العثور عليه يحمل جنسية إحدى الدول الخليجية.

وفي وقت سابق أرجأت حركة أمل انعقاد المؤتمر الوطني الاختياري الأول الذي كان مقررا عقده صباح اليوم في قصر الأونيسكو لدواع أمنية.

وقال المكتب الإعلامي المركزي للحركة في بيان "بناء على معلومات أمنية رسمية وبعد اتصالات مع القوى الامنية قررت الحركة تأجيل انعقاد هذا المؤتمر الذي كان سيعقد بحضور بري".

وكانت تقارير إخبارية لبنانية كشفت عن مخطط إرهابي لاستهداف شخصيات وطنية لبنانية ومحاولة اغتيال بري في مسعى لإثارة الفتن في لبنان وتخريب الأوضاع فيه.