دام برس :

تشهد أفغانستان السبت جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية وسط إجراءات اتخذتها القوات الأمنية في مداخل المدن الرئيسة لحماية مراكز الاقتراع. أما طالبان فتجدد دعوتها الأفغان إلى مقاطعة الانتخابات وتصفها بأنها تكريس للاحتلال الأميركي.
و قد أفادت مصادر  عن استهداف العاصمة الأفغانية كابول بعدد من الصواريخ من دون سقوط ضحايا. وقد تزامن ذلك مع فتح صناديق الاقتراع السبت أمام الناخبين لاختيار رئيس جديد للبلاد حيث يتنافس في هذه الجولة عبد الله عبد الله وزير الخارجية السابق، وأشرف غني الاقتصادي الذي كان يعمل سابقاً في البنك الدولي.
وتجري هذه الجولة وسط دعوات للمقاطعة أطلقتها طالبان ما استدعى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة. فقد تحولت العاصمة كابول وبعد إعلان فترة الصمت الانتخابي إلى أشبه ما تكون بثكنة عسكرية، حيث نقاط تفتيش، وإجراءات أمنية استثنائية تحسباً لوقوع هجمات هددت طالبان بتنفيذها.
في أحد أحياء كابول يطالعك مير أحمد، منذ رحيل طالبان نهاية العام 2001 اتخذ صانع الأحذية من كوخ محلاً لعمله المتواضع. وواكب جميع التطورات السياسية والأمنية المتسارعة في بلاده. يعتبر أحمد أن "الانتخابات المقبلة لن تغير شيئاً من واقع حياته قيد أنملة". على الرغم من ذلك فهو يصرّ على المشاركة في العملية الانتخابية.
يقول أحمد "أريد أن أصوت حتى نثبت بأن الرئيس يجب أن يأتي عبر صناديق الاقتراع وليس من خلال المؤمرات والحروب وأن نقول للجميع بأن زمن الحروب ولىّ دون رجعة"، متمنياً أن "يتحسن الوضع الأمني".
ما يقلق أحمد والناخبين الأفغان هو الوضع الأمني الهش، ومواصلة الحرب في بعض المناطق، والتي حصدت ولا تزال حياة الآف المدنيين، تقول السلطات إن أكثر من مئة وتسعين ألف عسكري من قوات الجيش والشرطة ستقوم بحماية مراكز الاقتراع في اليوم الانتخابي، وأن هذه القوات ستثبت قدرتها في التصدي للمخاطر الأمنية بعيداً عن دعم القوات الأجنبية.
كما دعا المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال محمد ظاهر عظيمي جميع المواطنين إلى الخروج في يوم الانتخابات "والمشاركة في هذا العرس والاستحقاق التاريخي"، معتبراً أن  "مصير البلد سيتقرر عبر صناديق الاقتراع"، لافتاً إلى أن "القوات المسلحة سترد على التهديدات مهما كان مصدرها".
الاختبار الحقيقي لقدرة هذه القوات على حماية البلد والاستحقاق الانتخابي قائم بفعالية خاصة وأن القوات الأجنبية تستعد للرحيل نهاية العام الحالي. وتقول هذه القوات إنها قادرة على مواجهة التهديدات التي قد تشكلها الجماعات المسلحة.