Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
من يقف خلف عاصفة تغييرات السعودية ؟ وكيف ستكون ردود فعل المعزولين وداعميهم؟

دام برس :

اذا كانت مظاهرات “الربيع العربي” غيرت انظمة سياسية راسخة في مصر وتونس وليبيا، فان “ربيع″ المملكة العربية السعودية بدأ حركة تغييرات “وقائية” شملت رؤوسا كبيرة في الدولة، واعادت ترتيب البيت الداخلي على المستويين العسكري والامني على وجه الخصوص.

فلم يحدث في تاريخ المملكة الذي يمتد لاكثر من ثمانين عاما، ان شهدت مثل هذه التغييرات في عام واحد، وهي الدولة المعروفة ببطىء الحركة والحفاظ على القديم، واعادة التغيير، تغيير الوجوه وتغيير الانظمة، خوفا من التبعات، ولتجنب الصراعات والخلافات بين اجنحة الاسرة الحاكمة.

فبعد اجراء حركة تنقلات واسعة في امارات المنطقة شملت ابعاد الامير محمد بن فهد من امارة المنطقة الشرقية وتعيين الامير سعود بن نايف مكانه، ونقل الامير خالد الفيصل من امارة مكة الى وزارة التربية والتعليم وتعيين الامير مشعل بن عبدالله (نجل الملك) مكانه، وعزل الامير عبد العزيز بن ماجد من امارة المدينة المنورة، وتعيين الامير فيصل بن سلمان (نجل ولي العهد) مكانه، شهدت البلاد تغييرات مفاجئة على المستوى السياسي ابرزها تعيين الامير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد، وعزل الامير بندر بن سلطان من رئاسة جهاز المخابرات، واعفاء عبد العزيز بن فهد كوزير دولة وتعيين الامير محمد بن سلمان (نجل ولي العهد) مكانه.

ولعل التغييرات المفاجئة التي اجتاحت وزارة الدفاع هي الاهم لاسباب نشرحها لاحقا، وتمثلت في اعفاء الامير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز الذي حل محل شقيقه الامير خالد بن سلطان وتعيين الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز الذي كان اميرا للرياض مكانه، لافساح المجال امام الامير تركي بن عبد الله (نجل الملك) للحلول محله.

اللافت في تغييرات وزارة الدفاع هذه عدة امور نوجزها في النقاط التالية:

*اولا: ان جميع التغييرات في وزارة الدفاع سواء على صعيد عزل واستبدال نائب وزير الدفاع او قائد هيئة الاركان او قادة الاسلحة الجوية وغيرها تمت “بناء على ما عرضه علينا ولي العهد وزير الدفاع″ اي الامير سلمان بن عبد العزيز، وهذه الجملة كانت العمل المشترك في جميع المراسيم الملكية، مما يؤكد ان الامير سلمان يريد ترتيب المؤسسة العسكرية وفق منظوره.

*ثانيا: ان جميع ابناء ولي العهد وزير الدفاع السابق الامير سلطان بن عبد العزيز جرى استبعادهم من الوزارة ومن المناصب العليا في الدولة باستثناء امير تبوك فهد بن سلطان الذي بقي صامدا في منصبه حتى الآن، فقد تم استبعاد الامراء خالد وبندر واخيرا سلمان.

*ثالثا: جميع ابناء العاهل السعودي السابق فهد بن عبد العزيز باتوا خارج مفاصل الدولة الاساسية بعد ابعاد الامير عبد العزيز بن فهد كوزير دولة، وشقيقه محمد بن فهد من امارة المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.

*رابعا: ان من يقف خلف هذه التغييرات ثلاثة اشخاص الى جانب الملك وهم، الامير سلمان ولي العهد وزير الدفاع فيما يتعلق بوزارته خاصة، والامير متعب بن عبد الله نجل الملك ورئيس الحرس الوطني، وحليفه خالد التويجري رئيس الديون الملكي وبوابة الملك والرجل القوي في الدولة.
المراقبون في المملكة يقولون ان هناك اتفاقا بين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده على “تنظيف” الدولة، والمؤسسة العسكرية، من ارث الفساد والعمولات الضخمة، وان معظم التغييرات الاخيرة تعكس تجسيدا لهذا الهدف بصورة او باخرى، اما الاهداف الاخرى فيمكن اختصارها بتثبيت ابناء الملك وولي العهد في المناصب الحساسة في الدولة، وضخ دماء جديدة من امراء الصف الثاني والثالث، واعادة بناء المؤسسة العسكرية من جديد وفق اعتبارات التحديث والتنظيم والانضباط.

هناك مؤشرات تؤكد ان تعيينات جديدة قادمة قد تشكل مفاجآت غير متوقعه معظمها تدور حول ايجاد موقع كبير للامير متعب ابن عبد الله نجل الملك الاكبر قد يكون وليا لولي ولي العهد، اي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وهناك تكهنات حول احتمال تعيين الامير عبد العزيز بن عبد الله نجل الملك وزيرا للخارجية حيث يعمل حاليا نائبا للامير سعود الفيصل.

التغييرات في المملكة لا تمر دون خلافات واعتراضات، فاذا كان تعيين الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد وقبلها نائبا ثانيا في تجاوز لهيئة البيعة وامراء كبار من ابناء الملك المؤسس، مما ادى الى استقالة بعضهم مثل الامير طلال بن عبد العزيز من الهيئة، فمن غير المستبعد ان تؤدي هذه التغييرات خاصة في وزارة الدفاع لبعض ردود الفعل الغاضبة من المبعدين ومن يدعمهم، ولكن من الواضح ان من يقفون خلف عملية التعبير هذه حسموا امرهم ولا عودة الى الوراء.

من الواضح ان القيادة السعودية التي وجدت نفسها وسط منطقة ملتهبة وحافلة بالتغييرات، وظهور قوى اقليمية جديدة عظمى مثل ايران قررت ان تعيد بناء مؤسستها العسكرية المترهلة حفاظا على النظام ومواجهة الاخطار القادمة من جهات الجوار الاربع.
نحن في هذه الصحيفة مع عملية اعادة البناء هذه من منطلق دعمنا لاي قوة عسكرية عربية شريطة ان تكون اولويات بناء هذه القوة التصدي لمشاريع الهيمنة الاسرائيلية المدعومة امريكيا.

ايران تقول ان الخطر الاساسي الذي تستعد لمواجهته هو اسرائيل، وتدعم المقاومة في لبنان، فلماذا لا تكون بوصلة القوة العسكرية السعودية تؤشر باتجاه العدوان الاسرائيلي ايضا الى جانب حماية المملكة.

مرة اخرى نقول اننا مع الاصلاح الذي يستفيد منه المواطن السعودي من حيث استعادة حقوقه وتوسيع دائرة مشاركته في سلطة اتخاذ القرار من خلال مؤسسات ديمقراطية وقضائية مستقلة بصلاحيات كاملة فترتيب البيت الداخلي السعودي يظل ناقصا في ظل عدم البدء بهذه الاصلاحات.

الوسوم (Tags)

السعودية   ,   saudi   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz