Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
روبنشتاين خلفاً لفورد .. واشنطن تواصل التلطي في قيادة الحرب على سورية وتبدل قبعاتها لتخفي سياساتها
دام برس : دام برس | روبنشتاين خلفاً لفورد .. واشنطن تواصل التلطي في قيادة الحرب على سورية وتبدل قبعاتها لتخفي سياساتها

دام برس:

في جديد لعبة تبديل القبعات الأمريكية على طريقة ألعاب الخفة لخداع الجمهور أعلنت الإدارة الأمريكية اليوم تعيين دانيال روبنشتاين بصفة مبعوث خاص لسورية خلفا للمبعوث المقال روبرت فورد الذي فشل في مهامه لإسقاط سورية بعد جهود استمرت ثلاث سنوات.

وتراهن واشنطن على روبنشتاين لإخراجها من المطب السوري الذي رمت نفسها فيه حيث اعترف وزير خارجيتها جون كيري بصعوبة المهمة الموكلة لمبعوثه الجديد وقال "لا يمكن إنكار التحدي الصعب الذي تمثله سورية لأي دبلوماسي".

والصعوبة هنا وفق متابعين تكمن في فك شيفرة صمود سورية التي عجزت مراكز الأبحاث الغربية الاستراتيجية منها وغير الاستراتيجية عن فهمها الأمر الذي جعلها تتورط كل يوم أكثر من سابقه في هذا المطب وتنقل رهاناتها بين مظاهرات مفبركة مدعومة من قطر والسعودية إلى مجموعات مسلحة تمولها قطر والسعودية وتحتضنها تركيا ويسلحها الغرب الى تنظيمات إرهابية ترعاها قطر والسعودية وتركيا و يصفها الغرب بـ المعتدلة مرورا بالرهانات الاقتصادية والسياسية القائمة على محاولات العزل والاستنزاف وأكثر من ذلك التفكير بالتدخل المباشر في سورية على الطريقة الليبية إلا أن حسابات الميدان المختلف ردعتها وخلال كل ذلك كان السفير فورد ينسق الفشل تلو الفشل مع المعارضة بمجلسها وائتلافها وتقاتلها واختلافها وينبش في صفوف القاعدة عن مسلحين معتدلين بالوصف الأمريكي حتى ولو كانوا من جبهة النصرة أو تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام.

ولأن فورد فشل في ذلك فان المطلوب من روبنشتاين وفق كيري ان "يضع قدراته لمضاعفة الجهود في دعم المعارضة "المعتدلة" ودعم شركائنا ومواجهة تزايد التطرف الذي يهددنا جميعا ومعالجة الأزمة الإنسانية الخانقة وتأثيراتها على الدول المجاورة".

كلام في السياسة مؤداه في الفهم أن هناك تغييرا طفيفا بين مهمتي الرجلين الأمريكيين الاول كانت مهمته محصورة بدعم المعارضة لـ إسقاط النظام ولكنها تتوسع اليوم مع الثاني لتشمل /مواجهة التطرف/ وهو تغيير جوهري وفق مراقبين اذ ان التطرف معروف المصدر والجهة ومواجهته تتطلب الذهاب الى المصدر وهو حتما في الرياض حيث تفرخ الوهابية السعودية تنظيمات إرهابية جديدة كل يوم ربما تكون الجبهة الاسلامية أحدثها لكنها لن تكون اخرها.

ووفق السيرة الذاتية لمنسق الارتباط الأمريكي الجديد مع المعارضة فانه كان سفيرا سابقا في "إسرائيل" وهي صفة مهمة بلا شك للمعارضة التي لجات لإسرائيل وطلبت تدخلها في سورية وعرضت عليها بيع الجولان المحتل مقابل التدخل في سورية عسكريا وهللت للقصف الاسرائيلي على مواقع في ريف دمشق وغيرها وساعدت اسرائيل على التاثير في دور منظومة الدفاع الجوي التقليدية للجيش السوري عبر استهداف المطارات وقطعات الدفاع الجوي وهي تحتاج اليوم لمن يقربها أكثر من إسرائيل التي فتحت مشافيها للإرهابيين وزودتهم بالخرائط والمعلومات ان لم يكن أكثر من ذلك لحراسة امن إسرائيل لا أكثر وهو ما استوجب الشكر من قبل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو عندما زار جرحى الإرهابيين في مشافيه الميدانية ووصفهم بانهم شجعان وقال لهم "إن اسرائيل معكم" ليتلقى شكرهم بالمقابل.

وكان فورد الذي شغل أيضاً منصب سفير الولايات المتحدة لدى سورية اقيل في نهاية شباط الماضي بعد ان تولى على مدى السنوات الثلاث الماضية مهمة ادارة تحركات معارضة الخارج وتحديد برامجها وكان مشرفا على تشكيل مجلس اسطنبول ومن بعده ائتلاف الدوحة وتدخل مرارا وتكرارا بشكل علني لفرض قرارات معينة في هاتين الهيئتين المرتبطين مباشرة بالقرار الأمريكي.

ويأتي تعيين روبنشتاين بعد أن فشل سلفه فورد في تحقيق أي من أهداف واشنطن في سورية بدءا بشعار "إسقاط النظام" كعنوان أساسي للسياسة الأمريكية مرورا بتطبيق العزل الاقتصادي والدبلوماسي على سورية التي تعود اليوم لأخذ دورها الحقيقي في المنطقة وتفرض قراءتها الواقعية لما يجري في المنطقة على الجميع بقوة الواقع الذي لا يمكن إنكاره.

ويسجل لفورد اختراع خاص به هو تقسيم الإرهاب الى "معتدل ومتطرف" لتبرير طلب الدعم للإرهابيين ولكنه مع ذلك لم يحقق سوى شيء واحد هو نقل الخطر الارهابي الى الغرب الذي بات يحصي أعداد الإرهابيين الذين سيعودون من سورية بعد أن استقدمتهم خطط فورد لتغيير خارطة المنطقة وفق الرؤية الأمريكية.

وبالعودة إلى خدعة تبديل القبعات الامريكية فان واشنطن استخدمت هذه الطريقة مرارا في معرض قيادتها الخلفية للحرب ضد سورية إذ أنها سلمت الملف بداية لقطر وجماعة الاخوان المسلمين لتنقله لاحقا الى السعودية والوهابية كما انها استبدلت في ليلة وضحاها ما سمي المجلس بـ الائتلاف ولاحقا ركنت زعيم الارهاب في المنطقة بندر بن سلطان على الرف لتضع مكانه شيخا سعوديا اخر لا يهم أيا يكن اسمه وعندما أحرجتها جبهة النصرة وحليفتها "دولة الإسلام في العراق والشام" بإعلان ارتباطهما بالقاعدة وولائهما لها اخترعت ما سمي "بالجبهة الإسلامية" و أعلنت التواصل معها ولكن المراقبين يجمعون على أن كل تلك التكتيكات لم تخدع احدا وكما ان روبنشتاين يعمل لخدمة واشنطن فكذلك كان فورد وأن كانت القبعة تغيرت فان المهم هو ما تحت القبعة ولذلك لا فرق بين السعودية وقطر كما انه لا فرق بين "النصرة والجبهة الإسلامية".

هيثم حسن -سانا

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz