Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 17 نيسان 2024   الساعة 00:23:07
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجزيرة القطرية بوق للشيطان وعداء للجميع وسموم إعلامية
دام برس : دام برس | الجزيرة القطرية بوق للشيطان وعداء للجميع  وسموم إعلامية

دام برس: 

 تلك القناة التي رفعت شعار "منبر من لا منبر له" في بداية نشأتها في شهر نوفمبر عام 1996، لكنها تحولت إلى "بوق للشيطان" تبث سمومها في جميع أرجاء الوطن العربي، بهدف خلق زعامة لدولة قطر، فهل ستنجح في ذلك؟
حالة السخط العربي تجاه القناة يؤكد أن هناك توجهات تحرك القائمين عليها، تلك التوجهات التي تهدف إلى تدمير العالم العربي ودوله التاريخية الكبيرة مثل مصر والسعودية والامارات بهدف خلق زعامة لقطر.
الوضع الحالي يشير إلى أن حالة من الغضب العربي تنصب على القناة انعكست على نسبة مشاهدة القناة، بخلاف أن دولة بحجم مصر منعت إشارة القناة من الوصول للمشاهدين في مصر، وقامت بالتشويش على القناة، فلم يسبق أن تناول الرأي العام العربي بالنقد قناة تلفزيونية بمثل ما تناول به الجزيرة، في الصحافة المكتوبة كما في الدوائر السياسية ودوائر صنع القرار.
أسهمت القناة منذ نشأتها عام 1997 في إرباك المشهد الإعلامي العربي وقلب أوراقه، فهي من الناحية الفنية تستجيب إلى الشروط والمقومات الموضوعية للصورة واللون الذي لم يعهده المشاهد العربي في غيرها من القنوات العربية، ومن ناحية المضامين جاءت متفردة في التناولات سالكة منهج إثارة الجدل وتحريك المسكوت عنه في الشأن العربي، وهو خطاب جديد لم يألفه المشاهد من المحيط إلى الخليج، وتناول لم يعهده من الشكل التقليدي للقنوات الرسمية التي ضلت حتى ظهور الجزيرة متمترسة خلف عدد لا يستهان به من الخطوط الحمراء وفق رؤية سيادية لجهاز التلفزيون ترى أن الدولة هي الأحق بتوجيه السياسة الإعلامية والأولى بالتحكم في التدفق الإخباري والثقافي وفق منظومة مصالحها الوطنية وحساباتها الداخلية.
التساؤلات التي طرحت في بداية ظهور القناة لم تتناول مضمون طروحات القناة بقدر ما كانت تدور حول قطر وأميرها الجديد الذي أحدث إرباكا في الساحة الخليجية عبر الأسلوب الذي تولى به الحكم بعد إقصائه لوالده، وكان أن إنبرت الدول الخليجية المتطابقة في طبيعة أنظمتها لتطرح عديد التساؤلات حول شرعية الأمير الجديد الذي اعتبره البعض ابنا ضالا وقد برز هذا الجدال وتطور إلى أزمات دبلوماسية بين قطر التي تعتبر مسألة الحكم شأنا داخليا وعدد من الدول الخليجية والعربية الكبرى وفي مقدمتها مصر حيث رأت هذه الدول أن الانقلاب لم يحدث على الأمير السابق بقدر ما هو تمرد على البيت الخليجي، وقد بلغ التوتر ذروته حينما انسحبت قطر من اختتام قمة دول مجلس التعاون التي استضافتها مسقط وهي أول قمة يحضرها الأمير الجديد الذي اعتمد سياسة الكراسي الفارغة لتتواصل الملاسنات الكلامية والإعلامية بين الدول الخليجية وقطر من جهة وبين قطر وعدد من العواصم العربية الكبرى من جهة ثانية حتى ظهور قناة الجزيرة من قطر بعد سنوات من الدراسة والإعداد.

نشأة الجزيرة
بدأت قناة الجزيرة الأصلية في عام 1996 بمبلغ 150 مليون دولار منحة من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وبدأ بث القناة في 1 نوفمبر1996، وتزامن إنشاء الجزيرة مع إغلاق القسم العربي لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية، المنشأة بالاشتراك مع السعودية، في نيسان/أبريل 1994، بعد سنتين من قيامها بسبب الرقابة التي طالبت بها المملكة العربية السعودية، فانضم للجزيرة العديد من العاملين في المحطة البريطانية.
انطلقت الجزيرة في السنوات الأولى من دون إعلانات ثم بدأت تبثها، وكانت تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2001 من خلال الاعلانات، ولكنها فشلت بسبب إحجام المعلنين السعوديين عن التعاقد معها، فوافق الأمير على الاستمرار في تقديم الدعم سنويًا (30 مليون دولار في عام 2004).
انطلقت الجزيرة بطاقم إخباري متعدد الجنسيات عمل أغلبه في بريطانيا وتمرس داخل المؤسسات الإعلامية المهاجرة مما يعني أن نفس هذا الطاقم القادم إلى قطر في نسخة جديدة بعد أن اشترت الحكومة القطرية القناة بما فيها، والتي كانت هي المحرك الأساسي لما يعرض على شاشة القناة، وتبين ذلك بعد عدة سنوات عندما استعدت القناة الكثير من دول العالم العربي.

تصفية الحسابات مع الدول الكبرى
استبشرت الجماهير العربية خيرا، بعد ظهور قناة الجزيرة الفضائية في بث برامجها انطلاقا من دولة قطر في تسعينات القرن الماضي، واعتبرت آنذاك واحة إعلامية في صحراء كبرى مليئة بالتعتيم الإعلامي. لكن بعد الصدمة الأولى و انبهار الجماهير العربية، بدأت تطرح مجموعة من الأسئلة من قبيل هل قناة الجزيرة هي ظاهرة صحية ؟ كيف يمكن اعتبارها قناة حرة و ديمقراطية و هي تصدر من إمارة لا تعرف أي شيء عن الديمقراطية؟ ألا يمكن اعتبار القناة أداة تستعمل من طرف دولة صغيرة، لتصفية حسابات مع دول عربية كبرى؟ ألم تساعد قناة الجزيرة دولة قطر في لعب أدوار إقليمية كبرى يتجاوز حجمها؟
الاجابة عن الأسئلة السابقة تجعلنا نعود لتأسيس القناة حيث تأسست القناة بدعم من شخصيات مقربة من صناعة القرار لدولة قطر، لمدة خمس سنوات، حتى تقف القناة على أرجلها، و تمول نفسها ، بعد ذلك، من مداخيل الإشهار، هكذا بدأ الكل يهلل للقناة، وأنها أصبحت حاملة لواء التحرر الإعلامي
لكن الأموال الضخمة التي ضخها عدد من رجال الأعمال القطريين والحكومة القطرية في القناة جعلها تشهد طفرة كبيرة وصعودًا غير مسبوقًا، لكن يد الدولة كانت قد سيطرت على القناة حيث ألزمت القناة العاملين بها بذكر اسم دولة قطر في أي مناسبة و"غير مناسبة"، مثل "قناة الجزيرة في قطر"، بخلاف أن القناة لم تتحدث يوما عن إهدار الديمقراطية في الإمارة، ولم تأت يوما بشاهد على العصر يتحدث عن المشاكل السياسية التي يمكن أن تكون قد عرفتها دولة قطر.

الجزيرة والدور القطري في المنطقة
استثمرت دولة قطر قناة الجزيرة، للعب أدوار كبرى في منطقة “الشرق الأوسط” والمزايدة على دول تقليدية كبرى كالسعودية و مصر، فكم من مرة شككت قناة الجزيرة في انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973 على إسرائيل، ودخلت في استقطابات سياسية مع الفصائل الفلسطينية، إبان القمة العربية التي عقدت بدمشق، حيث عقدت قمة سابقة لها بالدوحة واستدعت لها حركة حماس، المرفوضة من الدول التقليدية الكبرى، كما زاحمت مصر من خلال القيام بوساطات بين السودان و الفصائل المتمردة في دارفور.
مثلت قناة الجزيرة جزءًا من الهجمة الإعلامية الغربية وخاصة الأمريكية، التي تريد أمركة العالم، فالأمريكيون يريدون تفكيرا أحاديا عالميا موحدا، وأحاسيس مشتركة، و يسمونه “American Life ” وهذا ما قامت به “الجزيرة” عدة مرات، وكمثال لذلك عندما غطت قناة الجزيرة ظاهرة عادية وهي الكسوف، وهيأت الجماهير العربية لهذا الحدث الذي اعتبرته كونيا، وهو في الحقيقة حدث عادي، كانت عندها القناة لا تروج لمشاريع مجتمعية ، لكنها غالبا ما تروج لشخصيات، كانت في الغالب جزءا من الأنظمة القائمة.
عداء للجميع
بدأت القناة تطبق سياسة دولة قطر والسياسة الأمريكية، حيث عادت جميع الدول العربية وقامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، من خلال تكريس نوع من التطبيع مع ساسة إسرائيل، من خلال منحهم فرصة الحديث عبر القناة، وكيل الاتهامات لحركات المقاومة الفلسطينية، كما لعبت القناة على وتر الأقليات مثل القيام بحوارات مع الوجوه الأمازيغية بالمغرب، وقامت بإظهار المشكلات الصغيرة بإعتبارها مشكلات كبيرة يعاني منها المجتمع لإعطاء صورة سلبية عن بعض الدول.
دخلت المغرب في خانة المستهدفين للقناة، حيث دأبت على اقتطاع الجنوب المغربي من خريطة المغرب، ولعبت على وتر حقوق الإنسان، دون إبراز الإيجابيات. كما قامت بالترويج لاكتساح العدالة و التنمية للانتخابات البرلمانية لسنة 2007.
ورغم المعاداة الشديدة من قبل القناة لقطر إلا أن هذا الوضع يبدو معكوسًا بالنسبة للدولة المجاورة للمغرب (الجزائر)، حيث نلاحظ أن قناة الجزيرة، لا تستهدف الجزائر، وهذا ناتج ربما إلى (التقارب القطري – الجزائري) في موازاة التقارب (السعودي – المغربي)، وربما ناتج كذلك إلى هيمنة طاقم كبير من الصحفيين الجزائريين بالقناة بالدوحة وفي النشرات الرئيسية ، بدءا من خديجة بن كنة، وعبد القادر عياض، وفيروز زياني، ومريم أوباييش، وعبد القادر دعميش، وفي المقابل نجد عددا يعد على رؤوس الأصابع من المغاربة مثل: عبد الله ناصر، ومحمد رجيب، هذا الأخير الذي يقدم موجز الأخبار في ساعات متأخرة من الليل.
نشأت قناة الجزيرة في بيئة غير سليمة، فكانت مولودًا ناتج عن زواج المال والعولمة، فسيطر رجال الأعمال والحكومة على القناة التي كان يطمح العرب في أن تكون بوقًا إعلاميًا شريفًا يعلي من شأن المعايير الإعلامية المهنية، لكن سيطرة رأس المال على القناة جعلها دائمًا في موضع اتهام من الجميع، بعدما راحت ترى الحقيقة بنصف عين أو بمعنى آخر "ترى نصف الحقيقة" لتتحول من "منبر من لا منبر له" إلى "بوق الشيطان".

شعبان فتحي: قناة الجزيرة..

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الخنزيرة بامتياز
انها قناة تفوقت على نظيراتها الغربية والصهيونية فى بث الفرقة واذكاء الصراعات الحدودية والدينية والعرقية والطائفية والمذهبية وها هي الان تنفد مشروع الفوضى الخلاقة لتمزيق الامة العربية وتقسيم المقسم وفسح المجال لبني صهيون للتطبيع فحسبنا الله ونعم الوكيل في هذه القناة واصحابها
ابو شرف المغربي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz