دام برس:

وللتاريخ لعنات أيضاً.. ولعنة فلسطين التاريخية تكمن في قادتها.
أعني أننا لو سلّمنا جدلاً بأن لفلسطين قادة، فهم قادة عاطلون عن العمل، عاطلون عن النضال، عن المقاومة، عن التفاوض، قادة فلسطين عاطلون حتى عن التفكير.

ولأن لعنة التاريخ وقعت بالفعل، فكان لا بدّ من نتائج، والنتيجة الطبيعية والتي بات يعرفها الجميع، أنّ فلسطين باتت تفقد شعبها، وبالتالي أصبح قادة فلسطين: قادةً بدون شعب.
فالشعب الفلسطيني يعيش اليوم، وبدون مبالغة، تغريبته الثانية والأخيرة نحو بلادٍ لا رجعة منها، كالسويد وألمانيا والدنمارك..
لكن، ماذا يفعل قادةٌ بدون شعب؟ بالحقيقة يشغلون أنفسهم بقضايا شعوب أخرى، وهذا بالتحديد ما يفعله قادة الشعب الفلسطيني، أعني الشعب الفلسطيني سابقاً. فترى مثلاً محمود عباس، وهو لمن لا يعرف يشغل منصب رئيس، مشغول في الملف السوري. ينفق وقته في حل لغز "فتح ممرات آمنة في المناطق غير الآمنة".

أمّا اسماعيل هنية، وهو رئيس الحكومة المقالة، فمشغول حتى النخاع في الملف المصري، وتحديداً في حل لغز "كيف تعيد مصر 1400 سنة إلى الوراء بدون معلم؟"، يقول مقربون من هنية أنه يعكف حالياً على تأليف كتاب: "إعادة أسلمة المسلمين التائهين بين السيسي والميادين".

سلام فياض، قائد فلسطيني آخر بوزن رئيس حكومة سابق، آخر اهتماماته، بعدما فقد من يهتم به، البيئة، تقول زوجته: "يقضي عزيزي سلّوم – اسم الدلع للقائد – هذه الأيام جلّ وقته في اختراع ملطف جو سياسي، يقول لي: سنحتاجه يوماً لتلطيف الأجواء السياسية بين السعودية وإسرائيل".

صائب عريقات، كبير المفاوضين، شكّل وفد مفاوضين وعيّن نفسه كبيرهم وذهب ليحل النزاع الهندي الباكستاني حول كشمير.
وهكذا يا سادتي الكرام، يمكنكم توقّع حال كل القادة الفلسطينيين بعدما فقدوا شعبهم من كل مكان، من الداخل ومن المخيمات، وأصبح وقتهم عبء عليهم.
على ذكر المخيمات يقال: إن المخيمات الفلسطينية أيضاً بدأت تبحث عن مخيماتٍ تلجأ إليها.