دام برس :

كل يوم المزيد من حملات الإدانة بحق "داعش".. قبل وقت قصير قراراً أممياً من مجلس الأمن بخصوص واجب قتال "داعش" ومحاربتها في سوريا والعراق، وبعدها إدانة من مجلس حقوق الإنسان يتبعها قرارات لا تضمن حق التنفيذ، ليكون الواضح من أغلب تلك القرارات الدولية محاولة لاحتواء "داعش" والواضح أيضاً أنّ العرب غير مهتم بقتال "داعش" ولا حتى إنهاء الظاهرة في المنطقة ككل، ولكن الأهم من هذا كله، أن أنقرة حتى اليوم لم تجد في تهديدات "داعش" في المنطقة تهديداً لأراضيها؟!

البداية مما صرحه رئيس الاستخبارات الأميركية، جيمس كلابر، الذي قال إن محاربة "داعش" ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا، مؤكداً أن نحو 60% من "داعش" يدخلون من تركيا إلى سوريا نتيجة التساهل التركي، وعدم النظر إلى التنظيم باعتباره تهديداً رئيساً، طبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها مسؤولون غربيون إلى الدور التركي الواضح في الحرب على سوريا، فقد سبق لرئيس الوزراء الفرنسي، مانول فالس، أن دعا كل من تركيا وقطر إلى محاربة تنظيم "داعش"، وبالتالي يمكن التأكد أنا اليوم، نحن أمام حالة فريدة من نوعها، ويجب التعاون معها بحدود، اذ لا يمكن تثبيت التوازن في سوريا، اذا بقيت الحالة الأمنية والعسكرية في تركيا على حالها. وهنا، لا بد من القول، إنّ ما يجري مع تركيا حيال الأزمة السورية، يؤكد أن الحلاف مع تركيا يؤكد وجود معضلة دولية لا يريد الغرب بكل تاكيد حلها بشكل حقيقي، ولا يريد حتى التعاون مع الحكومة السورية، والمقصود من كل تلك العمليات فرض معادلة جديدة. ومع كل التطورات التي تحصل على الساحة السورية، والحركات الدبلوماسية النشطة التي تشهدها الساحة السياسية، من تحركات فرنسا، الواضحة على طريق حل الأزمة السورية بالطرق السياسية، لا يبدو غريباً التحرك الموازي لوفد تركي، إذ يزور رئيس الحكومة التركية الأسبق، عبد اللطيف شتر، دمشق، مع وفد يضم نواباً عن أحزاب معارضة، إضاقة إلى رئيس البرلمان التركماني في تركيا، وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، إلى جانب رئيس اللجنة الأمنية التركية السورية الأسبق ووزير الدفاع الأسبق وعدد من رجال الأعمال، فما الذي ستفعله الحكومة التركية العتيدة، مع الحركة الداخلية المناهضة للحزب الحاكم، بالإضافة إلى الحركة المناهضة أيضاً لها من قبل العالم، ربما على رأسها موقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي سرب عنها أخبار في العديد من وسائل الإعلام تفيد عن رغبة وفد من واشنطن بزيارة دمشق لمعرفة رأي الحكومة السورية بالتحول الذي ربما سيكون مماثلاً للتغير الفرنسي. حتى اللحظة لا يوجد اي مؤشرات على التعاون من قبل الحكومة التركية.. بانتظار اكتمال الصورة لا يوجد سوى لمحات لا تعبر كثيراً عن الرؤيا!!.