دام برس_ ريتا قاجو :
تاريخ حافل بالجرائم  وملطخ بدماء الأبرياء... هذا أبسط  توصيف بحق تاريخ "الإخوان المسلمين"، الصورة ذاتها عبر السنين وأينما حلّوا في أي بقعة من العالم.
في عام 1981 في سورية ، استشهد 200 شخص في حي الأزبكية بدمشق إثر هجوم إرهابي للإخوان المسلمين بسيارة مفخخة، هذه الجريمة التي تعد الاكثر دموية في تاريخهم الإجرامي وهي غيض من فيض لا ينتهي.
واليوم في مصر من ينسى مشهد إلقاء مجموعة من الأشخاص من أعلى أحد الأبنية السكنية، ومن الفاعل ؟ أيضاً الإخوان المسلمون.
لعلّ الحديث عن إجرام ودموية وتطرف جماعة الإخوان المسلمين ، يدخل في سياق البديهيات والحقائق المسّلم بها والشاهد هو التاريخ نفسه، وليس مجرد القوى السياسية المناهضة للإخوان.
ولكن في زمن انقلبت فيه المفاهيم والقيم والحقائق، قد يستدعيك تصريح "غبي"  لتعيد على مسامع الآخرين أكثر المعلومات بداهة وبساطة !
باراك أوباما "عراب "ثورات الربيع العربي" و"المقاتل" من أجل الحقوق والحريات في العالم العربي، يغازل الإخوان في مصر حسب مصادر دبلوماسية غربية، أكدت أن الرئيس الأمريكي  طلب من الملك السعودي الوساطة من أجل المصالحة بين السلطات المصرية وحركة الإخوان المسلمين ، وتضيف نفس المصادر أن الولايات المتحدة ترى في الإجراءات المصرية سبباً لردود فعل عكسية منها تعزيز فكر داعش بأنه لا مكان للإسلام السياسي "الوسطي"  !
الإخوان المسلمون أصبحوا "وسطيين" بنظر البيت الأبيض، فهم على الأقل "ليسوا داعش" !
مقارنة أقل ما يقال عنها أنها "غبية ومستفزة"، أصبحت فيه "داعش" معياراً فكل من لا "يرقى" لوحشية داعش مئة بالمئة ، لا يحق لأحد إقصاؤه ومحاربته وحماية أرواح الأبرياء منه ومن فكره المتطرف !
وهنا نسأل بكل ببساطة انطلاقاً من المنطق الأمريكي "العبقري" في المقاربات ، هل إذا حملت لنا الأيام القادمة تنظيماً  أكثر وحشية وإرهاباً من "داعش" ستصبح داعش "وسطية" فالإخوان ليسوا داعش وداعش ليست ذلك التنظيم الجديد ؟؟!
يبدو أن كلمة "وسطية" بحاجة إلى إعادة شرح وتعريف وتدريب على ممارسة استخدامها، فأرباب البيت الأبيض وحلفاؤهم يفاجؤوننا كل يوم باكتشاف "وسطي" جديد !

".