دام برس:

لم يعد خافيا على احد أن قطر وتنظيم الاخوان المسلمين يضخون ملايين الدولارات لتأسيس ماكنات اعلامية لنشر الشائعات والاخبار المفبركة بهدف بث الفوضى في العالم العربي وزعزة استقرار بعض الدول العربية وتشويه المشروع النهضوي العربي .

حتى ان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كشف في لقاء مع عدد من الاعلاميين أن "قطر، وتركيا، والتنظيم الدولي للإخوان"، يؤسسون حاليا عدة شركات وصحف ومواقع إلكترونية، ورصدوا مئات الملايين من الدولارات لتحقيق لزعزة استقرار مصر وتدمير طموحات الشعب المصري ، مشيرا إلى أن هذه الكيانات التي بدأت تظهر على السطح منها شركة تدعى "ميديا لميتد"، تتخفى خلف شعار "تشجيع الفن العربي"، ورصدت مبالغ كبيرة للسيطرة على المبدعين العرب، إضافة إلى موقع إلكتروني يدعى "العربي الجديد"، وقناة فضائية باسم "مصر الآن" تستعد للانطلاق، وموقع إلكتروني باسم Culture. وهو ما يستدعي الانتباه إلى هذه المؤامرة، التي لا تستهدف مصر وحدها بل الأمة العربية بالكامل، لتحقيق أهداف سياسية ضد مستقبل العرب وتماسكهم.

حديث السيسي يتقاطع مع ما ذهب اليه البعض بوقوف المفكر العربي عزمي بشارة وقطر وراء بعض المواقع الاخبارية والصحف التي تكاثرت في اعقاب عزل الرئيس محمد مرسي في 2012، بصورة لافتة.

ولكن ما هي طبيعة العلاقة بين قطر وبشارة، وكيف نجح الاخير في اختراق مطبخ القرار القطري ، ان كان هناك مطبخ بالاساس، وهل صحيح ان بشارة هو المستشار السياسي والاعلامي لامراء قطر !!.

ليس ثمة ما يؤرخ للعلاقة الوطيدة بين عضو الكنيست الاسرائيلي المستقيل عزمي بشارة ودولة قطر، قبل لجوء بشارة الى قطر بعد ان قدم استقالته من الكنيست للسفير الاسرائيلي في القاهرة عام 2007 في اعقاب اتهامه بالتعاون مع حزب الله اللبناني خلال حرب تموز 2006 .

وظل نشاط بشارة المعلن، مقتصرا على ظهوره المتكرر على قناة الجزيرة القطرية كمحلل استراتيجي وخبير في الشؤون الاسرائيلية، قبل ان ينشئ المركز العربي للابحاث والدرسات السياسية "معهد الدوحة" والذي تبين لاحثا انه مطبخ القرار الفعلي لدولة قطر.

الا ان علاقة بشارة بأمراء قطر لم تقتصر على تقديم النصيجة والمشورة في رسم السياسة الخارجية، وانما امتدت لتخترق الحياة الشخصية والخاصة جدا للامراء، وهو ما مهد الطريق أمامه للتربع على عرش قطر وفرض سيطرته ونفوذه على كافة القطاعات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية ومنها قناة الجزيرة القطرية.

تقول الاسطورة ان اللاجئ الاسرائيلي الذي لايزال يحمل جنسية الكيان النازي الذي يدعي بشارة معاداته ودعم كل وسائل مقاومته، رغم منحه الجنسية القطرية، يعد الرجل الاول في القناة الاكثر تأثيرا ومتابعة في العالم العربي ، حتى انه يتدخل في نوعية الضيوف الذين يظهرون على شاشة الجزيرة، حيث تشير المعلومات الى ان بشارة يملي على رئيس مجلس ادارة شبكة الجزيرة الفضائية الشيخ حمد بن ثامر السياسة التحريرية الواجب اعتمادها في تغطية الاحداث الساخنة، ويقدم له قائمة باسماء ضيوف البرامج الحوارية الذين يناسبون الخط التحريري للقناة وتوجهاتها واهدافها.

المفارقة ان من بدأ مشواره في قناة الجزيرة كضيف ومحلل سياسي، بات يقيم اداء العاملين لدى القناة، حتى انه هاجم احد المدراء في القناة ويدعى (احمد)  أمام الشيخ حمد بن ثامر واتهمه بأنه رجل "وضاح خنفر" المدير الاسبق للقناة، وكذلك الاعلامي احمد الشيخ وهو من الجيل الاول في القناة، وأخذ بشارة يفرض اسماء بعينها لتتولى مناصب قيادية في قسم الاخبار، فزرع المقربين له ومن يدينون له بالولاء في المناصب الهامة حتى بات يتحكم بمفاصل الذراع الاعلامي لدولة قطر ويحركها كيفما يشاء وضد من يشاء .

ونشير هنا الى بعض "زلم" بشارة في الجزيرة ( علي الظفيري ، محمد داوود،محمد مختار ، ابراهيم هلال، مروان بشارة، منتصر مرعي، ياسر ابو هلالة، حسن الشوري كي ويوسف شروف .. واخرين)

بالاضافة الى ذلك جلب عزمي بشارة باحث اردني متواضع القدرات اسمه محمد المصري لاستخدامه كغطاء للتحرك في الاردن بعد ان نجح في زرع اخوه كوزير للبلديات عبر تحالف نيابي يقوده صديقه المقرب من السي اي ايه مصطفى حمارنة..من خلالهم يتواصل مع شبة من الاعلاميين في الاردن ايضاً للترويج و التسويق للمشروع الاخواني. ضمن الاطار ذاته، يعمل فارس بريزات ( صديق بشارة)  كمستشار في الديوان الملكي في مكتب الملك! السؤال يطرح الان ؛ كيف يعمل عزمي بشارة في الاردن ؟ يكمن الجواب عند عراب عزمي في الاردن النائب مصطفى حمارنة و هو ذراع السي اي ايه المعلن وكل من ورد اسمهم في الأعلى  يأتمرون بامرته في الاردن

وجه عزمي بشارة عبر ما يسمى بالربيع العربي،  بوصلة قناة الجزيرة  نحو الفوضى والدمار والفتن، تحت شعار أريد به باطل "الجزيرة مع ارادة الشعوب" ، وحين تحفظت الجزيرة عن تغطية الاحداث التي اشعلت شرارة الازمة السورية، لم يتوانى بشارة عن انتقاد تردد القناة في الوقوف الى جانب المسلحين وطالب بدعهم اعلاميا، وقدم قائمة باسماء المعارضين السوريين ممن ينصح باستضافتهم خلال تغطية الشأن السوري، ومن بينهم خولة دنيا وناهد بدوية ومنيف ملحم وعماد شيحا ورجاء ناصر.

احمد سلمان