دام برس :
علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن ، فوطن برائحة دم الشهداء كيف لا يغار منه الياسمين .
وكيف اذا كان الشهيد هو العميد حسام أحمد أسعد الذي استشهد في ميدان المعركة بريف حماه الشمالي الشرقي متصديا مع جنوده لأشرس هجمات الإرهاب وهذا موثقا على الهاتف الجوال من قبل الجنود الذين كانوا معه وهو يناديهم " نحن لا نتراجع أنا معكم " وهذا ليس غريب على هذا البطل الذي تربى في أسرة شريفة فوالده انهى وظيفته بيد طاهرة وقلب نظيف حيث ولد الشهيد وترعرع في قرية "كوكب الهوا " الواقعة غرب مدينة الشيخ بدر عام 1971 القرية التي أحرقها الفرنسيون منذ مئة عام بعد ان حارب رجالها فرنسا مع الشيخ صالح العلي.
وأمه الانسانة المؤمنة التي استقبلت نبأ استشهاد ولدها بعد ان تعرفت على الصورة هي وزوجته بدعوات رددتاها عدة مرات " الله ينصر الجيش العربي السوري "وذلك عندما جاء رفاقه العسكريون حاملين صورة الشهيد ملقى في أرض المعركة حصلوا عليها من مواقع التواصل الإجتماعي للعدو الذي اعتبر استشهاده صيد ثمين فيما استقبلت قيادته النبأ بأنه خسارة كبير .
ومما يظهر رقي تلك العائلة رفضها إطلاق رصاصة واحدة يوم دفن الجثمان حيث تم الدفن بهدوء ووقار .
وكان الشهيد العميد حسام أحمد أسعد شخصية مهمة فهو الضابط الحامل لعدة مسؤوليات حيث كان كل من يلقاه من أصدقائه يطلبون منه توضيح لما يجري و في كل مرة يلمح بأن النصر آت ولكنه يحتاج إلى وقت ٍ .
وتبقى الكلمات تحاول ان تصف الشهيد ولكن هيهات فهذا هو الشهيد الذي ضحى بحياته لنبقى أصحاب عزة وكرامة تاركا ولدين في مرحلة التعليم الأساسي و زوجة صابرة ترى فيهما استمرارا لوالدهما وأماً شجاعة صابرة وأخوة وأخوات متحابين ومعتزين بالشهادة التي هي طريق الخلود وقيمة القيم ومفخرة المفاخر .

سهام خضور