Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 20:31:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
وعاد ’’محمد’’ بعد سنتين من الحصار ’’دام برس’’ في منزل أول العائدين من المطار الصامد

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :

في ليل لم يكن طويلاً، تسمع همس الأشجار وحنينها إلى من عاش وتفيئ تحت ظلالها، وعلى زغاريد الفرح والحزن تتمايل أغصانها، بين ابن عاد، وابن جار استشهد، قطعنا الطريق المظلم باطمئنان يقيناً أن من نذهب للقائه حامي الديار، ويستحق منا كل العناء.

لم يدركْ "محمد" عندما ذهبَ إلى حلب أنه سيبقى محاصراً لمدة تزيد عن سنتين، وأنه سيغيب عن جدران منزله وعن أحضان والديه، أكثر من سنة، لكنه اليوم عاد...

 عاد بعد أن نفض عنه غبار الحصار وتعمد بالصبر والنصر، وترك مطار كويرس العسكري في عهدة حماة الديار... عاد ليجد أزهار حديقة المنزل تصدح بألحان الفرح لعودة من كان يشمها ويستنشق عبيرها.

مؤسسة "دام برس" الإعلامية زارت منزل محمد محمود سليمان، من أول العائدين إلى قريتهِ (الجوبة) من مطار كويرس العسكري، وكانت لنا زيارة لتهنئة أهله الطيبين، حيث كان المنزل مكتظاً بمحبيه وأهله وأصدقائه، ولفّ الحديث البساطة والعفوية..

تحرير المطار كان الردّ الموجع للمسلحين

محمد محمود سليمان... شابٌ في العشرينات من العمر، ولد في قريةِ "الجوبة" التابعة لمنطقةِ الشيخ بدر في محافظة طرطوس، طالب في السنة الثالثة بالكلية الجوية اختصاص (فني ـ جوي) في مطار كويرس العسكري.

تسأله هل أصيب؟ فينفي ذلك خوفاً على مشاعر أهله، لكن آثار الإصابات بادية على وجهه.

كم لبثتم تحت الحصار؟

بقيت مع بعض الأصدقاء أكثر من سنتين تحت الحصار في داخل المطار، ومن ضمنها سنة وشهرين لم أرَ أهلي، كانت وسيلة التواصل الوحيدة هي الهاتف، لكن كانت همتنا عالية وروحنا القتالية لا توصف.

لحظات ما قبل تحرير المطار كيف عشتها؟

كانت قلوبنا تدق بسرعة هائلة مع كل خطوة للجيش أثناء تقدمه في محيط المطار إلى آخر لحظات التحرير، حينها شعرنا بأن دماء شهداؤنا التي سالت على أرض المطار لم تذهب سدى، بل كان تحرير المطار الردّ الذي أوجع المسلحين وجعلهم يفرّون من المنطقة.

هل فقدت الأمل بالعودة إلى دياركَ؟

ربما فقدنا الأمل في بداية الأمر، لكن دائماً الأمل بالله موجودٌ، لم نعرف الخوف يوماً، لأن حياتنا كانت متوقفة على قدر عزيمتنا وإصرارنا على الحياة، وإن لم نعد فلن يكون طريقنا إلا الشهادة أو النصر.

صوت الشهداء وطيفهم كان الدافع الأقوى لنا

وجهه يجمع بين الطفل البريء والرجل الذي امتحن الألم والصعاب، يعطيك أملاً بابتسامته العذبة وصوته الخجول...

ما هي طبيعية الحياة داخل المطار؟

كنا نعيش حياة شبه طبيعية، نخوض معارك ضدّ المسلحين، ونرتاح قليلاً، ندافع عن أنفسنا وعن بعضنا البعض، وفي أحيان أخرى ننتظر الطعام الذي كان يأتينا عبر الحوامات.

ربما مرت بعض لحظات اليأس والإحباط، لكن في كل مرة كان الدافع الأقوى صوت الشهداء الذين فقدناهم الذي يدعون للحافظ على الأرض، والدفاع عنها وعدم اليأس فأن النصر قريب بإذن الله.

من هم أصدقاؤك في الحصار؟

رفاقِ السلاحِ والحصار، هم من أعزّ الأصدقاء، عشنا معاً كأسرة واحدة، نتقاسم الطعام والشراب، ندافع عن المطار وعن بعضنا، حزنا معاً على فقدان رفاقنا، وفرحنا معاً، لكن ما كان يقوينا ويعزينا هو أننا نحارب للدفاع عن أرضنا المقدسة.

رغم كلّ الظروف القاسية، ورغم حجم الإصابات التي طالت أصدقائي لم نيأس بل كنا ونساعد بعضنا من خلال تقديم الإسعافات الأولية، وهنا أودّ أن أشكر كلّ الممرضين الذين كانوا سنداً لنا في تقديم كل المساعدة الممكنة.

أجمل ما في العودة هو الطريق البري الذي حرره الجيش

عانى هو تحت الحصار، ونحن عانينا معه القليل لتمنعه عن الحديث مستذكراً أصدقائه من بقي ومن رحل، خجلاً أنه عاد إلى أهله وأن الآخرين قد استشهدوا...

كيف كان طريق العودة إلى القرية؟

بدأت رحلتنا بعد تمكن الجيش من تحرير المطار وسيطرته على المنطقة، حيث خرجنا على دفعات، وكانت مجموعتنا مؤلفة من 5 رفاق، ذهبنا عن طريق البر من السفيرة إلى الشيخ أحمد التي حررها وسيطر عليها الجيش منذ فترة، ومن ثم تابعنا على طريق خناصر حماة ـ مصياف ومن ثم وصلت إلى القرية.

كنت أعيش حالة فرح وحزن في الوقت نفسه، فرح بعودتي إلى أهلي وقريتي، وحزن على من فقدناه من الشهداء، أو من لم يستطع أن يصل بعد.

أين المستقبل منك الآن؟

سأعاود للدراسة في الكلية الجوية، وسيكون همي الأول هو إعلاء كلمة سورية عالياً، ويكون شعاري الأول هو: "وطن... شرف... إخلاص".

لمن تريد توجيه رسالة عبر المؤسسة؟

أوجه رسالة إجلال وتقدير إلى جميع المرابطين على جبهات المطار وجبهات القتال المتوزعة على الأرض السورية، وأدعو من الله أن يحميهم ويسدد رميهم وينصرهم.

كما أوجه كلمات إلى ذوي الشهداء أنه لولا تضحيات أولادهم وصبرهم وصمودهم وإيمانهم هم وأولادهم بقضيتنا لما كنا استمرينا بالصمود نحن في المطار.

تحرير المطار انتصار لنا وهدية لأرواح الشهداء

وعلى وجه ذلك الأب الجليل تظهر علائم الحزن، حيث تحدث السيد محمود علي سليمان عن مفارقات الحياة والموت، معبراً عن فرحه الكبير بتحرير المطار كمنطقة عسكرية، وأن هذه الخطوة كانت بمثابة انتصار كبير وهدية لأرواح الشهداء الذين دافعوا وضحوا بدمائهم في سبيل الوطن.

ووجه تحية تقدير واحترام لجميع الأهالي وذوي الجرحى والمصابين والشهداء الذين بصبرهم وبتضحياتهم انتصر الوطن وأعلوا كلمته ورايته فوق الجبال، مترحماً على أرواح الشهداء الشرفاء، ومتمنياً العودة السالمة لكل المخطوفين والشفاء العاجل للجرحى.

وأشار إلى أن فرحتنا ستبقى ناقصة، لأن هناك شهداء في جوارهم، وعلى الرغم من فرحتهم التي لا توصف بعودة ابنهم سالماً لكن هذه الفرحة لا تكتمل، راجياً من الله أن يلهم أهليهم الصبر والسلوان، مؤكداً أن الوطن يستحق التضحية وأن الحياة ستستمر.

دمعة وابتسامة أمّ...

وصاحبة الابتسامة الأجمل، والعيون البراقة التي تدمع كلما تحدثت، والدة "محمد" كانت تتبادل معنا أطراف الحديث وتنظرُ إلى ولدهِا بفخرٍ وكبرياء، حيث وجهت رسالةَ تعزيةٍ لكلِّ عائلاتِ الشهداءِ ودعت من الله تعالى أن يرحم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم واسترخصوها من أجل أن يدافعوا عن العرض والأرض، كما تمنت يعودَ كل غائبٍ عن أهله، كما عاد ولدها سالماً.

رجال الشمس... هنيئاً لنا بكم

في الختام شكرَ محمد سليمان وعائلتهُ وكلّ من كان متواجداً في ذلك اللقاء، مؤسسة "دام برس الإعلامية" على هذا اللقاء، ونحنُ بدورنا نشكرُهم على سعة صدرهم، واستقبالهم الرحب.

كما نتمنى عودةَ جميعِ الغائبين عن أهلهم، والشفاء للجرحى، والرحمة لجميع شهداء سورية الشرفاء...

رجال الشمس، أنتم من صلب الأرض فهنيئاً لنا بكم

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-11-27 10:09:07   رجال الله في الارض
تنحني الهامات لكم ولانتصاراتكم في وجه الظلم والظلاميين وكل القاذورات المرسلة الى ارض سورية الطاهرة ومن جبل العرب جبل سلطان الاطرش جبل الثورة السورية الكبرى لكم تحية وتقدير
ابراهيم الشريقي  
  2015-11-18 09:24:22   بشائر النصر من كويرس
شكرا لمؤسسة دام برس مواكبتها الدائمة عن طريق مراسلنها سهى سليمان
لؤي خطيب  
  2015-11-18 04:25:14   من خلالكَ !!!
من خلالك أيها البطل ابارك أبطال كويرس وبقية ابطال الجيش العربي السوري !!!
يوسف شيخ يوسف  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz