Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 19:24:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بين رئتيه ينبض.. هلال وصليب .. كل عام وأنت شهيد... يا من أنفاسه عطر وطيب
دام برس : دام برس | بين رئتيه ينبض.. هلال وصليب .. كل عام وأنت شهيد... يا من أنفاسه عطر وطيب

دام برس :

الموت مفجع وموجع، يجلدنا بسياط القضاء والقدر، يتسرب الحزن إلى حنايا الروح معلناً احتلالها بكل صلف وتجبّر. عند غياب صوت من تحب، تلبس الحياة ثوباً من الأسى، ولا تستطيع أن تتمرد على ذلك الحزن المعشعش في أكواخ غربتنا، وتستطيع جذور الحزن أن تتعمق وتتفرع في أعماق الذاكرة معلنة عصيانها على النسيان، لكننا ننسج من خيوط الأمل شالاً من الصبر والتصبّر.

ماذا نكتب على جداريات القلب؟ اغتيال ضحكة وحلم. فجروا ذلك الجسد بقنابل الحقد بتهم كثيرة، وأي تهم؟!. أبسطها التطرف في حبّ الوطن. لكنه يبقى الفارس الذي امتطى صهوة الشرف.

هل يختار الركام من يكون تحت أنقاضه؟ وهل يختار المحب حبيبه؟ هل أحبته حلبُ كثيراً لدرجة أنها حبسته مع رفاقه في قمقمها؟ ولم تسمح لأحد أن يقترب منهم.

من أي رحم وُلد؟ لا شك أنه ولد من رحم أمه والجنة في يوم واحد، في 16/1/1992 كان "أوس بسام عبد الله" هدية الله لنا.. وفي 15/3/2013 أهدانا "أوس" روحه وحياته كشهيد.

أي هدية يستحق في عيد ميلاده الأول بعد الشهادة؟ سنخبر العالم أن يتوضؤوا من قطرات دمه، وأن تكون حروف اسمه أبجدية للعشق والشهادة. سننشد من أنفاسه الأخيرة وآهاته تراتيل دعاء وعبادة.

أي ذاكرة تلك التي تتقد كل يوم؟ لماذا ترك كل ذكرياته الطفولية أمانة لدينا؟ تلك الذكريات تتصارع حيناً وتتناجى أحياناً، ذلك الرغيف الأسمر، أخبرني أنه ما زال صائماً ينتظر صوته كمدفع الإفطار، وتلك "النرجيلة" ما زالت قابعة وحيدة في زاوية غرفته، أنفاسها تجوب في محرابه، تزور كل صوره وشهاداته التي حصل عليها.

آه وألف آه، لو أنك أيها الشهيد تخبر العالم أجمع ما هو سرّ تلك الرائحة. رائحة الطيب والعنبر التي تنبع من روحك وتفوح من أنفاسنا كلما ذكرنا اسمك.

لقد منحنا الشهيد هوية شقائق النعمان، وأصبح لنا شفيع في الجنان.

لا زالت نبضات القلب تقف متعبة على عتبات الغياب والأمل، فهل سيعود إلينا في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده ملفوفاً بالعلم؟ ماذا نلبسه إن أتانا جثمانه. ما زالت بزة العريس معلقة على مشجب الفرح والأمل، لم يقترب منها عنكبوت النسيان. أجزم أنه لا يليق به سوى إكليل غار، والعلم، أجمل كفن.

أيتها السماء، داعبيه، هزّي له السرير، دثّريه بهدب العين، ها هو يغفو تحت الركام، كالطفل قرير.

عديني أيتها النجوم أن تحتفلي به اليوم فهو الشهيد ابن الشهيد وابن أخت الشهيد.

أيتها الجنة افتحي ذراعيك واستقبليه، ويا أجراس اقرعي، ويا مآذن أذّني، زفيه إلى الوطن.. عريس الأرض والسماء.

التحق "أوس" بمواكب الشهداء.. لا شكّ أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الكون، طعمه مرٌّ وعلقم كطعم الحقيقة ذاتها. الموت حقٌّ، وطرق الموت كثيرة، لكن هل هناك أجمل من الشهادة؟ إنه الموت الذي يهب الإنسان عظمة الحياة والخلود.

كتبتها : سهى سليمان
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   روح خالدة
روحك خالدة أيها الشهيد... وذكرياتك لن تنسى... ستبقى حاضرة في البال والذاكرة... هنيئاً لك بالشهادة... وهنيئاً لذويك بالفخر والكرامة
هويدا  
  0000-00-00 00:00:00   الشهيد البطل
أبطال هذا الزمان قلائل... وأنتم منهم... رحمك الله وأسكنك فسيح جنانك
شيرين  
  0000-00-00 00:00:00   رحمك الله ياشهيدنا ... أوس الغالي
رحم الله شهداء سورية الشرفاء وأسكنهم فسيح جنانه ... الله يرحمو ويجعل مثواه الجنة
سامي  
  0000-00-00 00:00:00   كلمات تنبض
كلمات تنبض بروح الشهيد العبقة.. كم آلم القلب فراق الأحبة..لكن فراق الشهيد له طعم ألم مختلف.. فلمرارة الألم خيوط من حلاوة الفخر..وطمأنينة القلب ..أن الشهيد حي فينا ..وحي في السماء
ورود الشهادة  
  0000-00-00 00:00:00   أخي الغالي
اشتقت لك كثيراً... اشتقت لضحكتك... ولصوتك المبحوح... تلك الأركيلة التي تتحدث عنها سهى ما زالت فعلاً مكانها لم تغادره... حتى أبي قبل أن يستشهد لم يدع أحد يقترب منها... أتذكر تلك الأركيلة التي شربتها مع الشهيد زياد ناصيف... في آخر إجازة لكما... والآن أنتما في جنان الخلد
دنيا عبد الله  
  0000-00-00 00:00:00   هدية عيد الأم
ما أقساكم أيها الشهداء عندما تهدون أمهاتكم بعيد الأم أرواحكم... وما أعظمكم عندما تهدون الوطن الشهادة وتدافعون عنه... الرحمة لكم
شيرين  
  0000-00-00 00:00:00   أرض الشهادة
سورية أرض الشهادة والشهداء... ربما اغتالو أوس أو حتى أحلامه لكن بالتأكيد هناك جيل قادم سيعمر البلد... الفخر لنا بهؤلاء الشباب الذين استبسلوا وضحوا بحياتهم لنحيا نحن وأولادنا
سعيد حمدان  
  0000-00-00 00:00:00   الفخر لنا
الرحمة له ولكل شهداء سورية... ضاعت أحلام الشباب.. لكن الحلم الأكبر سورية يجب أن يتحقق بتضحياتهم
rawad  
  0000-00-00 00:00:00   الرحمة لكل شهداء سورية
ذكراه في القلب والعقل ... واسمه عالي كجبينه .... الرحمة والخلود لروحك الطاهرة يا اوس
سوزان ناعسة  
  0000-00-00 00:00:00   هنيئاً لك الشهادة
رحمك الله أوس البطل... الخلود لروحك الطاهرة ولكل أرواح الشهداء الشرفاء
علي  
  0000-00-00 00:00:00   ضاع الحلم
اغتالو أحلام الشباب... واغتالو ضحكات الفتيات... اغتالوا احلام الرجال... لكنهم بتضحياتهم سطروا البطولات
ليليان  
  0000-00-00 00:00:00   أحبُه الله فاختاره
الأرواح الطاهرة مقدسة ولا يليق بها العالم الذي نعيش فيه،من أجل ذلك اختارها الخالق لتزين عالماً آخر يليق بطهرها ونبلها ..الرحمة لروح الشهيد أوس ولأرواح كل زهرة في هذا الوطن أخذتها منا قسوة القدر
منى  
  0000-00-00 00:00:00   أنت فخرنا
رحمك الله يا أوس... ورحم كل الشهداء الشرفاء... لن ننساك ما حييت... روحك تطوف حولنا في كل مكان... تلك الأركيلة التي تتحدث عنها سهى ما زالت كما هي بآخر نفس استنشقته أنت والشهيد زياد... لم يتغير مكانها... ولا زلنا نتذكر شراب (الكولا) الذي تحبه كثيراً... وكل الأفلام والمسلسلات التي كنت تتابعها... نودعك على أمل أن نلقاك جثماناً طاهراً تأتينا لنزفك عريساً إلى جانب والدك
نجود  
  0000-00-00 00:00:00   في جنان الخلد
رحمك الله ورحم كل الشهداء الشرفاء... كنت من أنبل الأصدقاء... لك ولك أرواح شهداء أكاديمية الأسد الرحمة والخلود
مرتضى  
  0000-00-00 00:00:00   ابنة شهيد
افتخر اني ابنة شهيد ومن اسرة فيها شهداء الله يرحمك يا اوس
رشا  
  0000-00-00 00:00:00   الغالي
غادرنا جسدك... وما زال جسدك الطاهر في حلب... لكن روحك تعيش معنا في كل ثواني حياتنا... رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه
نجود  
  0000-00-00 00:00:00   الشهيد الغالي
دموعنا تسبق قرائتنا لن ننسى شهدائنا ونرجو من الله النصر كي لا تذهب دماءهم هدر وكل الشكر لك يا سهى على كل ما تكتبيه
ليندا  
  0000-00-00 00:00:00   الله يرحموو
الله يرحمك يا أوس ويصبر أهلك ,, بطل
Yara Ahmad  
  0000-00-00 00:00:00   ياشهيد قد ما بكيت ,, مابظن ,, لدمك ,, وفيت ...!!
الله يرحموو ويجعل مثواه الجنة ويصبر أهلو يارب
حبيبة الروح  
  0000-00-00 00:00:00   شهداء الحق
الله يرحم روحك الطاهرة يا اوس الغالي
عيسى  
  0000-00-00 00:00:00   الشهادة خلود
كيف أرثيك.. وبماذا أرثيك.... سوى أني اشتقتك إليك فوق الوصف والخيال... شكراً لأنك جعلتني افتخر بنفسي لأجلك
سهىسليمان  
  0000-00-00 00:00:00   وطني
الله يرحم شهداء الوطن الغالي
ذو الفقار  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz