دام برس-متابعة-عمار ابراهيم:

كان مطار منغ العسكري في حلب لفترة طويلة يشكل عقدة صعبة قتلت فيها أعداد كبيرة من العصابات الإرهابية التكفيرية للسيطرة على هذا المطار حيث كان هنا 400 بطل من الجيش العربي السوري بمواجهة ما يزيد عن 30000 إرهابي وتحدث أحد القادة ممن كانوا في الميدان عن ذاك المطار وبطولة الجنود

يروي النقيب عيسى بصراحة مطابقة لواقع ما جرى، قصة المطار من بداية الأحداث، وحتى دخول الميليشيات إليه، في حرب عصابات، غيرت فيها وحدات الجيش في “منغ” تكتيكاتها غير مرة، وكذلك الميليشيات، التي عصي عليها دخول المطار العسكري التدريبي لعشرة أشهر، رغم أن أعداد عناصرها وصل إلى مئات المقاتلين من الجنسيات المختلفة، فيما لم يبلغ عدد عناصر الجيش أكثر من 400 في أحسن الأحوال.

في السلسلة التي ينشرها “عربي برس” على حلقات، قصة المواجهة الملحمية رغم نقص الذخيرة والمؤن، وشراسة الهجمات بأحدث أنواع العتاد العسكري في مقابل انقطاع الإمداد عن وحدات الجيش، وتفصيلات يومية عن مطار منغ.

وفي الحلقة الأولى، يروي النقيب معن عيسى بداية الحصار على المطار، بالتوازي مع المظاهرات التي انتشرت في ريف حلب الشمالي، ثم بدأت الهجمات، والاضطرار لتغيير التكتيك العسكري من حالة الجيش الكلاسيكي، إلى الدخول في حرب العصابات، بعد شن هجوم موسع وكثيف على المطار:

«عند الساعة الثانية والنصف ليلا تم هجوم مسلح على المطار بالتنسيق مع عناصر من داخل المطار، الذين قاموا بحرق طائرة وحرق ثلاث صهاريج وقود للطائرات وقاموا بأعمال تخريبية لبعض الآليات…»

يقول النقيب معن عيسى:

بسم الله الرحمن الرحيم

«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا»

صدق الله العظيم

إن ما أصاب سوريا من ويلات ومآسي خلف تحت كل سقف وخلف كل جدار حكاية، تختلف بتفاصيلها عن غيرها ولكنها تمتلئ جميعا بالمعاناة والخوف والحزن وتشع من بين كلماتها بطولات وصمود سيكتب تاريخا جديدا لبلاد هي بالأصل متجذرة في عمق التاريخ، وسيتكلم التاريخ ويكشف المستقبل ملاحم لم تسطر إلا على سواعد أبطال الجيش العربي السوري ومنهم قصة مطار منغ.

عشرة أشهر من الحصار المطبق ضمن بيئة ليست حاضنة للإرهاب فحسب بل ولادة للإرهابيين، آلاف من المقاتلين العرب والأجانب مدربين ومزودين بأحدث أنواع الأسلحة، وبطرق إمداد ساخنة وغزيرة، مع بث فضائي مباشر وحي من أكثر من ثلاث أجهزة استخبارات لدول عظمى ومئات الخطط والمخططين الذين فشلوا في كل خططهم أمام صمود أبطال منغ الأحرار الحقيقيين.

كان في مطار منغ في البداية حوالي 400 فارس مقابل آلاف المهاجمين المرتزقة يقدر عددهم بنحو 30000 ثلاثين ألفا من كل جنسيات الأرض وخلال 10 أشهر تكبدوا خلالها خسائر فادحة جدا.

وانتصر مطار منغ ببواسل جيشنا، نعم انتصر بميزان السلاح والعقيدة والجهاد وعدد القتلى الذي تجاوز 8000 قتيل حسب اعترافاتهم

حتى طريقة خروجهم من المطار كانت أسطورية وانتصارا جديدا.

سنحاول في هذه السطور إلقاء مزيدا من الضوء على كوكبة من هؤلاء الفرسان وعلى قصة صمودهم وتأقلمهم مع ظروف الحصار

ليعلم العالم أجمع من هم أبطال الجيش العربي السوري.

كما تعرفون جميعكم فقد دخلت منطقة شمال حلب أو ما يعرف بريف حلب الشمالي دائرة الأحداث والاضطرابات في الشهر السادس من عام 2011، حيث بدأت بشكل مظاهرات وإغلاق للمحلات التجارية في بلدات محدودة مثل “عندان ـتل رفعت ـ مارع”، بعد فترة أخذت هذه الأحداث تمتد كبقعة الزيت إلى بقية القرى والبلدات وبدء معها التصعيد من حرق للإطارات وقطع للطرقات ومهاجمة مخافر الشرطة ومفارز الأمن ومحاصرتها والاعتداء عليها.

ومطار منغ العسكري عبارة عن مطار تدريبي يقع في أقصى ريف حلب الشمالي حيث يبعد عن مدينة حلب حوالي 40 كم وعن الحدود السورية التركية حوالي 11كم ويقع بجانب اوتستراد حلب إعزاز في أرض منبسطة بعض الشيء وقد أوكلت إليه مهام عديدة في فك الحصار عن بعض المفارز الأمنية في إعزاز وعندان وضرب حواجز المسلحين على الطريق العام ومداخل بعض البلدات.

في يوم 27/02/2012 تم استهداف سيارة عسكرية قادمة من حلب باتجاه المطار محملة بالمواد الغذائية عند مفرق قرية بيانون، حيث استشهد السائق العريف علي كدرو وقد قام أهالي نبل والزهراء مشكورين بسحب السيارة والجثمان إلى داخل القرية، وفي اليوم الثاني عند الساعة الثانية والنصف ليلا تم هجوم مسلح على المطار بالتنسيق مع عناصر من داخل المطار الذين قاموا بحرق طائرة وحرق ثلاث صهاريج وقود للطائرات وقاموا بأعمال تخريبية لبعض الآليات…

المصدر :عربي برس