دام برس- أحمد صارم :
حسرة كبيرة تركها غياب الشهيد أحمد عبد الناصر منصور في قلوب أهله و أصدقاءه و رفاق سلاحه ، فهو لم يزل شاباً حديث الزواج لم يكتب له أن يرى ابنته "رفيف" التي أكملت عامها الأول منذ أيام و لم تعي بعد أنها يتيمة الأب..
وقع الصدمة رغم أنه كان قوياً و مؤلماً إلا أن استشهاد أحمد كان مبعث فخرٍ كبيرٍ و مصدراً لقصة سيرويها محبوه لأجيال ،  فهو البطل الذي لم يقبل أن يترك مكان تمركزه غنيمة سهلة لكلاب بني وهاب ، و قاوم كثيراً حتى بقي وحيداً ثم أصيب و استشهد مساهماً في التغطية على زملاءه الذين اضطروا للإنسحاب بسبب الكثافة الهائلة لنيران المهاجمين على بناء واحد هو مدرسة الفنون النسوية في تلبيسة ، و كانت استشهاده حسب رواية زميله الذي أصيب – وهو من درعا- بسبب شظايا قذيفة آر-بي-جي في الرأس.
"هذا ولدي – و أنا أعرفه جيداً" قالها والده عندما أتى خبر فقدانه ، فالشهيد البطل أحمد منصور لم يكن سهل المراس في الحياة العادية و كان خلوقاً و صاحب مبادئ و لم يكن من طبعه الإستسلام أو الهروب ، و كان استشهاده بتاريخ 9-6-2012 ، و لا يزال الألم  حتى اليوم يعصف بأهالي قريته (خربة عامودي - ناحية القدموس) التي كان شهيدها الأول.
و رغم أنه كان البكر لدى أهله و المعيل لدى زوجته و الوحيد لابنته و الأغلى لعائلته لم يتوانى في تقديم روحه خدمة لوطنه ، فاستحق بكل جدارة ما قاله الخالد حافظ الأسد : "أنبل من في الدنيا و أكرم بني البشر".