Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
زيادة في الرواتب .. من يصدق ؟

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
ما أن يقع بصرك على العنوان أو تسمع به حتى تستنفر حواسك كلّها، وخاصة لسانك لنشر الخبر دون التأكد من مصداقية المعلومة أو عدمها وحتى دون معرفة الهدف من بثّ خبر كهذا، ودون إدراك أن بعض الأخبار تعتمد على مصادر غير حقيقية ومشبوهة أو غامضة، تشعل ناراً ليس من السهل إطفائها، ودون التثبت والرويّة والعقل اليقظ، لن نستطيع تدارك شرها.
تلك الأقاويل الكاذبة هي شائعات وسلوك غير سوي يهدف لتشويه سمعة شخص ما أو حتى مؤسسة بأكملها، وقد تكون الشائعة على هيئة استطلاعات رأي غير دقيقة أو توقعات أو نكات وثرثرة وغمز ولمز، تمسّ شرائح اجتماعية مختلفة، تزداد قوة وتأثيراً أثناء الحروب والكوارث والأزمات والعلاقات المضطربة.
لأهمية موضوع الشائعات وتأثيره الكبير أثناء الأزمات، مؤسسة "دام برس" الإعلامية استطلعت آراء بعض المواطنين عن مفهومهم للشائعة وكيفية محاربتها:
الأهمية والغموض: من شروط الشائعة
بدأنا بالحديث مع الإعلامية غادة قدور التي ركزت على دور الإعلاميين والمثقفين وغيرهم من قادة الرأي من المسؤولين لدحض الشائعات عبر نشر الحقائق أولا بأول، لأن الشائعات لا يمكن لها أن تظهر وتتعاظم إلا في غياب الحقائق. حيث ذكرت أن من أهم شروط الشائعة الأهمية والغموض، فمثلاً لأهمية الرواتب بالنسبة لأغلب المواطنين أي شيء يتعلق بها يصدقونه وخاصة إن كان لمصلحتهم.


وأشارت إلى أن معرفة الهدف من بثّ الأخبار الكاذبة هو خطوة باتجاه مكافحتها، مؤكدة أن التحصين من أخطار الشائعات يتم عبر نشر الوعي بين الجمهور، وزيادة الثقة بما تقدمه الجهات ذات العلاقة في الدولة ومعلومات وبيانات حول حقيقة ما يجري لاطلاع الجمهور عليه وشرح الجوانب المتعلقة به.
كما تطرقت إلى الشائعات التي تحدث في المدرسة أو الجامعة، عن أسئلة الامتحانات أو الدرجات النهائية أو أخبار أخرى قد تؤثر سلباً على العملية التعليمية، مؤكدة أن إبطال مفعول الشائعة يقع عاتقه على الجميع، لأن الجميع معني بها وبآثارها، وأن اشتراك الجهات الإعلامية والثقافة والمؤسسات الاجتماعية والحكومية والنقابات المهنية وغيرها يساهم في التخفيف من أضرارها.
تأثير سلبي لبعض وسائل التواصل الاجتماعي
بدورها رئيس المركز الثقافي في طرطوس منى أسعد أوضحت أن الشائعة هي انتشار خبر دون التثبت من صحته، أو رواية يتناقلها الناس دون التركيز على مصدر يؤكد صحتها، وأحياناً خبر ليس له أساس من الصحة، مشيرة إلى دور وسائل الإعلام الهام في تقديم معلومات دقيقة للناس، وأن  التطور التقني وثورة الاتصالات أتاحت لوسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "الفيس بوك" أن تؤثر سلباً في بعض الأحيان من خلال بثّ أخبار كاذبة تخلق جواً متوتراً بين الناس، وأضافت أنه يجب على المهتمين وضع حدّ للانفلات الذي يحدث في تلك الوسائل.


كما أكدت أن التركيبة النفسية للناس لها دور كبير في تصديق الشائعة، مركزة على الاهتمام بتعليم الناس وثقافتهم وتربية النشئ على التفكير النقدي الذي يمحص الأمور قبل أن يصدقها أو يقبلها أو يرفضها.
وتطرقت إلى أن الوعي خاصة في أوقات الأزمات والحروب من شأنه أن يوقف هدف الشائعة، وأن الأخبار الكاذبة لا تنتشر إلا في مناخ ملائم، وتوافر المعلومات الصحيحة والصادقة عن أي موضوع سيؤدي بالضرورة إلى الحدّ من نتائجها.
الشائعة تهدف إلى إثارة الفرقة والعداء بين فئات الشعب
السيد حسان فاتي ذكر أن خلال الأزمة السورية لعبت الشائعات دوراً سلبياً كبيراً، وخاصة ما قامت به بعض المحطات الفضائية العربية والأجنبية من خلال بثّ أخبار غير صحيحة من شواهد عيان مجهولين، أو تشويه سمعة بعض الأشخاص لتحقيق مآرب سياسية وشخصية لمن يبثّ الشائعة.


وأوضح أن بعض الشائعات يهدف إلى إثارة الفرقة والقطيعة والعداء بين الفئات المختلفة في المجتمع، وخاصة في زمن الحرب، حيث تدخل الشائعة في إطار الحرب النفسية والعسكرية ويسخر من ينشرها كل أدواته لتحقيق هدفه.
وذكر مثالاً من التاريخ عن حرب البسوس التي كان بدؤها بالشائعات تنقل هنا وهناك وكيف استطاعت المرأة البسوس أن تنقل كلاماً إلى الحاكم عن جمال الجليلة ليتزوجها عنوة ولكن الزواج ينتهي بموت الحاكم وفوز كليب بها، ومن ثمّ يأتي دور كليب الذي أصبح حاكماً لقبيلة تغلب ولكن البسوس زرعت شيئاً في نفسه حيال أخيه المهلهل وتمضي الأيام لتزرع الفتنة بين كليب وأهل نسبه بعد مقتل ناقتها التي كان قد منعها من أن ترعى مع أنعامه.
الشائعة تشوه صورة البعض لصالح البعض الآخر
وأشارت السيدة تغريد عبد الله وتعمل محاسبة في ندوة، إلى أن الشائعات تطال أكثر ما يهم الناس من حياة معيشية واجتماعية واقتصادية، أو تطال شخصيات بهدف تشويه سمعتهم لصالح أشخاص آخرين.


وأضافت إن الإشاعة تبدأ صغيرة ومن ثم تكبر من خلال تناقلها بين الناس وإضافة بعض الأحداث الخيالية عليها، لتصبح قصة لا يمكن تصديقها، ولكن بوعي المواطن والانتباه إلى مصدر الإشاعة وقابليتها للتصديق أو لا، يمكن من خلال ذلك أن نخفف من تأثيرها السلبي، والحد من أخطارها.
كما نوهت بأهمية استقاء المعلومات والأخبار من مصادر موثوقة أو رسمية وخاصة تلك التي تتعلق بالرواتب أو الأسعار وغيرها.
لتجنب خطر الشائعة: الاعتماد على مصادر رسمية
السيدة ناريمان تطرقت إلى شائعة زيادة الرواتب التي ظهرت في الفترة الأخيرة، والتي انتشرت بشكل كبير ولم نتأكد منها، موضحة أنه من الأفضل الاعتماد على مصادر حكومية أو محطات فضائية رسمية تنشر أخباراً موثوقة.


وبينت أنه خلال الأزمة السورية تعرضت الكثير من الشخصيات والمؤسسات للشائعات المغرضة التي حاولت تشويه سمعتهم، كما زادت الأقاويل عن ضحايا التفجيرات وتضخيم الأعداد والمبالغة بها، ولكن بفضل الوعي والحذر والثقة تم تجاوز أخطار تلك الأكاذيب.
أما السيدة فاديا حسين فقد عبرت عن انزعاجها من الشائعات وخاصة التي تمسّ حياة المواطن كزيادة في الرواتب، أو عن ارتفاع في الأسعار أو انخفاضها، أو حتى شائعات عن وفاة أو زواج وطلاق في الوسط الفني، ويكون هدفها تشويه سمعة أحدهم أو كسب شهرة لفنان على حساب فنان آخر.


وشددت على ضرورة عرض الحقائق على الجمهور في كافة المجالات ضروري جداً، لأن ذلك يؤدي إلى تكذيب الشائعات.
وفي الختام مؤسسة "دام برس" الإعلامية تدعو جميع الجهات المعنية والمواطنين لمواجهة الشائعات الكاذبة التي تبثها جهات محلية أو خارجية بهدف خلق حالة من الفوضى، وذلك من خلال كشف حقيقة الشائعة، والوعي وإعمال العقل ومساهمة الجميع في التثبت من صحة المعلومات. والدور الأكبر في دحض الإشاعة يأتي من خلال تعاضد جميع الجهات التربوية والتعليمية والثقافية والدور الأكبر يقع على الوسائل الإعلامية بكافة أدواتها.
ملاحظة: مؤسسة "دام برس" الإعلامية نشرت دراسة على أجزاء عن (الشائعة: مفهومها، أهدافها، أدواتها، خصائصها، أنواعها واستخداماتها، وبعض الإجراءات الضرورية للحدّ من أخطارها).

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-06-18 06:35:55   رائع
المواطن السوري بحاجة إلى زيادة مدخوله أضعاف ليستطيع العيش بكرامة
رواد  
  2016-06-18 06:33:31   زيادة
و دائماً بعد كل زيادة في ارتفاع ضعف للاسعار إلى متى هذه المهزلة؟؟
لما  
  2016-06-09 06:24:00   الشائعات خطأ كبير
جميع الناس يتحملو أخطاء الشائعات فما إن تنتشر شائعة حتى يبدأ الناس بتداولها ونشرها دون التأكد من صحتها.
ديما  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz