دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :

لا زالت قلوب الأهالي تنبض خوفاً وحزناً تارة، صبراً وفخراً تارة أخرى، تحاول تهدئة قلقها باتصال هاتفي من رجال الشمس أبطال الجيش السوري داخل المطار، الذين أدخلوا الطمأنينة إلى قلق ذويهم، ورفعوا من معنوياتهم، رغم حصارهم، كان هدير عزيمتهم يعلو فوق الغيم، وهممهم صامدة، قاطعين وعود الحق والنصر بإذن الله تعالى، حناجرهم تصدح بأجمل الألحان ليعبّرون عن حبهم وشوقهم وحنينهم لتراب الوطن ولأحضان أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم.

وكان عدد من أهالي أفراد من الجيش السوري في محافظة طرطوس نفذوا اعتصاماً تضامنياً أمام مبنى محافظة طرطوس للمطالبة بفك الحصار عن مطار كويرس العسكري، وداخل الكلية الجوية بريف حلب، بعد أن مضى على حصار تنظيم "داعش" لهم أكثر من ثلاث سنوات، وبعد أن استشهد الكثير منهم وهم يتصدون لهجمات التنظيم المتلاحقة بهدف حماية المطار.

وأكد الأهالي وقوفوهم جنباً إلى جنب مع الجيش السوري للدفاع عن الوطن واستعادة الأمن لهذا البلد الحبيب، رافعين مطالبهم للحكومة السورية والجيش السوري بضرورة الإسراع وفك الحصار عن المطار.

وكان المحافظ المحامي صفوان أبو سعدى قد التقى أهالي المحاصرين بمطار كويرس مؤكداً على تضامنه معهم، وأن المعركة مستمرة وهي في آخرها، ولا بد أن النصر حليفنا فثقتنا كبيرة بحماة الديار رغم اشتداد الهجمة والمعارك على جبهات القتال المختلفة.

يقع مطار كويرس العسكري في الريف الشرقي لمحافظة حلب، قرب مدينة تل حافر، ويعد من أهم المطارات العسكرية في الشمال السوري، وقد تمكنت وحدات من الجيش السوري من الصمود لفترة طويلة داخل المطار المحاصر منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، حيث تصدت حامية المطار لعدة محاولات هجومية عنيفة قامت بها المجموعات المسلحة التابعة لما يسمى "جبهة النصرة" و"الكتيبة الخضراء" و"ألوية صقور العز" و"انصار المهدي" إضافة إلى "جيش محمد" و"جند الحق"، بهدف خلق ثغرة للدخول إلى داخل المطار.

مؤسسة "دام برس" الإعلامية استطلعت آراء بعض المواطنين في محافظة طرطوس محاولة نقل أمنياتهم إلى الجهات المعنية.

حماية المحاصرين وفك حصارهم هدف أساسي

السيد عيسى سويقات (أبو أحمد) لديه ولد يخدم في مطار كويرس العسكري بحلب، تمنى على الجهات المعنية استقدام تعزيزات برية كبيرة لفك الحصار عن المطار المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مؤكداً أن ولده وجميع أفراد الجيش هم المدافعون عن هذا الوطن، ولا بدّ أن نبذل قصارى جهدنا من أجل حمايتهم ليعملوا بدورهم على حمايتنا من المسلحين.

أما السيد أصف أسعد دعا بالرحمة لشهداء سورية الشرفاء، والشفاء العاجل للجرحى، كما طالب أيضاً بضرورة فك الحصار والقضاء على المجموعات المسلحة التي دمرت البلد.

وأضاف أن طريقنا للنصر هو الصمود والصبر والقتال مع الجيش ضدّ المسلحين، وبعزيمة الجيش والقائد ووطنية الشعب سيكون النصر القريب بإذن الله.

تفعيل دور الاعتصام التضامني ضرورة لا بدّ منها

بدوره السيد علي زكيا من مدينة صافيتا تحدث عن ضرورة تفعيل دور الاعتصام التضامني ومطالبة الجهات المعنية والجيش بالإسراع لتحرير المحاصرين في مطار كويرس العسكري ومحيط الكلية الجوية ليكون لهم أيضاً دور في مواصلة المعركة ضدّ المسلحين في مناطق أخرى.

ووجه رسالة وتحية إكبار وإجلال لجميع الجنود المحاصرين داعياً لهم بالنصر من خلال استمرار مواجهتهم للمسلحين وقتالهم دون تراجع.

مطالب بالبحث عن المفقودين

واستغل السيد محمد عباس علي حديثه مع المؤسسة ليوضح أنه له أخ مخطوف يؤدي خدمته الاحتياطية في عربين بالغوطة الشرقية، مطالباً الجهات المعنية العمل على البحث عنه وفك أسره، فهو لا يعرف عنه شيئاً إن كان مفقوداً أو شهيداً.

وأشار إلى أهمية تعزيز دور اللجان الوطنية ودفاعها عن الوطن ومساعدة الجيش للعمل على فك الحصار عن المحاصرين في كافة المناطق.

جميعاً يدٌ واحدة ضدّ المعتدي

كلّ شبر من الأرض السورية هي مقدسة.. والحفاظ عليها مسؤولية الجميع، بهمة الجنود المرابطين على أفق النار وبقتالهم الأعداء، وبصمود الأهالي وتضحياتهم وتقوية عزيمة أولادهم سنحقق النصر القريب.

مؤسسة "دام برس" الإعلامية توجه التحية والإجلال للجيش السوري، إذ تنحني أمام تضحياتهم، وذودهم عن الوطن، هي أيضاً تتمنى على ذوي الشهداء والجرحى والمفقودين، وجميع المواطنين الوقوف جنباً إلى جنب مع الجيش والوطن والقائد كما عهدناهم وعهدنا هذا الشعب العظيم، لكم التحية والتقدير...

رجال الله على الأرض... بكم ننتصر