دام برس - لجين اسماعيل :
كم انتظرنا زينة لنرى ثوب سورية الأبيض ، و نرى الثلج الذي يكسو أرضها ، أشجارها ، أغصانها ، الأسطح و الأبنية و الطرقات ، تكلّموا عنك الكثير إلا أنّ آثارك كانت أقوى يا زينة .
طلاب فرحوا بكرات ثلج تتساقط و تترتمي على الأرض ، فمنهم من خرج واقفا تحت الثلج ، و آخر من صنع رجلا من الثلج يتفنن في صنعه و آخرون لعبوا و أمضوا أوقاتهم مع نظرائهم من الأطفال .
إلا أن قرارات وزارة التربية المفاجئة التي غابت عن البعض ، ومع انقطاع التيار الكهربائي، أدى إلى غيابها عن الكثير من الأهالي ، كما طالت بعض المعلمين و المعلمات ، حيث عاشوا في توتر و على أعصابهم خائفين على أطفالهم دام برس استطلعت أراء الشارع السوري حول تأجيل الامتحانات و التأخير و الظروف التي مرت خلال العاصفة لنتابع :
المعلمة إسعاف تقول أنها رغبت في أن يؤجل هذا الامتحان ، و تعطى هذه الفترة كعطلة للطلاب ، ذلك أن الظروف التي مرّت في تلك العاصفة الثلجية كانت قاسية جداً ، انعدم فيها التيار الكهربائي ، فكانت الأنوار مطفئة وما من أجواء مساعدة على الدراسة ، ناهيكم عن النقص في مادة المازوت ، حيث ترى أن الطالب أقل ما يمكن يجب أن تكون موفرة له أجواء الدراسة و التعلّم .
بينما ترى الموجّهة رجاء أن كما يشاؤوا تأجيل أو عدم التأجيل ، لكن أقل ما يمكن في تلك اللحظة أن تتخذ الإجراءات اللازمة و الفورية منذ بدء العاصفة ، و التأجيل تفاديا لوقوع أخطاء ، بسبب انقطاع التيار الكهربائي ، فهي من المعلمات اللواتي نزلن لمتابعة عملهن في اليوم التالي ، لأنها ليست على علم بما صدر من قرارات في يوم سابق .
و الوالد عبد القادر العسكر الذي تمنى أن تؤجل الامتحانات ، فالعاصفة الثلجية لم تنتهِ بعد بنظره ، فالأطفال ليسوا قادرين على تحمّل البرد ، مضيفا نقطة أخرى تتعلق بالاستمرارية و المتابعة ، فالطالب يكون قادراً على العطاء إذا كان بشكل متتابع ، لكن هذا الانقطاع و الفترة المبعدة بين المواد التعليمية ، تخفف و تقلل من همّة الطالب ، و ربما تجعله يتراجع في مواد على حساب مواد أخرى ، مشيراً إلى أنه لن يكون أجدر في اتخاذ القرارات من وزارة التربية ، إلا أنه يبدي مقترحاً ودّ لو حصل .
و كان للطفولة براءتها ، و ضحكاتها و ابتسامتها ، فتقول الطالبة هبة الله يوسف و الابتسامة تزيّن وجهها : " تمنيت لو أن الامتحانات حصلت في نفس اليوم الذي تساقطت فيه كرات الثلج ، فاللعب مع الأصدقاء و تبادل الضحكات ، و التراشق بالكرات البيضاء رغم برودتها ووصولها لدرجة التجمد ، كان من أروع و أسعد اللحظات التي تعيشها ، متناسية بذلك أجواء الامتحانات و التفكير بالمواد .
فالثلج في عيون أطفالنا الصغار يتساقط مرة واحدة في السنة ، ويكسو الأرض ثوبها الأبيض الجميل ، فيرووا أن الأجدر أن يستمتعوا بهذا اليوم ، علّ ضحكاتهم تنسينا الآلام و الأوجاع .
وبدورها الطالبة فرح تمنّت لو قدمت امتحانها كاملاً بلا انقطاع ، فهي تشعر بالتشويش ، خاصة أن العطلة الانتصافية ، ستكون مرهونةً للدراسة كذلك خصوصا أن ثلاثاً من المواد قد تأجلت إلى بداية الفصل الثاني ، لذلك أبدت رأيها في تقديم الامتحانات بكافة المواد و بشكل متتابع ، لكن لا فرق في الأيام .
هكذا هم أطفالنا ... براءة و ضحكات ، و امتحانات جرت بالرغم من العاصفة الثلجية التي حصلت ، و أخرى ستُستكمل ، فالعاصفة لن تقف في طريق أحد لمتابعة الجد و الاجتهاد .
تصوير : تغريد محمد