دام برس:
صباحُ الخير أيتها الأم العظيمة، يا من تحملّت الصعاب من أجلنا دون تذمّر، و تهلل وجهك فرحاً كلما ابتسمت لنا الدنيا قليلاً. بصمتٍ و صبرٍ و أملٍ كفكفتِ دموعنا، و بقدميك الحافيتين مهّدت لنا طريق الحياة المعبّد بالأشواك.
يامن قال فيك الرسول الكريم:"الجنّة تحت أقدام الأمهات" و حينما سألوه عمن هو أحب الناس إلى قلب المرء؟ أجاب: أمك ثمّ أمك ثمّ أمّك ثمّ أبيك. ويامن أوصى بك السيد المسيح في لحظات عذابه القاسية قبل أن يُسلم روحه، حينما قال لتلميذه يوحنا الحبيب: هذه أمّك و قال لأمه العذراء: هذا إبنك.
وليس من قبيل الصدفة أن يتغنى بك الشعراء أيضاً، فغني عن التعريف قول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
أمنا الحبيبة التي إن هزّت سريرنا بيمينها هزّت العالم بيسارها، كم هي مفارقة الزمان بعجيبة، فأم الجميع سوريتنا الغالية يتم جلدها و اقتلاع أظافرها و صلبها من قبل رعّاع التتار الجدد المتسترين بلبوس الدين، ولكنها بصبرها و أناتها و تضحيتها من أجلنا لن تركع و لن تستكين،. فستخرج لهم منالرماد منتصرة مثل طائر الفينيق وستضمنا جميعنا تحت جناحيها الدافئين.
من أجلك نصلّي متضرعين إلى الله أن يحفظك. و نقول إليك في عيدك الكريم:
كلُّ عام و أنتِ بخير.
منتدى من أجل سورية في هنغاريا