Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 11:29:41
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
علوش : نحن مستهدفون لأننا حافظنا على قرارنا المستقل

دام برس:

وسط حضور مميز وكثيف لنخبة من السياسيين والإعلاميين والمثقفين استهل الدكتور أيمن علوش؛ القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية محاضرته بمقولة لباحث غربي اعتبر فيها أن الشرقي ليس له وطن وإنما هو ينتمي إلى دين .

وتحولت محاضرة  د. علوش، المقررة بعنوان ( الوطن العربي من صراع عربي صهيوني إلى صراعات مذهبية   ) بدعوة من المنتدى العربي قي مقره بحي عرجان في العاصمة الأردنية ؛ عمان ـ إلى تظاهرة سياسية مؤيدة لسورية ، حبث هتف الحضور للدولة الوطنية السورية شعباً وجيشاً وقيادة .

وأوضح د. علوش ، أن الإستراتيجية  الدينية الأصولية نمت بعد حرب تشرين ، التي كانت تعتبر حربا عربية قومية بمواجهة الكيان الصهيوني ؛ الذي يحتل الأرض العربية ويطمع بالمزيد ويهدد الأمن القومي العربي .

وقال أن السوريين كلهم بعثيون يؤمنون بالوحدة والحرية والإشتراكية ، وإنْ لمْ ينتموا تنظيمياً في حزب البعث .

وأضاف أن الفرنسيين عندما احتلوا سورية ، زعموا أنهم اتوا لحماية الأقليات فيها من دروز وعلويين ومسيحيين وغيرهم ، لكنهم فشلوا في ذلك ، وقصة فارس الخوري مع المندوب الفرنسي معروفة للجنيع ، الأمر الذي يؤكد ان السوريين عروبيون مهما عصفت بهم الأنواء .

وقال أن الحال العربي لم يكن كذلك قي ستينات القرن الماضي رغم هزيمة حزيران،حيث أكدت قمة الخرطوم أنْ لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع (إسرائيل ) وبعدها قمة عربية عقدت في الجزائر.

موضحاً أن القوى المعادية للأمة العربية ومن بينها الكيان الصهيوني ، رأت في حرب تشرين التي خاضها الجيشان العربيان السوري والمصري وساندتهما معظم الدول العربية ، خطراً ماثلاً عبى الأمن القومي الغربي الإمبريالي الصهيوني.

ومنذ ذاك الوقت بخاصة ، يقول د. علوش ، بدأت الدوائر الغربية تعمل على 3 خطوط إخراج النفط من المعركة ، وجعله عبئاً على الأمة وفك هذا التضامن القومي العربي واستبداله بالإصولية الدينية ، وتفكيك الجيوش العربية مستعيدا الإنطباع القائل بان الشرقي لا وطن له وإنما هو ينتمي إلى دين ، بما قد يفتح هذا الفهم من صراعات مذهبية وطائفية ، قد تولد أيضاً صراعات إثنية .

ونقل علوش عن البعض رؤيتهم بأن الثورة الإيرانية التي خلقت قطباً دينيا معيناً ، لا بد أن يتولد عنه قطب ديني مقابل .

وأوضح د. علوش  عدم صحة هذا الفهم ، فالحرب العراقية الإيرانية ، كانت أحد المقدمات المتولدة عن مخطط غربي يستهدف حرف البوصلة عن الصراع مع الكيان الصهيوني إلى صراعات بينية مشرقية ، لإسقاط  حالة حرب تشرين القومية العربية .

لكن هذه الحرب ( العراقية الإيرانية ) كما أشار علوش ، فشلت في إعطاء الحرب بعداً  دينياً مذهبيا ، فإيران من جهتها قطعت العلاقات الديبلوماسية مع الكيان الصهيوني وأغلقت سفارة ( إسرائيل ) في طهران وسلمتها إلى منظمة التحرير الفلسطينية ، وأكدت أن غايتها تحرير القدس من الاحتلال الصهيوني ، وهي إشارات لا تحمل أي بعد مذهبي .

أما العراق،والحديث لعلوش، فقد حرص على إعطاء هذه الحرب بعداً قومياً (عربيا فارسياً )وقدمت له دول الخليج الدعم اللازم ما رتب لها ديوناً عليه،ما

زال واقعاً تحت وطأتها،ورغم أننا لا نتفق معه في هذا البعد للحرب أيضاً ،لكننا نجد أنها خيّبت حتى حينه آمال الغرب في إعطاء الحرب بعدها المذهبي ـ فقد شاركت كل المذاهب والطوائف العراقية في تلك الحرب بفعالية .

لكن مخطط إسقاط الدول العربية، وفكفكة جيوشها استمر، فقبل الحرب العراقية الإيرانية أخرجت مصر  وجيشها ؛ في عهد السادات ، من دائرة الفعل ضد الكيان الصهيوني ،

وتلا حرب بغداد طهران ، توريط العراق بالدخول إلى الكويت، واتخاذ قرارات بحصاره وجعل جنوبه وشماله مناطق آمنة مراقبة وتقتين صادراته النفطيه وتجويعه، وتدمير ترسانته العسكرية، والزعم بامتلاكه أسلحة  دمار شامل ، استخدمت ذريعة لاحقاً لغزوه وتفكيك جيشه الوطني ، ووضع اليد على ثروته النفطية وتبديد تراثه وآثاره .

وبذلك كان العراق وجيشه الوطني ؛ اللقمة الثانية بعد مصر .

وأشار علوش إلى أن مكنة الإعلام العربي مهدت لاحتلال العراق، منذ أواسط تسعينات القرن الماضي ، بالزعم  بوجود اضطهاد سني للشيعة في العراق ، وبحل الجيش العراقي ، وعملت سلطات الاحتلال الأمريكية ( برايمر ) على تغذية التباينات الدينية والعرقية ، وتحويلها إلى تناقضات جوهرية ، ليبدأ زعم  جديد هذه المرة بوجود اضطهاد شيعي عراقي لسنته .

ولغبت واشنطن لعبتها ، بالطريقة والتوقيت الذي فررت فيه إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين  ( يرحمه الله ) فقد قامت بتسليمه لجماعة مقتدى الصدر وأعدم بيدها فجر يوم عيد الأضحى ، وسط هتاف لمقتدى ، ثم جرى تسريب شريط الإعدام ، بغرض إعطاء  عملية اعدامه بعداً مذهبيا ، لإذكاء فتنة سنية شيعية في العراق ومن بعد في المنطقة ككل.

ونصب آل سعود  أنفسهم  حماة لسنة العراق، بمواجهة شيعته ، وحماة لسنة سورية بمواجهة ما زعمت أنه هيمنة الطائفة العلوية على الحكم في سورية .

وبذلك تولى آل سعود بتشجيع من بعض دول الخليج والغرب ، دعم وتمويل وتسليح وتدريب وتصدير إرهابيين إلى كل من سورية والعراق . وعرقل آلـ  سعود أي حل سياسي فيهما ، واستخدموا  النفط سلاحاً ضد الدول الداعمة للدولة الوطنية السورية (روسيا وإيران) وهو السلاح الذي بدأ يرتد على مستخدميه إقتصاديا .

وبدأت مكنة الإعلام الغربي والرجعي في المنطقة ، بالزعم عن وجود هلال شيعي يمتد من إيران حتى المتوسط .. لتوسيع قاعدة الصراع وتعميقه في المنطقة العربية وجوارها .

ودعمت مراكز دراسات غربية هذه المزاعم ، ووضعت لها سيناريوهات لزرع التباينات وتحويلها الى تناقضات وصراعات بديلة ، فكانت كتب  وطروحات مثل  نهاية التاريخ ـ صراع الحضارات ـ الخطر الإسلامي ـ الشرق أوسط الكبير  ـ القوضى الخلاقة والطوق النظيف ، والذي يعني تفكيك الجيوش العربية المحيطة بالكيان الصهيوني. وغير ذلك من الكتب والطروحات.

ولقت د. علوش إلى أن بعض العرب كانوا  أدوات في هذه النظريات في كل مراحلها .. وكان الفكر الوهابي بموافقة النظام السعودي، أداة تخريبية فاعلة لتحقيق ذلك ، وقد تولدت عن هذا الفكر الوهابي متطمات القاعدة وداعش والنصرة وكل العصابات الإرهابية الأخرى .

وعرض علوش لبعض المواقف التي كان بعض العرب أدوات فيها لتنفيذ سيناريوهات ومخططات معادية للأمة، كقرار قمة القاهرة السنة الماضية 2015 ، بإنشاء قوة عربية لإستخدامها في غير ما ينبغي أن تستخدم له .

وبيّن علوش أسباب التوتر السعودي في الفترة الأخيرة ، من بيتها فشلها في سورية وفي العراق واليمن حيث بدأ كل شيء يرتد عليها ، كذلك ارتداد استخدامها للنفط ، و الملاحظات النقدية التي بدأ الأمريكان يوجهونها إليها ، ومنها قول أوباما ، بأن الخطر عليها لا يتمثل قي إيران وإنما من طريقة تعاملها مع شعبها ، ومن هذه الأسباب أيضاً ، توقيع الدول 5 +1 اتفاقية المفاعل النووي مع إيران ، وعدم تعاون دول التحالف السعودي السنية معها ، بحجم ما كانت تأمل .. وتورط العصابات الإرهابية المصنّعة في غمليات إرهابية في الغرب ، ما ألّب الغرب ايضاً على السعودية .

وأشار علوش إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ، تتوجه لإيلاء بحر الصين الجنوبي وحديقتها الخلفية السابقة وإفريقيا ، أولوية ، ولن تكون المنطقة العربية وجوارها محل أولوية بما في ذلك (النفط السعودي) ،وهو أمر يقلق الرياض .

ومع ذلك حرصت السعودية (وهنا أوضح د. علوش أننا نفرق بين النظام السعودي والشعب الذي يقيم في مناطق الحكم السعودي ) على إعدام الشيخ النمر رغم المطالبات الدولية بعدم إعدامة ، حيث لم يشكل اي خطر على النظام ، وكان قصد إعدامه تغذية الصراع المذهبي السني الشيعي وإضرام نار حرب مذهبية .

وذكّر علوش بأسماء عصابات إرهابية في سورية تتخذ تسميات دينية ومذهبية في استعلال بشع للدين وللمذهب السني ، مبيناً أنها جنيعها تتخذ أسماء مماثلة ، واتخذت المسيرات التي كانت تنظمها العصابات الإرهابية أيام الجمع أسماء توحي يالشيء ذاته .

ولعبت الفضائيات الناطقة بلسان الجهات المعادية دوراً في الترويج للفتنة والفجوات المذهبية والحث عليها ، كذلك دعاوى شيوخ الفتنة وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي ..

وشدد د. علوش ، في ختام محاضرته على عروبة سورية مهما اشتدت المؤامرات عليها ، وستبقى عربية تولي قضايا الأمة الأولوية وفي المقدمة منها ؛ القضية الفلسطينية ، ولن تنحرف بوصلتها عن تحرير أراضيها وكل أرض عربية محتلة .

ونوجه علوش بالتحية للشعب العربي الأردني وقواه الحيّة التي تفهمت منذ  البداية،حقيقة الموقف والمؤامرة الكونية عليها؛لكونها تمنلك قرارها المستقل وليست مدينة لمؤسسات رأس المال العالمية وترفض سلاما مذلاً وفق شروط الكيان الصهيوني، ونسج علاقاتها الدولية وفق رؤيتها لمصالحها ، وتدعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية .

واجرى عدد من الحضور مداخلات قيمة وجهوا فيها التحية للدولة الوطنية السورية ولجيشها المقاوم والقوى الشعبية الرديفة وللقيادة السورية .

وكشف المتدخل سليمان الحياري ؛ رئيس اتحاد مصدري الخضار والفواكه ، عن أنه كطيار حربي أردني سابق شارك في حرب تشرين ضمن القوة الأردنية في الحرب إلى جانب سورية ، رأى وصول الجيش السوري إلى (بنات يعقوب ) ، وكاد يتحقق  النصر الكامل ، لولا تزويد أمريكا ، الكيان الصهيوني بطائرات وصواريح كانت الأكثر تقدماً في حيته ، فضلا عن وقف السادات للعمليات العسكرية على الجبهة المصرية .

وقال الحياري أنه دعا إلى إحياء اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن وسورية ومصر ، وأنه اقترح ذلك على الملك عبد الله الثاني ، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الجيش العربي السوري .

وقال المتدخل عطا الشراري أن خيانة آل سعود قديمة ، وأن التضامن العربي ليس بديلا عن الوحدة ، داعيا لتحديد العلاقة بيت العروبة والإسلام  الصحيح السمح الذي نعرفه وليس إسلام محمد عبد الوهاب .

وقال عاطف زيد الكيلاني ( المدير العام لشبكة " الأردن العربي " وعضو الأمانة العامة ل" حركة اليسار الإجتماعي الأردني " في مداخلته القصيرة أن معركة سورية مع الإرهاب التكفيري قد أصبحت في ربع الساعة الأخير وأن النصر المؤزر سيكون لسورية وستلحق بالعصابات التكفيرية ومن يقف وراءها الهزيمة الماحقة ، وقد طالب عاطف الكيلاني بتشكيل وفد شعبيّ يضمّ عدة مئات من المواطنين الأردنيين لزيارة سورية .

من جهته تحدث فرج الطميزي أمين عام الحزب الشيوعي الأردني ، مؤكداً أنه مهما قدمنا لسورية فلن نفيها حقها ، مستذكرا سورية عندما نقاسمت مع الشعب الأردني شربة الماء النقي فيما سقت ( إسرائيل ) الأردنيين ، ماء ملوثاً بموجب معاهدة وادي عربة المذلة .

وشدد الطميزي على أن 80 دولة شنت حربا على سورية لإحتضانها المقاومة ولعدم تبعيتها لمؤسسات راس المال العالمية ، مؤكداً نحن في ربع الساعة الأخير من انتصار سورية على اعدائها .

وقال أن زج الدين بالسياسة في العراق غايته تقسيمه ،

ودعا متحدث الى إقامة جبهة عربية شعبية يسارية بديلة للجامعة العربية .

وكشف متدخل عن أن تآمر أل سعود قديم جداً يعود إلى عهد إقامتهم دولتهم الثالثة حيث بطشوا في العشائر في شبه الجزيرة واستخدموا الخداع والتنكيل .. مستذكرا محاولتهم غزو الأردن ووصلوا أم العمد ، حيث تصدت لهم القبائل الأردنية وفي المقدمة منها قبيلة بني صخر  وعشيرة الفايز ، وأفشلت محاولتهم .

وأكد متدخلون على أن صمود سورية ليس ضمانة للشعب السوري فحسب وإنما للأمة العربية جمعاء .

ولفتوا إلى الدور العثماني التركي الذي استعمر الوطن العربي 4 قرون وتركها متخلفة ونهبا للقوى الإستعمارية على  اختلافها  .

وفي معرض إجاباته على بعض المداخلات  ، قال د. علوش ان تركيا لعبت دور اً سيئا جداً ضد سورية ، وهو دور إرهابي ممتد  منذ عهد بني عثمان الذين استعمروا وطننا العربي واستباحوه باسم الدين وتركوه متخلفاً ونهيا للمستعمرين الأوروبيين  ، مشيراً إلى ان تنكيل العثمانيين لم يقتصر على العرب وإنما شمل أيضاً الأرمن والسريان وفي البلقان ،حيث ذبحوا منهم واغتصبوا وشردوا الملايين .

وكان المحامي فايز الشخاترة فد  قدم المحاضر د. أيمن علوش وأدار الحوار بنجاح، مؤكدا على تاريخية الدور العروبي للدولة الوطنية السورية وجيشها وقيادتها ،والذي تكرس أكثر بمواجهة الإرهاب الإقليمي والدولي ضدها في السنوات ألـ 5 المنصرمات ، وعلى ضرورة الوقوف بحزم إلى جانبها ، باعتبار ان الوقوف إلى جانبها وقوف إلى جانب أمن واستقرار الأردن والأمة العربية جمعاء .

وأكد المحامي الشخاترة أن ما يحدث الآن بدات مقدماته منذ مطلع القرن المنصرم الـ 20 ضد الأمة العربية واستفحل في فترة الحرب الباردة ، وكانت ذروة الاستهداف سورية تظرا لمواقفها المبدئية تجاه قضايا الأمة .

يذكر أن قاعة المنتدى العربي غصت بالحضور ، وهو ما لم يحدث في تاريخ المنتدى إلا لصديق العرب النائب البريطاني؛ جورج جلوي ، على اهمية المتحدثين والعناوين التي يطرحها المنتدى مساء كل يوم ثلاثاء ، حيث يقي بعض من لم يجدوا مقاعد في صالة مجاورة .

محمد شريف الجيوسي

عاطف الكيلاني

الأردن العربي

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz