دام برس:

خلال فعالية أدبية جرت في صالة "غاليري سيرديكا" في العاصمة البلغارية – صوفيا أطلقت الكاتبة السورية الأصل دايان حسن الشاعر روايتها الأولى التي حملت عنوان "هل يوجد مكان في الجنة" وذلك بحضور وفد دبلوماسي من سفارتنا في بلغاريا يترأسه السيد القنصل خالد شرف وعدد من أبناء الجالية السورية في بلغاريا بالإضافة لعدد من الأدباء والمهتمين بالحركة الأدبية في بلغاريا.

دايان الشاعر كاتبة بلغارية سورية الاصل، شابة في مقتبل العمر والدها سوري ووالدتها بلغارية ولدت الكاتبة في مدينة روسة البلغارية عام 1992م. أنهت دراستها الجامعية في بلغاريا باختصاص علم النفس من جامعة بلغاريا الجديدة. تحمل دايان الشاعر في أعماقها حيوية وأصالة الفتاة السورية، ممزوجة بانفتاح الفتاة البلغارية المنتمية للثقافة الأوربية والمطعمة بنكهة الشرق، كاتبة حساسة ورقيقة جداً تعتبر نفسها على أنها جسر بين عراقة سورية وحضارة بلغاريا.
لدى حوارنا مع الكاتبة دايان الشاعر حول روايتها الأولى "هل يوجد مكان في الجنة" أجابتنا على الأسئلة التالية:

- متى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
منذ الصغر حيث انني بدأت بكتابة الخواطر والقصص القصيرة، ولدي عدة منشورات في صحف الكترونية وكتابات للأطفال. باختصار هناك علاقة بين نسبي (الشاعر) وبين إحساسي بأني خُلقت لكي أكون كاتبة.

- ما هي ذكرياتك التي تحملينها عن سورية؟
أكثر ما أذكره عن سورية هو الأمن والأمان، وتلك الوجوه التي ترتسم عليها السعادة لأناس لا يخافون من الغد ومطمئنون على أطفالهم. فقد زرت سورية لمرات عدة مع العائلة خلال العطل الصيفية، ولي فيها ذكريات جميلة مع أغلى الأحبة. فوالدي من قرية وديعة ساحرة تقع على السفوح الشرقية للجبال الساحلية وقريبة من مدينة مصياف تدعى (دير ماما) حيث كنت أقضي فيها معظم أوقاتي. كما أنني زرت مدن كثيرة مثل دمشق وحمص وحماه وطرطوس واللاذقية، ومعالم سياحية جميلة جداً مثل تدمر ونواعير حماة وأفاميا وقلاع كثيرة مثل قلعة الحصن وقلعة المضيق، ببساطة كنت أحسد الناس على نمط حياتهم!. أما الآن تهدم كل شيء، الدمار في كل مكان، الدماء تُراق على مفارق الطرق، الحزن والموت مخيمين على الحياة، وكأن ما كان في سورية. لم يكن سوى حلم جميل، وتحول إلى كابوس رهيب. كل هذا أدى إلى تحول دراماتيكي في حياتي وحياة الناس الذين كانوا سعداء حتى الأمس القريب.

- عن ماذا تتحدث روايتك؟
هي رواية تتحدث عن الحب والجمال، وعن مدى قوة روح الإنسان في التغلب على جميع الآلام. لقد سميت البطلة الرئيسية في روايتي سرايا وهي فتاة سورية تزوجت في سورية وكانت سعيدة جداً إلى أن اندلعت الحرب في البلاد فانقلب كل شيء رأساً على عقب. فقد فقدت سرايا أقربائها وحبيبها ولكنها تمكنت من التغلب على ذلك كله باسم الحياة. وتبدأ الرواية في سورية وتنتهي في بلغاريا بحيث تتيح للقراء فرصة مرافقة أبطالها في السفر الطويل والشعور بكل ما يعيشه المرء في ظل الحرب الضروس وما تجره من مصائب وشدائد وتحوله إلى مشرد في دولة مجهولة.

- ما هو السبب الذي دفعك لكتابة هذه الرواية؟
ما دفعني إلى كتابة أولى صفحات روايتي عدة أشياء أولاً ذكرياتي الجميلة وملاحظاتي التي ترسخت في عقلي ووجداني وعاطفتي. ثانياً محبتي لسورية التي تجمعني بها علاقة تشبه علاقة الفتاة بوالدتها وتشبه علاقة أي شخص بوطنه ولهذا أشعر بالألم والوجع على ما تشهده حاليا. ثالثاً هو تواجد عائلة والدي هناك إذ أرى مدى حزنه وألمه حينما يشاهد نشرات الأخبار ويتصل بأقاربه المقيمين هناك. ولهذا اخترت الكتابة كطريقة للإعراب عن حبي الجم لوالدي ولوطني.

- ماذا تعنيان لك سورية وبلغاريا؟
أعتبر بلغاريا منزلي الذي نشأت فيها وشربت من منابع تقاليدها وتلقيت تربيتي وتعليمي بها. ولكن سورية هي جذوري ونبض قلبي فيستحيل أن لا أعود إليها.

- عنوان روايتك هو "هل يوجد مكان في الجنة" من هم الذين سيجدون مكاناً في الجنة؟
ثمة مكان كاف لجميع النفوس البريئة التي احترقت في أتون الحرب. وقد أبرزت في كتابي أهم قوتين تقودان الحياة على الأرض ألا وهما الطيبة والمحبة فعلينا الحفاظ عليهما والدفاع عنهما.

- دايان لمن تهدين هذه الرواية؟
أهدي روايتي هذه لوالدي، و لوطني الأم سورية! مع تمنياتي القلبية ورجائي من الله، أن تنتهي مأساتها في أقرب وقت، وأن تعود البسمة لأطفالها ويعود السلام لأرضها، لكي تنبعث من جديد أجمل مما كانت.

وفي نهاية لقائنا توجهت الكاتبة دايان الشاعر بكلمة إلى جميع الشعوب وقالت: نحن نملك الحياة لمرة واحدة فقط فيجب أن نعيشها الآن، لأن بعض الناس لن يملكوا هذه الفرصة غداً. وأرسل تحياتي لأهلي السوريين أينما كانوا.