دام برس:
تمرّ السنون العجاف على وطن الحضارةِ الضاربةِ في أديم التاريخ، و يستنسرُ البُغاث في أرض الرسلِ و الرسالات، و تنتشر الضباعُ الكريهة الرائحة في الليالي المقمرة لبلدِ زنّوبيا التحدّي و الكرامة. لفترة السنوات الأربع التي ذهبت، يبدو ظاهرياً و كأنّ المرتدّين قد انتصروا على أبي بكر و أنّ الخوارج قد كسبوا المعركة مع علي و أنّ أبناء الأفاعي قد طهّروا أيديهم من دم عيسى ابن مريم، و أنّ كل شيء يسيرُعلى مايرام.
ولكنّ العناية الإلهية، و التخطيط الفائق الذكاء للقائد الخالد حافظ الأسد الذي استشرف بحدسه السياسي المُرهف أنّ المؤامرة الدولية على سورية في الثمانينات و التسعينيات من القرن المنصرم لابد و أن تتجدد مستقبلاّ، فبنى لبلده اقتصاداً منيعاً وقف في وجه عواصف البنك الدولي و نظريات اقتصاد الدولار الزاحف، كما شيّد جيشاً جبّاراً صارع بكل ثقة عصابات الإرهاب الكوني من رعاة البقر إلى قطّاع الطرق من صعاليك الصحراء إلى جحافل تنابل السلطان سليم و أخيراً و ليس آخراً عصابات الهاغاناه و شتيرن و الأرغون. هذا الجيش الذي ناهز فيه عدد الشهداء من ضبّاطه عدد شهدائه من الجنود. جيشٌ أسدٌ يصارع عصابات الذئاب الرمادية على كامل ساحة الوطن، يكرّ حينما يقتضي الموقف الإستراتيجي ذلك، و ينسحب بثبات حينما تقتضي الضرورة التكتيكية هذا. يربح المعارك الكبيرة و يخسر آنيّاً في واحدة أو اثنتين لظرفٍ موضوعي تقدّره قيادته الواعية الحكيمة. و لكننا و نحن العارفون بأخلاقية و عقيدة جيشنا المغوارمتأكدون أنّه سيربح الحرب كلّها. حرب تحرير كل ذرة تراب من ثرى سورية المقدّس من جولانه المغتصب و حتى لوائه السليب، و حرب تدعيم القرار السيادي المستقل، و صيانة الإقتصاد الوطني الصلب من صناعة الرغيف و حتّى تطوير الصواريخ العابرة للحدود.
هنيءٌ لنا نحن أبناء سورية الغالية بهذا الجيش المغوار، و طوبى لكل جندي من جنوده حمل روحه على كفّه و هيّأ جسده ليكون قرباناً مقدساً على مذبح الوطن، جيش القدّيسين و الأولياء، جيش الحقّ الذي سيهزم الباطل شرّ هزيمة.
رحم الله شهداءك أيها الجيش المظفّر، و عافى الباري جرحاك الميامين، و أنقذ الرحمن أسراك من بين أيدي شركاء إبليس، و سدّد خطى قيادتك المؤمنة و في مقدّمتهم البار التقي الحيدرة بشّار حافظ الأسد.
عشتم و عاشت سورية، و من نصر إلى نصر، لأننا واثقون بأنّ الله معنا و من كان الله معه فمن هم أعداؤه؟
منتدى من أجل سورية في هنغاريا
الدكتور جول بشارة - د تمام اسعد
بودابست