دام برس:
بدعوة من حركة "الأفضل من أجل هنغاريا- يوبّيك" في الحي الثاني من العاصمة المجرية بودابست  ألقى الباحث الجامعي في كلية العلاقات الإجتماعية في جامعة الآداب الأستاذ دانييل شوغور محاضرة متميّزة حول الدور المشبوه الذي ينفّذه مايسمّى بالدولة الإسلامية في العراق و الشام و علاقاته بالإرهاب الدولي المنظّم  و ذلك في قاعة "حركة الأفضل من أجل هنغاريا" في العاصمة الهنغارية بودابست في 19/3/ 2015  الساعة السادسة مساءً.
و باعتبار أنّ المحاضر يشغل منصب أستاذ محاضر في جامعة لوراند أوتًفوش للعلوم الإنسانية و له تاريخ في العلاقات العربية المجرية في المجال الأكاديمي لاسيّما أنه يجيد اللغة العربية التي درسها في دمشق فقد استعرض في محاضرته وضع سورية و العراق قبل نشوب أحداث ما يسمّى زوراً بالربيع العربي.
وقد استعرض المحاضر التاريخ المشبوه لكلّ من داعش و زعيمها المسمّى بالبغدادي بدءً من العام  2009 حيث كان البغدادي سجيناً في غوانتنامو أولاً و في العراق ثانياً حيث تمّ تنظيمه من قبل المخابرات المركزية الأمريكية للقيام بدور الخليفة المسلم الذي يحظى بتعاطف كل المسلمين في العالم من أجل إقامة كيان يسيطر على مناطق هامة اقتصاديا و جيوسياسياً تقوم بفك الترابط الجغرافي لدول و أحزاب و حركات محور المقاومة، و قد اشار إلى أن هذا البغدادي تمّ صنيعه خصيصاً للقيام بهذا الدور بعد أن كسدت البضاعة التي صنّعتها الولايات المتحدة للسيطرة على سورية كمنتج "الجيش الحر" و "الجبهة الإسلامية"  و "جبهة النصرة".    كم تحدث عن دور الولايات المتّحدة الأمريكية و حلفائها في التحضير و الدعم القوي لخلق حالة من الفوضى الكاملة في العالمين العربي و الإسلامي من أجل التدخل في شؤون المنطقة و استعمارها، و ليس حباً بالديمقراطية و الإنسانية و الإزدهار.
كما تحدّث عن دور دول الخليج العربي و تركيا في دعمهم المالي و الإعلامي و اللوجستي و التسليحي المباشر للحركات الإرهابية العاملة في الساحتين السورية و العراقية خاصة بما يخدم أجندة الدول الحليفة لهم و على رأسها دول الناتو و تساءل عن أسباب عدم جدية الولايات المتحدة و حلفاءها في محاربة داعش خاصة و أن عمليات التمويل لداعش و غيرها تتم في الغالب عبر بنوك أمريكية و غربية و عن أنّ تسليح التنظيم يتم بأحدث ما توصلت إليه الترسانة الأمريكية. كما تساءل عن تجاهل ما قامت به داعش قبل وصولها إلى تهديد مدينة أربيل التي تعتبر مركز أجهزة الإستخبارات و موطن شركات الإستثمار الغربية في المنطقة.

و قد تحدث المحاضر عن عدم جدوى إرسال  المجر لمائة جندي سيقومون بأعمال حماية المنشآت المهمّة في العراق بدون مشاركة في الأعمال العسكرية ضد داعش.
أشاد المحاضر في حديثه بدور الجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشّار الأسد في التصدّي للمنظمات الإرهابية و على رأسها داعش و في حفاظه على سورية كدولة و مؤسسات و مجتمع. و تحدّث عن وضع سورية المزدهر و المميز في المنطقة قبل الأحداث، كمّا أشار إلى خطأ الحسابات الغربية في تدخّلها في شؤون سورية و العراق و دول عربية أخرى بشكل سافر و عن عدم جدوى هذا التدّخل.
ناقش الحضور المجري الكبير و من بينهم أعضاء قيادة منتدى من أجل سورية في هنغاريا ماورد في المحاضرة مشيدين بأهميتها على الساحة المجرية و ضرورة تغطيتها إعلامياً بشكل جيد، حيث سيتم نشر محتوى المحاضرة في عدة صحف مجرية من بينها الموقع الإلكتروني المسمّى ب "المستشرق".
وقد شكر السيد زولتان بودور ممثل حركة الأفضل من أجل هنغاريا الأستاذ المحاضر على جهوده في الإعداد و التحضير و الإلقاء المترافق مع تحليل دقيق و واقعي  لموضوع المحاضرة.