دام برس:
بدعوة من رابطة الجالية العربية في المجر ألقى الدكتور برسليني زولتان محاضرة متميّزة حول مايسمّى بالدولة الإسلامية في العراق و الشام و الأمن الأوروبي و ذلك في قاعة "بيت القوميّات" في العاصمة الهنغارية بودابست في 13/3/ 2015 مساءً.
و باعتبار أنّ المحاضر قد شغل سابقاً منصب معاون وزير الدولة للشؤون الخارجية في بلاده بالإضافة إلى تمثيله هنغاريا كسفير لها في كلٍّ من سورية و لبنان و الأردن و بعدها في العراق و مصر و السودان فقد استعرض في محاضرته جزءاً من تاريخه الدبلوماسي في خدمة العلاقات العربية المجرية و خاصة مايتعلق بحركات التحرر العربية في فترة الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي.
كما استعرض الدبلوماسي السابق أحداث مايسمّى بالربيع العربي و أسبابها و دور الولايات المتّحدة الأمريكية و حلفائها السرّي في التحضير و الدعم القوي لهذه الأحداث و خلق حالة من الفوضى الكاملة في العالمين العربي و الإسلامي من أجل خدمتهم و خدمة إسرائيل، و ليس حباً بالديمقراطية و الإنسانية. و خلال سرده لمسبّبات الإرهاب الدولي و أشكاله عطف على أهمية الدور الإقتصادي الكامن وراء خلق الغرب و حلفائه لما يسمّى بالدولة الإسلامية في العراق و الشام من خلال حصولهم على النفط من مناطق سيطرة هذه المجموعة الإرهابية بأبخس الأثمان و بيعهم لها سرأ أسلحة متطورة و الإستفادة قدر الإمكان من الفوضى التي خلقتها هذه الدويلة و مثيلاتها الإرهابية في المنطقة لتنفيذ أحلامهم في خلق شرق أوسط جديد يخدم سياساتهم الإستعمارية الجديدة على أكمل وجه.
كما تحدّث عن دور دول الخليج العربي و تركيا في دعمهم المالي و الإعلامي و اللوجستي و المباشر للحركات الإرهابية العاملة في الساحتين السورية و العراقية خاصة و في العالم ككل أيضاً بما يخدم أجندة الدول الحليفة لهم و على رأسها دول الناتو. كما نوّه إلى دور دول الخليج من خلال دعاتها المنتشرين في أوربا و رعايتها المالية لشبكات تجنيد الشباب الأوروبي لصالح مايسمّى بالدولة الإسلامية في العراق و الشام. و أشار إلى النفاق السياسي الذي تقوم به دول الناتو من خلال دعمها السرّي للإرهاب و محاربته العلنية الإعلامية له.

و قد قلل المحاضر من دور المجر في محاربة داعش من خلال إرسالها لمائة جندي سيقومون بأعمال حماية المنشآت المهمّة في العراق بدون مشاركة في الأعمال العسكرية ضد داعش.
و أشار إلى دور المقاتلين الأوروبيين المنضمّين إلى منظمات إرهابية في زعزعة أمن بلادهم لدى عودتهم إليها، و كذلك دور البيئات الحاضنة للإرهاب و المتمثلة بالطبقات المهمّشة في الجاليات الإسلامية المقيمة في أوروبا في نمو الإرهاب نظراً لخطأ السياسات الإستيعابية بحقّهم و عدم معاملتهم كمواطنين أوروبيين في مجال فرص العمل و الخدمات و غيرها.
أشاد المحاضر في حديثه بحكمة المرحوم حافظ الأسد أثناء فترة حكمه لسورية حيث وفّر القاعدة الإقتصادية و البنيوية و المادّية المتينة لبلاده رغم شدة الحصار الخانق الذي فرضته أنذاك الدول الغربية ضد سورية. و تحدّث عن وضع سورية المزدهر و المميز في المنطقة قبل الأحداث، كمّا أشار إلى خطأ الحسابات الغربية في تدخّلها في شؤون سورية و العراق و دول عربية أخرى بشكل سافر.
ناقش الحضور العربي و الأجنبي الكبير و من بينهم أعضاء منتدى من أجل سورية في هنغاريا ماورد في المحاضرة مشيدين بأهميتها على الساحة المجرية و ضرورة تغطيتها إعلامياً بشكل جيد.
وقد شكر الدكتور السيد حسن علي رئيس رابطة الجالية العربية للسيد الدبلوماسي السابق برسليني زولتان على جهوده في الإعداد و التحضير و الإلقاء المترافق مع تحليل دقيق موثّق بما يخدم الأهداف التي أقيمت المحاضرة لأجلها.