دام برس:
في كل عامٍ يأتينا شهر الخير و الإحسان شهر رمضان الكريم، و نحن مهيئين نفسياً و روحياً لأن ننجذب إليه تعالى، مستودعين أنفسنا بين يديه، و مكفرين عمّا بدر منّا خلال العام القمري المنصرم من خطايا و أخطاء إقترفناها بقصد أو دونما قصد بحق إخوة لنا في الإنسانية، أو لنعلن عن توبتنا لرب العالمين أجمعين عن تقصيرنا في أداء واجباتنا الدينية اتجاهه و الزمنية اتجاه عبيده.
و في الغربة يكتسي قدوم الشهر الفضيل نكهة أخرى تختلف عن مثيلتها في الوطن الحبيب سوريا، خاصة عندم يأنّ هذا الوطن متعذّباً من جراحٍ أثخنّاه بها باختلافنا مع بع بعضنا البعض و استعطاف بعضنا قوىً أجنبية ضد بعضنا الآخر، و محو البعض فرحة الصيام و الصلاة بتكفير بعضنا أو كلّنا.
سوريا في رمضان عالم من المحبة و التقى، أمّا اليوم فللأسف عالم من الخوف و التنافر. حيث هزمنا أنفسنا بابتعادنا عن أمنا الغالية سوريا. فكم سنشتاق لإستيقاظ السحور و لصوت المسحّر الطيب و لكلمات طلب البركة و الغفران و لصوت المؤذّن و لإنتظار صوت المدفع و لتجمّع أفراد الأسرة حول طعام الإفطار؟!
ندعوا إليك يارب من أعماق قلوبنا: أن أنقذ لنا بلدنا الحبيب و عافِ لنا جرحانا و أعد لنا مفقودينا وارحم شهداءنا و صالحنا مع من خاصمونا و يسّر أمورنا سواء في الوطن أو في الغربة، لأنّك خير السامعين.
منتدى من أجل سوريا في هنغاريا