دام برس- فرح العمار :
أقامت مؤسسة القدس الدولية( سورية) محاضرة بعنوان (البعد الصهيوني في الحرب على سورية)، التي ألقاها الدكتور إبراهيم علوش أستاذ ومحاضر في جامعة دمشق كلية الإقتصاد.
وحضر المحاضرة العديد من الشخصيات السياسية والفاعلة السورية والعربية.
وخلال المحاضرة تحدث الدكتور إبراهيم علوش عن أن الموضوع الذي سيطرح اليوم بديهياً بالنسبة للبعض ولكنه شكّل قصة خلافية منذ البداية، وعن أهمية تقديم الدلائل لكل دور صهيوني واضح في ذهن البعض وفي الميدان.
وناقش الدكتور إبراهيم الجوانب الأساسية التي تشير إلى علاقة إسرائيل في الحرب على سورية وهي:
1- العلاقات المباشرة بين فصائل ما يسمى المعارضة المدنية والمسلحة والكيان الصهيوني.
2- دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وغيرها في التحريض وإدارة الحرب على سورية.
3- الصراع العسكري المباشر والتدخلات العسكرية الصهيونية على الأرض السورية منذ عام 2011 إلى اليوم.

وفي تصريح للدكتور خلف المفتاح لدام برس أشار إلى أن:" هذه المحاضرة تأتي اليوم في إطار برنامج النشاط الذي تضعه مؤسسة القدس الدولية، ويتضمن العناوين التي تتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس وقضايا الصراع في المنطقة ولا سيما أيضاً الحرب التي تشن على سورية، وبالتأكيد هذه المحاضرة مهمة لأن الحرب التي شنت على سورية كانت اسرائيل هي المستفيد الأساسي منها، ما يعني أنها ضالعة بشكل مباشر أو عبر أدواتها في هذه الحرب، لأنه لو عدنا بالذاكرة لبدايات الأحداث لوجدنا أن المجموعات الإرهابية المسلحة والتنظيمات التي تعنونت بإسم المعارضة مدعومة بشكل كامل من اسرائيل، وهذا يستدعي وعياً كبيراً اتجاه هذا الأمر، ويجب أن نواجه هذا المشروع الذي يحاول السيطرة على المنطقة العربية".
وأكد الدكتور خلف أنه من خلال رؤيته في السنوات الماضية أن الدول العربية لم تبني مؤسسات لا عبر الآليات الحزبية ولا عبر المجتمع المدني لتكون قادرة على الحفاظ على بنية الدولة بوصفها وحدة سياسية، وهنا نرى أن العنصر الأساسي الذي يحافظ على وحدة الدولة وكيانها هو الجيش واذا انهزم الجيش لسقطت الدولة وهذا ما يفسر استهداف الجيوش".

أما الدكتور إبراهيم علوش قال في تصريح له لدام برس:" المحاضرة تتعلق بالبعد الصهيوني في الحرب على سورية، لأن السوريين يتسائلون بعد سنوات الحرب ما علاقتنا بالعروبة وفلسطين، وهذه المحاضرة لكي تظهر بالوثائق والأدلة أن ما جرى في سورية هو فصل جديد من الصراع العربي الصهيوني وأن الكيان الصهيوني لعب دوراً أساسياً في إيصال الأمور في سورية إلى حالة الدمار والصراع الذي نراه الأن، وذلك بدعم من الدول الغربية وتركيا والرجعية العربية ولكن المخطط صهيوني".
وعن أهمية المحاضرة تحدث الدكتور إبراهيم أن:" أهمية هذه المحاضرة بأنها ترسل رسائل بعدة اتجاهات للمواطن السوري وللجمهور العربي، وأن ما حدث في سورية ليس ثورة ولا حرية وإنما جزء من الصراع مع العدو الصهيوني وعلينا أن نظهر لماذا جرى".
أما عن الغارات التي يشنها العدوان الصهيوني على سورية أكد الدكتور إبراهيم أن:" الغارات على سورية لها عدة أهداف وليست جديدة، وكان دائماً الإسرائيليون يتدخلون عسكرياً كلما قام الجيش العربي السوري بشن هجمات على العصابات المسلحة الإرهابية، ولكن الكثير من الهجمات اليوم هي لدعم معنويات المجموعات المسلحة المنهارة في عموم سورية، ونلاحظ أنه كلما حدث تقدم في الشمال السوري كلما زادت هذه الغارات في محاولة لتشتيت الجيش العربي السوري".

بدوره المحلل السياسي أنيس النقاش أوضح لدام برس أن:" خسارة اسرائيل أمام سورية هي خسارتين الأولى أن المؤامرة الكونية فشلت وهي كانت تراهن عليها اسرائيل رهاناً استراتيجياً، أما الخسارة الثانية هي أننا لم نفشل فقط المؤامرة على سورية وإنما خرجنا أقوى مما كنا عليه والجيش العربي السوري كسب خبرة بالقتال مع أشرس المقاتلين، وبالتالي من يستطيع أن يقتلع النصرة وداعش من مواقعها ويفشل هذه الحرب طويلة الأمد بكافة أنواع الشراسة في القتال فهو حتماً سيكون جيش قوي في مواجهة اسرائيل".
أما فيما يخص الوفود العربية والغربية التي أصبح تأتي إلى سورية بشكل كبير أكد الأستاذ أنيس النقاش أن هذه الوفود لها أبعاد متعددة منها وفود سياسية تأتي وهي مطأطأة رأسها لتعترف أنها كانت مخطئة في التحليل والتقدير، والبعض منهم كان وفود إقتصادية وقد رأينا خلال الأيام السابقة الكثير من الوفود الخليجية الكبيرة وعشرات الشركات الأجنبية رغم التهديد الأمريكي، وهذا يعني أن سورية مهمة للنمو الإقتصادي والإستثمار".