دام برس-هاني حيدر-فرح العمار:
في اليوم الثالث من مهرجان الشام بتجمعنا كان اسمُ على مسمى فقد جمع سكان دمشق كلهم في مكانٍ واحد، ولم يقتصر هذا الجمع على الألعاب والأسواق والحفلات الغنائية، بل كان يضم أيضاً فعاليات تعنى بأشخاص لهم محبة كبيرة في قلوب كل السوريين فمن منا لا يحب أن يرى الأطفال سعداء من خلال مبادرة إنسانية وتطوعية، ومن منا لا يفرح عندما يرى أطفال متلازمة داون يعملون كما نعمل نحن في حياتنا اليومية بنشاط وحب كبير، أو أن نرى مصاب حرب يعمل بكامل طاقته متغلباً على إصابته التي يراها حافز وليس ضعف.
دام برس وفي مهرجان الشام بتجمعنا بيومه الثالث إلتقت مع الجمعيات الخيرية والتطوعية والتي تعنى بتقديم الدعم النفسي والإجتماعي والجسدي لكل فئات الشعب، وكانت البداية مع مبادرة عيون أطفالنا في عيوننا الذي حدثنا عنها الدكتور فادي البر رئيس مجلس إدارة شركة البر للبصريات ومطلق مبادرة عيون أطفالنا في عيوننا قائلاً:" مبادرة عيون أطفالنا في عيوننا هي فعالية مستقلة عن مهرجان الشام بتجمعنا، ولكن لها ترتيب لوجستي ضمن المهرجان، وهي برعاية وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد، ونحن الآن ضمن نشاطات المبادرة في أيام المرح والترفيه والتوعية ولدينا 2850 طفل من المشاركين ضمن المبادرة والمعالجين في دمشق وريفها والمشمولين بالعلاج على مدار شهر".

وأضاف البر" نقدم فعاليات ومسرحيات وفنون شعبية ودبكة وصلصال وورش رسم وكل ما يحتاج له الأطفال بالإضافة لفقرات توعية من دكاترة عيون ومختصين، ويوجد فنانين متطوعين سوريين ولبنانيين جاؤوا بهدف إنساني نبيل ليشاركوا الأطفال بالفرحة".
وأشار البر إلى أن أيام المرح هذه كانت بطرطوس وحماة واليوم بدمشق وستكون قريباً باللاذقية وحلب وهذه المبادرة أخذت حيز كبير وتفاعل من الأهالي والأطباء كبير، حيث أنها تركز على منح الطفل السعادة.

موّاه عيسى والد طفلة مشاركة في مبادرة عيون أطفالنا في عيوننا قال:" نشكر القائمين على هذه المبادرة الرائعة والناجحة وخاصةً في هذه الحرب، والتي هي فرصة للأطفال للخروج والمشاركة والتعلم من خلال ما يقدمونه لهم في هذه المبادرة بالإضافة إلى تقديم الدعم الصحي لهم، ونتمنى أن تكون هذه المبادرة خيراً للوطن كله.

وبالإنتقال إلى مشروع سوسيت الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة تحدثنا مع خلود رجب رئيسة مجلس إدارة جمعية جذور والمسؤولة عن كافيه سوسيت التي أكدت أن مشروع سوسيت هو مشروع رائد على مستوى سورية والوطن العربي من حيث الفكرة التي تم العمل عليها ضمن برنامج تمكين نفسي وهندسة نفسية لإدخال المصابين بمتلازمة داون لاحقاً لسوق العمل.

وأضافت رجب "نحن موجودون اليوم بكافية سوسيت بمهرجان الشام بتجمعنا للسنة الثانية على التوالي وهذا الكافيه هو نافذة نطل من خلاله على أكبر شريحة ممكنة من العالم ليتعرفوا على هؤلاء الأطفال ويتعرفوا على  الطاقات والإمكانيات التي يمتلكونها، ويوجد لدينا 70 شب وصبية من متلازمة داون، ينقسمون لنظام شيفتات أول 15 يوم 32 شب وصبية وبال15 يوم التانية عنا كمان 32 شب وصبية".
بدوره صالح اسماعيل المدير التنفيذي لجمعية جذور قال:" لدينا هدفين رئيسيين نعمل عليهم وهم الدعم النفسي والإجتماعي وإعادة تأهيل الشرائح المتضررة في الحرب وكافية سوسيت اليوم هو الأول بالعالم العربي والثاني عالمياً، وجاء هذا الكافيه بمحاولة كبيرة لدمج ذوي الإحتياجات الخاصة وكسر النمطية والخروج عن التفكير داخل الصندوق"
وأكد اسماعيل أنه تم نقل الأطفال من مراكز التدريب والتعليم للكافية ليتواصلوا مع الجمهور والناس ولكي يشعروا بقيمة التواصل الإجتماعي بالإضافة لإن يكون لهم مردود مادي، وهناك العديد من البرامج الأخرى التي نعمل عليها ضمن المهرجان وأحدها هو روضة لوز وسكر التي هي نادي صيفي يهدف للدعم النفسي والإجتماعي للأطفال أيضاً.

أما نادي جرحى الجيش السوري فقد كان يضم العديد من المنتجات التي صنعها الجرحى، وفي هذا السياق حدثنا الجريح مدين صالح يوسف المصاب منذ خمس سنوات حيث قال:" مبادرتنا قمنا بها لنبرهن أن الجندي السوري رغم المحن التي يتعرض لها قادر على العمل والتكيف مع وضعه الذي هو فيه، أنشأنا مشغل البيت السوري ونحن 5جرحى نعمل في مجال التحف الخشبية ويوجد الجريح محمد يعمل في مجال الطبخ والطعام وهو مبدع في هذا المجال، والجريح جوزيف يشترك مع مهندس زراعي ويقدم عسل مكفول ومضمون والجريح سليمان يقدم منتجات غذائية، وهذا البيت السوري ممكن أن يضم كل القطر السوري ونحن نسعى للتوسع والانتشار والهدف هو تعليم الجريح على كيفية العمل الحر وعدم التوقف عند الإصابة.
أما هدفنا من المشاركة في مهرجان الشام بتجمعنا فهو لان المهرجان قوي جداً ويوجد فيه مجال للبيع وسبب أخر وهو لكسب علاقات ومعارف مع جرحى جدد وزبائن جدد.

وبالانتقال إلى فعالية شباب البلد تحدثنا مع محمد شحادات المسؤول عن فعالية شباب البلد ومن فريق شباب التطوعي الذي قال:" فعالية شباب البلد هي أول فعالية في سورية تضم كل شباب البلد، فرق تطوعية، شركات ناشئة، مخترعين وأعمال حرة، بالإضافة للأعمال التطوعية، وفكرتنا هي أن نجمع كل شباب البلد بمكان واحد لنوجه رسالة للعالم أننا خلال 8 سنين حرب قادرين على العمل والفرح وشبابنا قادر على أن يصل بأقل الإمكانيات لأشياء كبيرة".
وأضاف شحادات" لدينا بالمبادرة 4 قرى الأولى هي للشركات الناشئة والتي تضم كل الشركات الناشئة بالبلد التي لديها فكرة جديدة وترغب بطرحها على المجتمع، ولدينا قرية المخترعين التي فيها كل الشباب الذين لديهم اختراعات جديدة وفكر متجدد، وقرية الأعمال الحرة هي للأشخاص الذين لم يجدوا عمل ولكن عندهم مساحة إبداعية كبيرة  ويعرضون أعمالهن لكل الزوار، بالإضافة إلى 10 فرق تطوعية لفحص السكر ولفحص الأسنان وورشات توعية.

خليل السعدي من مؤسسة marketing للخدمات التسويقية: نحن دخلنا كراعي إعلامي ضمن مهرجان الشام بتجمعنا بفعالية شباب البلد، ونهتم بتوثيق كل الفعاليات والأنشطة والأجنحة الموجودة ضمن الفعالية، لإن توثيقها بالشكل الصحيح يساعد على نشرها بشكل صحيح وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

وللحديث على هذه المبادرات الإنسانية وسبب تواجدها في مهرجان الشام بتجمعنا إلتقينا الأستاذ محمد نذير الحفار منظم المهرجان الذي قال:" الهدف من مشاركة هذه المبادرات الإنسانية هو أن يكون هناك مشاركة لكافة الفعاليات الثقافية والفنية والمواهب والحرف بالإضافة لمشاركة الجمعيات والمشاركات التطوعية، وهذه المشاركة التطوعية أو الجمعيات أو المبادرات تأخذ دعم من المهرجان وإدارة المهرجان ابتداءاً من التجهيزات لعملية الدخول وكافة ما يسلتزم من أمور لوجستية ليقدموا أفضل ما لديهم دون تكلفة".
وأضاف الحفار " زيادة هذه الجمعيات  في الدورة الثانية من المهرجان  يدل على أن هذه الجمعيات لم يكن لديها فكرة كافية عن المهرجان وبهذا العام توسعت الفكرة لديهم وهذا ما يفيد إدارة المهرجان بوجود تنوع بالفعاليات بالإضافة إلى أن الفعاليات تستفاد من الجمهرة الموجودة في المهرجان ليقدموا خدماتهم للناس.
الجدير بالذكر أن مهرجان الشام بتجمعنا إنطلق يوم الخميس 18 تموز ومستمر حتى 17آب على أرض حديقة تشرين بدمشق.