دام برس - فراس رحمة :
أقامت وزارة الأوقاف أمس في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق حفلاً تأبينياً للشهيد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي شهيد المحراب، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاده.
وتخلل الحفل التأبيني عرض فيلم وثائقي عن الشهيد البوطي ومواقفه وخطبه التي تحدثت عن التسامح ونبذ الخلافات والوقوف صفاً واحداً، وعدم التفرقة من أجل حماية الوطن والأمة.
وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في تصريح له أن هذه الذكرى هي لتمجيد الشهيد البوطي وشهداء الجيش العربي السوري، وكل شهيد ضحّى وقاوم هذه الحملة التكفيرية الإرهابية، إن كان فكرياً أو عسكرياً، أو سياسياً واقتصادياً، وفي كل المجالات التي تمت فيها هذه الحرب على بلدنا.
ولفت السيد إلى الدور الكبير للشهيد البوطي في توعية وإرشاد الناس، ووقوفه إلى جانب الحق، وفي بيان الأباطيل والأضاليل التي بثتها قوى الشر والظلام التي تقف وراءها الولايات المتحدة الأمريكية، وأعداء الإسلام، وأعداء سورية، مضيفاً أن ذكرى العلامة البوطي دائماً خالدة في قلوبنا وفي قلوب  كل المؤسسة الدينية التي بذلت الكثير في هذه الحرب، حيث استشهد أكثر من 72 من خطباء المساجد وهم يقولون كلمة الحق وراء الجيش العربي السوري الباسل.

وفي لقائه مع دام برس، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد توفيق رمضان البوطي أشار إلى أن شخصية الإمام الشهيد رحمه الله كانت تمتاز بأنه يمثل الإسلام الصحيح، كما قال السيد الرئيس لا يوجد عندنا إسلام معتدل وإسلام غير معتدل، إما إسلاماً أو لا إسلاماً.
مضيفاً أن العلامة الشهيد البوطي كان متمسكاً بثوابت هذا الدين والتي منها يتمثل بالمحافظة على سلامة الوطن الأمة، مشيراً إلى غيرة وحرص العلامة الشهيد على سورية شعباً وأرضاً وقيادةً، والذي تمثل في كلماته ومواقفه وتضحيته وصبره وثباته على موقفه.

من جهته أكد السفير الإيراني في سورية جواد تركابادي أن الشهيد البوطي انتصر للوطن والعقيدة، ووقف كالبواسل لكي يدافع عن الحياض والأهل والبلد واستشهد في سبيل ذلك، والشهادة هي أمنية كل مؤمن بأن يرتقي إلى اللّه شهيداً.
كما أشار تركابادي إلى أن المشاركة في هذه الاحتفالية هي إجلال وإكرام لكل من انتصر للعقيدة والإيمان على الهدي الصحيح.
كما دعا تركابادي للشهيد بالدرجات العلا عند الله سبحانه وتعالى، وأن يبقى طريقه حافلاً بالانتصار للخير على الشر.

من جانبه أكد مدير أوقاف ريف دمشق الدكتور خضر شحرور أن الاحتفاء بهذه المناسبة هو إحياء لمنهج وعلم وذكرى أنارت لهذا الجيل الطريق الصحيح، مشيراً إلى الفئة النابتة الذين لا يفرقون بين غثٍّ وسمين فكان نتاج عملهم هو قتل هذا العلامة الجليل.
وأضاف شحرور أننا عندما نحيي هذه الذكرى نتبين الطريق السليم والعلمي المنهج الذي يحمي هذا الجيل ويحصنهم من الإرهاب، فإحياء هذه الذكرى هي إحياء لمنهج وليس لمجرد شخص، وبيان للجيل ما يحتاجون إليه من منارات علمية ينبغي أن يحتذوا بها في هذا الوقت العصيب الذي تتكاثر فيه الأعداء.

وفي حديث مماثل قال نائب المشرف العام على مجمع الفتح الإسلامي بدمشق الدكتور أحمد سامر القباني : نستقبل هذه الذكرى السادسة بألم بليغ  لاستشهاد العلامة شهيد المنبر والمحراب الدكتور البوطي الذي استشهد في جامع الإيمان بدمشق، وهو يفسر القرآن الكريم، وكان معه أكثر من خمسين إماماً وخطيبا يحضرون الدرس، وكان قد سبقهم أكثر من 83 عالماً جليلاً بين خطيب وإمام، وأربع مدراء أوقاف استشهدوا برصاص الغدر من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأضاف القباني أننا عندما نأتي إلى هذه الذكرى فإننا نتذكر الإنسان الذي ثبت على الحق، وثبّت الله به جميع علماء سورية،  مشيراً إلى أنه كان واضح المنهج، ليس عنده مراوغة، ولم يستجب لكثير من التهديدات التي وجهت له، فكان بالنسبة للعلماء قدوة، واستشهاده كان بالنسبة للأمة العربية والإسلامية نبراساً.
الجدير بالذكر أن العلامة الشهيد البوطي من مواليد عام 1929م، وهو من المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي وحظي باحترام كبير من كبار العلماء في العالم الإسلامي، ترك أكثر من 60 كتاباً في علوم الشريعة، والآداب، والتصوف، والفلسفة، والاجتماع، ومشكلات الحضارة، كان لها أثر كبير على مستوى العالم الإسلامي.