دام برس-هاني حيدر:
برعاية وزير التربية عماد العزب،عقدت الوزارة مؤتمراً صحفياً حول إطلاق المناهج التربوية المطورة "المرحلة الأخيرة" وذلك في مبنى الوزارة بدمشق.
وفي كلمة لوزير التربية السيد عماد العزب قال فيها :" إن موضوع تطوير المناهج هو موضوع مهم وحساس يطال شريحة كبيرة من أبناء وطننا، وبالتالي المناهج المطورة هي خطوة كنا قد بدأنا فيها منذ عام 2015 وكان لابد من الإقدام على هذه الخطوة الكبيرة والجريئة، وذلك بسبب عصر التقدم والتطور العلمي الحاصل على المستوى العالمي والكم المعرفي من حيث النوعية أكثر من حيث الحجم الذي يتعلق بالمناهج المطورة، لذلك لابد من أن نبدأ بالعمل على هذا الموضوع حيث كان هناك خطة للوزارة منذ نهاية عام 2015 انقسمت إلى ثلاث مراحل كل مرحلة شملت مجموعة من الكتب ونحن الأن بصدد المرحلة الأخيرة من المناهج المطورة".
وأضاف العزب "اعتمدت في الفترات السابقة المناهج على قوالب جاهزة لتدريس الطلاب وهذه القوالب تعتمد على الحفظ والبصم والتلقيم، وكان المدرس سابقاً ولاحقاً هو محور العملية التدريسية، في دليل أن المصدر الوحيد للمعلومة هو المدرس، ونحن الأن من خلال المناهج المطورة انتقلنا من أن يكون المدرس هو محور العملية التعليمية ليصبح الطالب هو محور العملية التعليمية، حيث لم يعد المدرس هو المصدر الوحيد للمعلومة كما كان سابقاً وبالتالي أصبح المدرس هوميسّر أو مرشد الطالب في كيفية الحصول على المعلومة، كل ذلك حتى ننتهي من عملية الحفظ والبصم والتلقيم ونصل إلى عملية الفهم والاستدراك والاستنتاج للوصول إلى المعرفة".
ونوّه الوزير إلى أنه "بأي دولة في العالم هناك أرقام كبيرة جداً وهناك تكاليف عالية جداً تخضع لتطوير أي مناهج عامة وطنية على مستوى الدولة، وأن لدينا خبرات وطنية عالية وجهود جبارة للأساتذة الذين بذلوا جهود كبيرة لتطوير هذه المناهج".
 وتابع العزب  "لا شك أننا وقعنا سابقاً ببعض الثغرات والقضايا التي أتت من خلال عملية التطوير، وحاولنا بأقصى درجة ممكنة أن لا يكون هناك أخطاء وفي المرحلة القادمة سيكون لدينا مشروع ضخم، حيث سيتم المباشرة بوضع خطة للمركز الوطني لتطوير المناهج لإعادة مراجعة كافة المناهج المطورة وسيتم تصويب أي خطأ إن وجد، ويوجد الكثير من المناشدات في العودة إلى المناهج القديمة ولكن لم تعد المناهج القديمة تواكب عصر المعرفة الموجودين فيه الآن وأعلم إنه هناك مقاومة شديدة لهذا التغيير ولكن لابد من أن يكون هناك تغيير ومراعاة كافة الأمور والأخذ بها بشكل علمي ومنطقي يخدم المناهج المطورة".
وأكد العزب إنه "لم يتم تعديل على كافة الكتب لطلاب التاسع والثالث الثانوي، والتعديل الذي حصل للصف التاسع هو على كتاب التربية الموسيقية والإسلامية والتاريخ والفيزياء والكيمياء واللغة العربية والجغرافية وتقانة المعلومات والعلوم واللغة الفرنسية للكتاب والدفتر والتربية الفنية، أما التعديلات على كتب الصف الثالث الثانوي فهي لكتاب الفلسفة الفصل الأول والكيمياء واللغة الروسية والتاريخ والعلوم والتربية الإسلامية والفلسفة الفصل الثاني والفيزياء واللغة الفرنسية كتاب ودفتر وملحق".

وأكمل العزب "بالتنسيق مع القائمين بمركز التطوير الوطني للمناهج قمنا بوضع خطة لكي تكون الكتب جاهزة في هذا التاريخ وقد أنجزت الكتب بنفس التاريخ المحدد وتم التنسيق مع مؤسسة الطباعة للمطبوعات المدرسية وستباشر المؤسسة بطباعة الكتب لتكون الكتب موجودة في المحافظات ب6/1 لتتوزع على المجمعات التربوية  والمدارس".
أما بشأن الطلاب الراسبين أوضح العزب أن "الطلاب سيتقدمون في هذا العام على المناهج القديمة و يوجد فرصة إضافية لهم من خلالها يستطيعون التقدم لمرة ثانية على نفس المناهج القديمة".

وفيما يتعلق بآلية الإمتحانات بعد تطوير المناهج أكد العزب أن "الوزارة ماضية في عملية أتمتة لبعض المواد وأن للوزارة تجربة هذا العام في أحد الصفوف الإنتقالية لرصد الإيجابيات والسلبيات ومن الممكن أن يكون هناك في المراحل المتقدمة أتمتة لبعض الأختبارات بما أن المناهج المطورة هي أقدر بكثير على الأتمتة من المناهج القديمة".
بالنسبة للعلاقة بين المناهج في وزارة التربية ووزارة التعليم العالي قال العزب:" لاشك أن مخرجات وزارة التربية هي مدخلات لوزارة التعليم العالي وبالتالي طالما أننا بدأنا وأصبحت هذه البداية تنعكس على كافة  الصفوف في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي أصبح لابد من إعادة النظر في المناهج المتعلقة بوزارة التعليم العالي ذات الصلة. ومن الممكن أن يتم التنسيق فيما بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي لتطوير المناهج الموجودة في وزارة التعليم العالي".
وأضاف العزب :"الوزارة أعلنت عن المناهج وفتحت الباب على مصرعيه لمن يحب أو يرغب بإبداء وجهة النظر واستقبلنا العديد من الملاحظات وكان هناك ملاحظات قيمة تم الأخذ فيها وتم استدراكها بشكل مباشر وتم تصحيح هذه المعلومات، وباعتبار انتهينا من العمل الأساسي فيوجد لدينا في المرحلة القادمة مهلة 10 أيام لاستقبال الملاحظة من أي شخص كان وسيتم تعديلها، وفيما يتعلق بالإطار العام سيقوم المركز بالنظر للمناهج بشكل كامل وسيتم تلافي أي ثغرات موجودة".
وفيما يتعلق بقدرات المدرسين بما بتناسب مع المناهج المطورة أكد السيد الوزير أنه" هناك خطة تزامنت مع صدور المناهج المطورة، حيث قمنا من خلال مديرية الإعداد والتدريب بالتحضير لدورة مركزية لتدريب مدربين على المناهج المطورة وعندما ينتهوا سيتم توزيعهم على المحافظات لتدريب المدرسيين في المحافظات، وعددهم يقارب 250 مدرب سيخضعون لعملية التدريب، هذه خطوة أولى وسيتم اعتماد آلية ممنهجة لتدريب المدرسيين ومن هنا أستطيع القول أن الوزراة عاكفة خلال فترة قريبة على إنشاء مركز وطني للإعداد والتدريب على مستوى وطني هذا المركز بمواصفات عالمية وبتجهيزات وطنية وممكن أن نعتمد على استقطاب خبرات أجنبية لرفد هذا المركز، وهناك مشروع الترقية الوظيفية التي تعمل عليها الوزارة على مدار عشرات السنين حيث أن أغلب المدرسيين عند الانتهاء من الدراسة وبدء التوظيف في وزارة التربية لا يكون لهم أي تدريب وتطوير للقدرات والمعارف الخاصة بهم وهذا المشروع نستطيع من خلاله تطوير قدرات المدرسيين على مراحل متعددة وسيكون هناك من ضمن هذه المراحل توصيفات للمدرس تبدأ من مدرس متمرن ومروراً بالاستشاري والخبير حتى نستطيع توظيف قدرات المدرسيين كما يجب وكما ينبغي ويرتبط هذا الموضوع بمنعكس مالي أيضاً لهؤلاء المدرسيين".
أما بخصوص أسعار هذه المناهج أوضح العزب أن المناهج ستوزع مجاناً وإذا كان هناك شيء عليه القيمة فسيكون قيمته أقل من قيمة التكلفة بكثير والمناهج موجودة على الإنترنت يمكن للطلاب أن يأخذوها عن الإنترنت.