دام برس-هاني حيدر-عارف الشيخ محمد :
بدعم من مديرية سياحة ريف دمشق ، أقامت مؤسسة ( Mithra ) لتنظيم الرحلات السياحية مبادرة سياحية إلى متحف دير عطية في ريف دمشق وذلك بهدف تنشيط السياحة الداخلية في سورية، شارك في الرحلة نخبة من المجتمع السوري المهتم بالشأن الثقافي بالإضافة إلى طلاب من كلية السياحة وكلية الآثار بإشراف وتنظيم الدكتور محمود أرناؤوط.
أطلعت المجموعة السياحية على المتحف وعلى مبانيه فمن مبنى النفائس الزجاجية إلى المبنى الفخاري ثم مبنى النسيج ومبنى الآثار الحجرية، وتوقفت المجموعة لوقت طويل في قلعة المتحف التي تضم مجموعة كبيرة من البنادق والأسلحة الحربية وأسلحة الصيد بالإضافة إلى مجموعة قيّمة من المصابيح والقناديل الزجاجية والخزفية، وتجولت المجموعة في الباحات الخارجية التي تضم تحف أثرية مختلفة منها التوابيت الحجرية والرومانية وأعتاب بازلتية لبيوت وكنائس وتماثيل رومانية، وختمت المجموعة زيارتها في المبنى الخاص بالأدوات الزراعية القديمة وأدوات البناؤون والبياطرة والنجارة.
وفي حديث خاص لدام برس مع مشرف الرحلة الاستاذ محمود أرناؤوط قال: "نحن ننظم مبادرات ثقافية الغاية منها تعريف المواطن السوري بتراث وتاريخ بلده، لأننا بأمس الحاجة للأعتزاز بالهوية السورية والتشبث بالأرض السورية، وإلقاء الضوء على معالم سورية خطوة هامة جداً وخاصةً بهذا الوقت الذي نعيشه".
وأضاف أرناؤوط:"قدمنا من دمشق برفقة أشخاص مهتمين بالشأن الثقافي ومجموعة من طلاب كلية السياحة وكلية الآثار وانضم إلينا وفد من حمص والسلمية وحماه بالإضافة إلى مشروع مدى الثقافي الذين يشاركوننا دائماً في مبادراتنا الثقافية، ونحن في كل شهر تقريباً ننظم مبادرة ثقافية نزور فيها معلم سياحي من بلدنا وهذا مؤشر صحي لسورية بعد عودة الأمن والأمان فها هي الناس تخرج من جديد تزور معالم بلدها".

بدوره أمين متحف دير عطية محمد معّاد قال:" متحف دير عطية واحداً من أهم المتاحف في سورية، وتم تأسيسه بموجب المرسوم الجمهوري الصادر عام1991، ولهذا المتحف طراز خاص يمتاز عن بقية المتاحف فهو يضم عشرة مباني فضلاً عن مبنى القلعة ومبنى الفن الحديث وبنيت جميعها على مراحل متعددة، ويعد كل واحد من هذه المباني قسماً خاصاً بذاته".
وأكد معّاد أن"طريقة العرض في المتحف تعتمد على المادة الأثرية أي أن كل مبنى من مبانيه يضم نوعاً معيناً من التحف الأثرية طبقاً للتسلسل التاريخي".

أما رئيس شعبة الأدلاء السياحيين الدكتور عماد الدين عساف فقد أكد لدام برس أن "الجولة اليوم في متحف دير عطية الذي يحتوي على العديد من الأقسام سواء الأثرية أو التراثية من المنطقة، هي زيارة ثقافية مهمة جداً سيلتقي فيها أكثر من شريحة اجتماعية سواء من دمشق ومن المحافظات الأخرى أو من الطلاب المثقفين المهتمين بهكذا زيارات وسيكون بيننا جلسات حوارية ونقاشية مفيدة ".

وأشار عساف إلى أن "الشريحة العمرية مهمة جداً وللشباب تعطش كبير لزيارة المواقع الأثرية في سورية، وأكد أن انتشار هكذا مبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي مهم جداً لإنه يشجع الناس لزيارة هذه الأماكن".
الجدير بالذكر أن متحف دير عطية يتربع في شمال مدينة دير عطية ويحتل مساحة 15000 متر مربع ويعتبر شاهداً على عظمة البلدة وتاريخيها العريق ويضم العديد من التحف الأثرية والنفائس الفنية العريقة التي تعطي تلخيصاً مدهشاً لحضارات رائعة مرت على هذه الأرض.
 
في إطار إعادة النشاط السياحي للمواقع التراثية والدينية في سورية، نظمت  مؤسسة ( Mithra ) لتنظيم الرحلات السياحية رحلة ثقافية سياحية وترفيهية إلى متحف دير مار موسى الحبشي في منطقة يبرود، بحضور أكثر من 100 مشارك من طلاب كلية السياحة والآثار بدمشق وحمص وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي بمشاركة عدد من الأدلاء السياحيين ومشروع مدى الثقافي.

كما التقى الوفد السياحي بالمسؤولة عن الدير التي حدثتهم عن الدير منذ أن تم بناءه وعن اللوحات والرسومات التي بداخله بالإضافة إلى الكتابات والنقوشات وشرحت لهم جميع الرموز والدلالات، ثم اجتمع الجميع على مائدة الغداء التي تم إعدادها ضمن الدير.

وفي حديث مع المسؤولة عن دير مار موسى الحبشي هبة فضول قالت:"أهلا بكم في بيت الكل، لإن دير مار موسى هو لكل الناس، وأنا سعيدة جدا ً بزيارتكم هذه التي تعكس صورة حضارية وراقية، ونأمل أن تعود الزيارات كما كانت قبل سنوات الحرب".
وأضافت فضول:" الدير يحتوي على برج روماني قديم من القرن الثاني، وفي القرن السادس سمي الدير بدير مار موسى الحبشي نسبة إلى القديس موسى الحبشي إبن ملك الحبشة الذي أراد أن يصبح راهب ولكن واجه رفض من عائلته وبعدها هرب وأتى إلى هنا ليبتعد عن عجقة الناس ،وفي عام 1058 تم بناء هذه الكنيسة".
وعن الرسومات الموجودة على الجدران الداخلية للدير أجابت فضول" معظم الرسومات الجدارية موجودة من بداية القرن الثالث عشر وتحمل معاني كبيرة منها صور لمار لياس متجه بسفينته إلى السماء، وصور للسيدة العذراء والسيد المسيح ورسومات للراهبين الذين بنوا الكنيسة بالإضافة إلى لوحة اليوم الآخير".

بدوره مشرف الرحلة الاستاذ محمود أرناؤوط قال:"زيارتنا اليوم إلي دير مار موسى الحبشي هي زيارة روحانية تعريفية تعرف المواطن بقيمة هذا المعلم الروحي والديني والتاريخي الأثري الذي هو خلاص للروح وهذا ماشاهدناه أو ماأحسسنا به فصعودنا من أسفل الجبل إلى الدير وبقطعنا هذه المسافة الكبيرة نكون قد طرحنا الطاقة السلبية واستعوضنا عنها بطاقة إيجابية، وهنا نسمع الأصوات الجميلة وابتسامة الناس وضحكتها".
وأضاف أرناؤوط" الكنيسة تحتوي على رسوم جدارية ملونة ورائعة يعود بعضها إلى القرن الحادي عشر والبعض الأخر إلى القرن الثالث عشر، ونحن بحاجة لزيارة هكذا أماكن لنحصل على طاقة إيجابية ولنتعرف على بلدنا وقيمة بلدنا التاريخية والأثرية".

من جهتها ريم الشعار مديرة فريق مدى الثقافي بدمشق قالت:" جولتنا بعنوان اكتشف سورية والهدف منها أن نعرف أكثر عن حضارة بلدنا الذي يستحق منا أن نعرّف بأثاره وأن نغوص في تفاصيل هذه الآثار والحضارات القديمة، من هذا المنطلق أردنا أن نوسع هذه الثقافة ونشارك الشرائح الموجودة في المجتمع، وفريقنا يضم أشخاص من كل الأعمار ومن كل المحافظات ومن كل الانتماءات، ولدينا أدلاء سياحيين يقدمون معلومات دقيقة وموثقّة".
الجدير بالذكر أن دير مار موسى الحبشي يعتبر واحداً من أهم الأديرة المشهورة تاريخياً في العالم والتي لاتزال محافظة على شكلها منذ مئات السنين ويتألف الدير حالياً من البناء القديم الأساسي الذي يحوي الكنيسة إضافة إلى متحف غني باللقى الأثرية والمكتشفات التي تعود لعصور قديمة جداً ومكتبة كبيرة كما يتألف أيضاً من بناءين جديدين أحدهما يُستخدم كغرف نوم للزوار والرهبان والآخر يتضمن كنيسة صغيرة إضافة إلى قاعة للقاءات وعقد الندوات العلمية والثقافية.