دام برس-هاني حيدر :
أقام فرع دمشق لإتحاد الكتاب العرب ندوة بعنوان الثقافة كمدخل لفعل وطني نهضوي شارك فيها كل من الدكتور خلف المفتاح والدكتور سهيل الملاذي والأستاذ جمال الجيش والأستاذ عماد نداف بالإضافة إلى الأستاذ ابراهيم عبد الكريم.
وناقشت الندوة مواضيع ذات أهمية ثقافية وهي :"من تثقيف السياسة إلى تسييس الثقافة" و"الثقافة والوعي المجتمعي" و"ضرورة الإعلام الثقافي" و"اعتقال العقل والحرية الثقافية" و"الفعل الثقافي المقاوم"

وفي حديث خاص لدام برس قال الدكتور خلف المفتاح: "للثقافه دور كبير في عملية دور بناء الإنسان والإنسان هو صناعة ثقافية وإذا أردنا تحليل مقطع من ذهنيتنا لنجد أن مساحة العقل في تفكيرنا ليست كبيره، لإن للوعاء الأسطوري مساحة كبيره وللوعاء الديني مساحة،وللوعاء الفلسفي مساحة، والوعاء العلمي في الدرجة المتدنية".
وأضاف المفتاح "المطلوب إعاده ترتيب هذه الأوعية لنعطي مساحة للعقل لأن العقل هو حاله إبداع وإنجاز وإنتاج، وبالتالي نفرز مساحة للفلسفة بإعتبارها إطار فهم الكون والعلاقات والنظر إلى الحياة والأشياء، ويبقى الدين الذي يتحكم بالسلوك العام، وهذه الثلاثية مهمة جداً في بناء الإنسان، وهذا يتم من خلال التربية وتشكيل عقل نقدي وتحليلي وإبداعي وتحرير العقل من كل ما يعيق حركته بإتجاه أن يكون مُنجز وقادر على الفعل".

وأكد المفتاح إن "ما قدمناه في سورية خلال العقود الماضية ساهم في بناء جيش قوي وساهم في بناء المؤسسات وبناء إنسان استطاع أن يهزم أكبر مشروع واجهته سورية".
وبدوره قال الأستاذ جمال الجيش :"الإعلام الثقافي أصبح أكثر من ضرورة وهو قضية وجودية، لإن الذي تعرضنا لهُ بشكل من الأشكال كان نتيجة للحالة من الهشاشة الثقافية، هذه الهشاشة لا تعني أننا لم نكن على قدرٍ كبير من الغنى الثقافي بل لم نكن أصحاب مشروع ثقافي وأكثر من ذلك مشروع ثقافي يصب في مشروع وطني وأكثر من ذلك مشروع وطني يصب في رؤية حضارية" ، وأكد الجيش أن "إعلامنا أعطى للثقافة الكثير من الإهتمام
ولكن لم يشكل ما يمكن أن نسميه الإعلام الثقافي، لإن الإعلام الثقافي يجب أن يخُصص بشكل كامل للاشتغالات الثقافية على اختلاف ألوانها وأجناسها وأهتماماتها مستوياتها، وعملية إيجاد إعلام ثقافي هي قضية واجبة ومستحقة لإننا نواجه تحدي ثقافي بإمتياز وأمننا الوجود مرتبط بأمننا الثقافي".

الدكتور سهيل الملاذي أشار إلى أنه "لا معنى للثقافة إن لم تنعكس على المجتمع بتطويره وتوعيته، والمثقفون قديماً قدموا خدمات جلّة للمجتمعات الإنسانية ومن هنا جاءت العلوم العربية الكثيرة التي أخذت تزدهر بفضل هؤلاء المثقفين فأحاطوا بمشكلات المجتمع وقدموا له الكثير من الخدمات، ولا شك بإنه يجب توجيه المثقفين للاهتمام بهذه المشكلة التي تفيد المجتمع وتطوره".