دام برس – غزل الموسى – اللاذقية :
على تقاليده السنوية يفرض الموسم الشتوي شروطه على سباق الواقع المعيشي في البلاد، ليتصدرها مؤخراً الارتفاع الكبير بأسعار الألبسة الشتوية، حتى باتت في معظم الأحيان تحتاج إلى ميزانية خاصة قد تجعل المواطن السوري يفاضل بين راتبه الشهري و معطف جديد على واجهة أحد المتاجر، في غلاءٍ دفع مجموعة تطوعية لتغطي ما استطاعت بردَ من عَجِزَ عن مجاراة السوقِ و أسعاره بحملة " الدفا عفا ". 
حيث اطلق فريق “up”  التطوعي التابع لمؤسسة الريادي السوري هذه الحملة في اللاذقية للعام الثالث على التوالي، متزامنةً مع بداية فصل الشتاء، من فكرةٍ بدأت مع انتشار ظاهرة الأشخاص الذين لجأوا إلى أرصفة الشوارع و لم يكن لديهم قدرة على شراء الدفء، فاعتمد الفريق المؤلف من شباب جامعيين و متطوعين من مختلف المحافظات على جمع كمية من الألبسة الشتوية وإيصالها إليهم في الحملة الأولى من "الدفا عفا " ، لتتوسع في حملتها الثانية والثالثة و تشمل جميع المنازل التي  زارها برد هذا الموسم وأضاف أزمته على واقعها المعيشي القاسي، فقد تم البحث عن هذه الأسر من قبل متطوعي الفريق بآلية تحدثت عنها مسؤولة التواصل في الفريق  فرح عاقل لدام برس : " في السنوات الأولى توجهنا إلى أكثر من جهة لجمع بيانات عن الأسر و الأشخاص المحتاجين، ولكن بعد فترة قررنا جمع هذه البيانات بأنفسنا، لشعورنا بأنه هناك أشخاص أكثر حاجة لم نستطع الوصول إليهم، وبتنا نذهب للأحياء و ندرس وضعها و إلى أي درجة يمكننا مساعدتهم"

" وصلتنا كمية كبيرة من التبرعات منذ الإعلان عن بداية الحملة " بينت عاقل لدام برس وأكملت :" لم يتوقف النطاق عند اللاذقية وريفها بل امتدت إلى باقي المحافظات كحماه و طرطوس سواء في جمع التبرعات أو إيصالها لمحتاجيها من محافظات أخرى، ففي كثير من الأحيان كنا نستعين بشركات الشحن لاستلام التبرعات أو إرسالها".

وضع الفريق التطوعي جودة معينة للثياب المُتبرع بها، عدا عن المتبرعين الذين أرسلوا للحملة ألبسة جديدة كي توزع أيضاً لمن هو بحاجة إليها كما شرح المتطوع علي البحري لدام برس : " تواصل معنا العديد من التجار من دمشق و حمص وحلب و أرادوا أن يشاركوا بالحملة، فأرسلوا لنا  كمية من البضاعة الشتوية الجديدة حتى تكون ضمن التبرعات، كما حاولنا أن ننتقي قدر المستطاع النوعية الجيدة من الثياب المستعملة التي كانت تصلنا كتبرعات ".

أما عن مرحلة التوزيع التي بدأ بها الفريق مع بداية شهر كانون الأول تحدث المتطوع زين العابدين تموز لدام برس : " سنغلف التبرعات على شكل هدايا حتى لا نشكل إحراجاً لمحتاجيها و ستكون كبادرة إنسانية بعيدة عن أي عامل يشكل حساسية لمستلم التبرع و ستتم عملية التوزيع بعيدة عن أي تغطية أو تصوير حفاظاً على خصوصية هذه العائلات ".

15 متطوع كان عدد الفاعلين ضمن حملة "الدفا عفا 3 " بجهد كبير بذل على مدار شهر تشرين الثاني كما وضحت المتطوعة نجمة ديب لدام برس : " واصلنا استلام وجمع التبرعات طيلة الشهر الفائت و سيبقى الباب مفتوحاً حتى نهاية الشهر الحالي طالما هناك من يريد أن يشاركنا في هذا العمل الإنساني و طالما لازلنا نرى أن هناك من هم بحاجة ماسة لهذه المساعدة".

في حين علّق أعضاء الفريق عن صورة جمعتهم بالسيدة الأولى أسماء الأسد بأنهم التقوا بها في بداية هذا العام و كان لقائها دافعاً جديداً ليكملوا ما بدأوا به تحت شعار فريقهم "شركاء في الإنسانية" ليكونوا أيضاً شركاء في هموم مجتمعهم و مشاكله، التي بدأت تطفو على سطح الحياة اليومية بعد سنوات الحرب الطويلة.