دام برس - بتول الشيخ بكري :

لطالما كان التاريخ يرسم معالم الحاضر ويعطي القدرة على فهمِ الأحداث على أرض الواقع، وانطلاقاً من هذا المبدأ نظمت اليوم مؤسسةُ القدس الدولية - سورية - محاضرة ً بعنوان "تحرير القدس.. دلالاتٌ ومعانٍ" وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، حيثُ أسقطَ من خلالها المؤرخ والباحث الدكتور "أحمد المفتي" ومضاتٍ من التاريخ على الواقعِ الحالي، مبتدئاً حديثه من الحروب الصليبية والتي قامت على أساسٍ فرنسي ولا تمثلُ في مضمونها إلا غزواً اقتصادياً وتجارياً وانتهى بحديثه عن معركة "ملاذ كرد".

ولدى لقائنا مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية السيد "باسل جدعان" تحدث قائلاً: إنَّ مؤسسةَ القدس نشطت في سورية بشكلٍ ممتاز وذلك بفضلِ تبني القيادة لأهدافها عن طريق إزالة العوائق أمامها لتستمرَّ في محافظتها على التراث الإسلامي والعربي ودعمِ أهل القدس بشتى الوسائل، لافتاً إلى أنَّ محضارة اليوم هي من ضمن مبادرة الأربعاء الثقافي التي تقيمه مؤسسة القدس الدولية بشكلٍ مستمر .

وحول ما قاله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "دونالد ترامب" عن أنَّ القدس عاصمة ً للكيان الصهيوني، فقد أشارَ أمين السر المساعد لحركة فتح السيد "أبو فاخر" لموقع "دام برس" أنَّه ليس بوسع الأخير أن يُفقدَ القدس عروبتَها وإسلاميتَها وحضارتَها، وستظلُّ في وجدان كل الأحرار والشرفاء، وكل ما تتعرض له المنطقة من مخططات لن تتمكّنَ من أن تُفقدَ القدس حقيقتها كونها أولى القبلتين.

وبعيدَ المحاضرة التقينا مع الباحث والمؤرخ الدكتور "أحمد المفتي" والذي أعرب من خلال حديثه عن رغبته في أن تكون أفكارُه التي طرحها خلال المحاضرة موجهة إلى الفئة الشبابية  التي من الضروري أن تعيَ تاريخَها لتفهمَ واقعَها، وأضاف قائلاً: من لم يقرأ التاريخ لا يفهمُ الواقع، فعندما نتعمق في التاريخ ندرك تماماً الحالة التي وصلنا إليها وخاصة ً أمام هذا التكالب البشع الذي تتعرض له المنطقة برمتها.
يُذكر أنَّ مؤسسة "القدس الدولية" أُسِّست في بيروت على إثرِ زيارةِ المجرم "شارون" إلى الأقصى ليُفتتحَ لها بعد ذلك فروعاً في العديد من الدول العربية لعلَّ من أبرزها سورية .