دام برس :
سهير ابنة الـ 18 ربيعاً زوجوني منذ عامين رغم أن عودي لم يقو بالشكل الكافي إلا أن تعداد أسرتي الكبير فرض على أهلي أن يزوجوني ليرتاحوا من مصروفي خسرت كل شيء مدرستي وطفولتي وجسمي .
لم أكن على علم بكثير من القضايا الصحية التي يجب علي أن افهمها فلم تعلمني مدرستي لأنني لم أكمل حتى مرحلة التعليم الأساسي ولا أمي ولا أختي الكبيرة ... حالي حال الكثيرات من الفتيات السوريات اللواتي لطمتهم هذه الحرب.
 بقيت على هذا الحال إلى أن أخذتني جارتي أم سليم إلى المركز الصحي التابع لجمعية تنظيم الأسرة وهناك سمعت من الطبيبة الكثير عن حقوقي الصحية وماذا علي أن أفعله وزرت المركز مرة ثانية وأكدت لي الطبيبة أنه يجب علي أن أقوم بزيارة المركز خلال الحمل ثلاث مرات على الأقل وبعد الولادة وتعلمت المباعدة بين الحمول لأنه يقوي جسمي ويأخذ ابنب حقه وتعلمت أهمية الرضاعة الوالدية.
وأعطوني حقيبة نسائية تحتوي على احتياجات خاصة بالنساء عرفت أنها مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان لأني سألت عن الشعار الموجود عليها.
سهير تسأل كم عدد الفتيات اللواتي في عمرها لاتعرف مثل تلك المراكز والخدمات التي تقدم وتقول خلال السنوات الماضية كانت الكهرباء قليلا ما نراها ولم نستطع مشاهدة التلفاز ولم نكن نسمع في الراديو إلا الأغاني واليوم الأمور والحمد لله تحسنت ونتمنى أن نرى مثل هذه المواضيع في التلفاز لأن الكثيرات من بنات جيلي على جهل بتلك المواضيع المهمة لصحتهن بالأول والأخير.
أما نجوى ليست أفضل حال من سهير فهي فتاة لم تبلغ ال/20 / ربيعاً من عمرها حضرت إلى مركز الجمعية  بخطوات بطيئة وخائفة لأنها تشعر أنها قادمة إلى المجهول فهي حامل وتحمل ابنها الصغير وجهها شاحب حركتها بطيئة ,ولادتها الأولى كانت عند الداية في قريتها الصغيرة لم تستطيع الوصول إلى أي مركز بسبب ظروف الحرب إلى أن استطاعت أن تزور مركز الجمعية والتعرف على الخدمات التي تقدم للمرأة وتعلمت الكثير من الأمور التي لم تستطيع أن تتعلمها من خبرتها في الولادة الأولى .
يبقى أن أقول حال سهير ونجوى حال الكثير من الفتيات السوريات اللواتي تزوجن مبكراً تحت الكثير من الذرائع المتخلفة التي مازالت تتحكم بمصير الكثير من الفتيات السوريات .

لذلك يسعى صندوق الأمم المتحدة للسكان ومن خلال ما يقدمه للمجتمع الأهلي من دعم مالي وفني لمساعدة الكثير من السيدات اللواتي هن بحاجة إلى دعم فهو يقدم الأجهزة الطبية اللازمة والحقائب النسائية ومن أساس عمله موضوع الصحة الإنجابية التي تهتم بصحة المرأة خلال الحمل وبعد الولادة وتهتم بموضوع الزواج المبكر ويدعم الجهات المعنية للتوعية من الزواج المبكر ومخاطره على الفتيات لكن إلى متى سيبقى ناقوس الخطر يدق وينبه من مخاطر الزواج المبكر ولايلقى الآذان الصاغية وإلى متى ستبقى الكثير من فتياتنا تحت رحمة العادات البالية المتخلفة ؟؟؟
فما تقوم به الجهات الأهلية والرسمية لا يرى النور إلا من خلال ازدياد الوعي لدى الناس  وإعطاء المرأة حقها كاملاً في التعليم.

الصورة من صفحة صندوق الأمم المتحدة للسكان