دام برس - بتول الشيخ بكري :
قامت اليونيسيف بالتعاون مع وزارة التربية بإطلاق حملة "راجعلك مدرستي" من خلال مؤتمرٍ إعلامي أقيمَ أمس بفندق "أرميتاج" في دمشق، وتضمن المؤتمر الحديث عن تحضيرات وزارة التربية بشكلٍ عام ونشاطات حملة العودة للتعليم أيضاً.
وفيما يخص تحضيرات وزارة التربية فقد تحدث معاون وزير التربية عبد الحكيم حماد عن استكمال التحضيرات للانطلاق بالعام الدراسي بشكلٍ جدي وحقيقي من اليوم الأول، وأوضح أنه من ضمن تلك الاستعدادات تأمين وصول الأبناء الطلبة الذين فقدوا وثائقهم المدرسية إلى مدراسهم من خلال سبر لتحديد مستواهم المعرفي، وصرح حماد بأنه سيكون هناك أربع مستويات دراسية، فالصف الأول والثاني يتم إعطاؤه بسنةٍ واحدة وفق المستوى الأول والصف الثالث والرابع يتم إعطاؤه في سنةٍ واحدة وفق المستوى الثاني إلى أن يصل الطالب إلى الصف الثامن وبعدها يستطيع أن يتقدم إلى امتحان شهادة التعليم الأساسي والتي هي إلزامية ومجانية في الجمهورية العربية السورية.
وفي إطار الإجراءات التي قامت بها وزارة التربية أيضاً استكمال تأهيل البنية التحتية والمادية مدرسياً بما في ذلك أيضاً الأطر البشرية العاملة في هذه المدرسة، وتأتي أيضاً حملة "راجعلك مدرستي" من ضمن الاستعدادات التي تقوم بها وزارة التربية لتحفيز جميع أولياء الأمور لإيصال أبنائهم إلى مدارسهم، حيثُ إن وزارة التربية عازمة على أن لا يبقى أي تلميذ خارج المدرسة وهناك إمكانية لاستيعاب كافة الطلاب.
وعلى صعيد الإجراءات الأخرى التي تقوم بها وزارة التربية  فسيتمُّ تقديم الدعم النفسي لهؤلاء الأبناء سواء الذين كانوا في مراكز الإيواء أو في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري مؤخرا، وفيما يخص الأخيرة أوضح حماد بأن الوزارة قامت بمنح دورة إضافية استثنائية للطلاب الذين لم يتمكنوا من التقدم لامتحات الدورة الأساسية لشهادة التعليم الأساسي وقد صدرت نتائجهم الأحد الماضي.
وفي حديثه عن الهدف من إيطال العام الدراسي تحدث قائلاً: إن الوزارة أجرت دراساتٍ عدة على مختلف النظم التعليمية في دول العالم وتبين من خلال ذلك أنه لا بد من إيطال العام الدراسي لاستكمال إعطاء المناهج كاملة ولاستثمار الطاقة النشطة والفعالة للطالب بدلاً من أن يمكث في المنزل.
أما فيما يتعلق بتجهيز البناء المدرسي فقد قالت السيدة هدى شيخ الشباب مديرة قسم التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية:   إن وزارة التربية قامت بتأهيل حوالي 800 مدرسة ومازالت 500 قيد التأهيل، وأيضاً تم تعيين معلمين ومدرسين جدد حوالي 11300 معلم إضافة إلى حوالي 5500 سيتم تعيينهم في مطلع العام الحالي، وعلى صعيد إعداد المعلمين صرحت قائلة: تم تدريب حوالي 28000 مدرس على المناهج المتطورة وحوالي 500 مدرس على منهاج الفئة (ب)، وإطلاق برنامج التطوير المهني المستمر للمعلمين والمدرسين، وتدريب حوالي 1500 مرشد على دليل الدعم النفسي في حالات الطوارئ، وإصدار تعليمات القيد والقبول الخاصة بالتعليم العام والمهني وطلاب الفئة (ب).

وفي إطار الحديث عن تحضيرات حملة العودة للمدارس فقد قالت شيخ الشباب: إن التحضيرات تتلخص بتوزيع مواد الحملة الإعلامية المطبوعة والمرئية والمسموعة، والتواصل الاجتماعي وأهمه الحوارات المجتمعية بين إدارة المدارس والأهالي، بالإضافة للتعاون مع شركتي سيرياتيل و MTN لبث عشرون مليون رسالة لتشجيع العودة إلى المدارس، كما قامت بتنظيم تدريبات فرعية للمتطوعين في المحافظات للتعرف على الرسالة الأساسية للحملة، كما تحدثت شيخ الشباب عن تنفيذ دروس التقوية لتعويض الفاقد التعليمي، وتنفيذ دورات التدريب المهني لليافعين خارج المدارس لمساعدتهم للخروج إلى سوق العمل دعماً لسبل العيش، وإجراء دورات الإكمال لحوالي 30000 من الراسبين منعاً لخسارتهم عاماً دراسياً.
 وفيما يخص المناهج التدريسية تحدث بشكلٍ تفصيلي السيد المثنى خضور مدير التوجيه في وزارة التربية، كان لوزارة التربية منذ بداية الأزمة هدفين أساسين أولهما الاستمرار بالعملية التربوية وبقاء المدارس مفتوحة وضمان إعادة كل الأطفال إلى المدارس، والهدف الثاني هو العملية التطويرية، وهذا التطوير من خلال تطوير المناهج التربوية وتفعيل دور ونشاط المتعلم داخل الغرفة الصفية وتدريب المعلمين على استخدام الطرائق التفاعلية التي تنمي مهارات التفكير والمهارات العملية، وعملية تطوير المناهج يجب أن تكون عملية مستمرة، فمنذ عام 2015 بدأت عملية التطوير وتم وضع وثيقة الإطار الوطني للمعايير الوطنية ومن ثم تم إدراج المناهج الوطنية.
وفي سؤالٍ خاص لموقع "دام برس" عن الإجراءات المتخذة بشكلٍ عملي على أرض الواقع بشأن الأطفال المتسربين من مدراسهم والذين نراهم بشكل مبالغ فيه في الشوارع وذلك حتى أثناء الدوام المدرسي تحدث معاون وزير التربية السيد عبد الحكيم حماد قائلاً: إن حملة العودة إلى المدرسة أحد أهدافها الأساسية هؤلاء الأطفال من خلال الملصقات الإعلانية والرسائل الإذاعية والتلفزيونية والتي هدفها تعريف الأهالي بأن هناك إمكانية لتسجيل أبناءهم في المدارس حتى إن لم يملكوا الوثائق الرسمية، ومن ضمن ذلك أيضاً تقديم الدعم المادي والغذائي في المناطق الفقيرة، وسيكون هناك عقوبات صارمة لمن لم يكمل تعليمه حتى مستوى شهادة التعليم الأساسي.
وفي ختام المؤتمر تمنى القائمون عليه عام مليء بالنجاح والسعادة للأبناء الطلبة .