دام برس – غزل الموسى - اللاذقية

من خارج المكتبة المركزية في جامعة تشرين أصواتُ حماسٍ تعزف لتنبه كل قريبٍ منها أن هناك ما يستحق أن تلفت انتباهك له، و عند دخولك إلى المكتبة ستسمعها جيداً فهي التي سترافق دخولك إلى عالم مصغر من المستقبل التكنلوجي الحديث الذي عمل عليه طلاب الهندسات من مختلف اختصاصاتهم تحت سقف " معرض المشاريع التطبيقية" الذي افتُتِح في 31 أيار/مايو بنسخته الخامسة.

تعدى عدد المشاريع التي اعتلت طاولات الطلاب الخمسين مشروعاً حيث استمع لشرحها جيداً وزير التعليم العالي د.عاطف نداف وعضو القيادة القطرية د.محسن بلال و محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم في زيارة لهم لافتتاح المعرض حيث رافقهم رئيس جامعة تشرين د.هاني شعبان و أمين فرع  حزب البعث في جامعة تشرين د.لؤي صيوح بالتنقل بين الأفكار الخام التي قدمت من قبل طلاب كلية الهمك و الهندسة المعلوماتية والكلية التطبيقية.

بشرحٍ وافٍ ستجد حلولاً لأغلب المشاكل التي عانت منها سوريا في السنوات الفائتة تقدمتها مشاكل الطاقة الكهربائية حيث كان لمشاريع الطاقة البديلة نصيب وافٍ من الأفكار التي تم العمل عليها بإمكانيات بسيطة، فكانت الاستفادة من طاقة الشمس من شروقها لغيابها مشروع مطور لعبد الكريم وآرام  طالبا هندسة الطاقة اللذان وضحا لدام برس آلية عمله :" سنستطيع من خلال هذه الخلية الشمسية الحصول على مردود يزيد عن الخلايا المستخدمة حالياً بنسبة 20% فهي تتبع ضوء الشمس ليبقى عامودياً عليها طوال الوقت "

و تبع الوقود مشكلات الكهرباء في المشاريع حيث عمل حيدر خريج الكلية التطبيقية على سيارة تعمل بالطاقة الشمسية بمحرك كهربائي يمكنّها من الاستغناء عن الوقود بشكل كامل، حيث شرح لدام برس :" الطاقة الشمسية ستزود المحرك بالكهرباء المطلوبة حتى يعمل بميزة عدم إصداره أي ضجيج،  و حاولنا أن نتلافى من خلالها أيضاً مشكلات التلوث البيئي الناتجة عن عوادم السيارات الحالية".

وكانت الحصة الكبيرة من المشاريع لإنقاذ غرف الصناعة الكبيرة من الأعطال التي قد تتعرض لها والتي تكلّف خسائر هائلة، من خلال عدة أفكار كان منها مشروع مخبر فواصل الضغط  الذي عمل عليه أمين قناص طالب في اختصاص التدفئة و التبريد وعلق عليه :" عند ارتفاع الضغط عن الحد المسموح سيعمل فاصل الضغط المرتفع  على فصل الدارة تلقائيا وحماية الضاغط من التلف و الذي يعد العنصر الأساسي بالدارة و تكلفته تكون الأعلى بين مكوناتها".

وعلى جهة أخرى حظيت أنظمة الأمان بتطوير طلاب هندسة المعلوماتية من خلال مشروع البصمة الصوتية حيث وضحت بغداد الحسن أحدى المشاركات بالمشروع لدام برس :" هذه الفكرة لا زالت قيد التطوير حتى في البلدان المتقدمة لهذا حاولنا أن نصنع منها نموذج مبدئي يمكن تطبيقه في مختلف المجالات لاسيما في أمن المعلومات في البنوك والمطارات و في حال وجود بيانات مساعدة لها يمكن استخدامها في تحقيقات السرقات والجرائم ".

و كعادة معرض المشاريع التطبيقية في كل نسخة منه يحفظ مكاناً على منصته للأفكار التي تسعى للوقوف بجانب مصابي الحرب  ممن تعرضوا لبتر في الأطراف من خلال تطوير أطراف صناعية وأجهزة تحكم عن بعد حيث سعت روان وسوف طالبة هندسة تصميم وإنتاج بتطوير أطراف علوية اصطناعية :" من خلال  عدة أبحاث أجريتها توصلت لخليط بلاستيكي خاص ذات مقاومة و متانة عالية تضاهي الأطراف الصناعية التي تستورد من الخارج بالإضافة لتخطيها فرق كبير بالسعر يتجاوز الخمسين بالمئة، و ما يميز هذا الطرف أنه قادر على محاكاة بشرة الإنسان ليكون الفرق بالشكل بينها و بين اليد البشرية طفيف جداً مع إمكانية التحكم بلون الطرف حسب درجة لون الجلد للشخص المصاب لتكون قريبة من الطبيعة بشكل كبير، طورنا هذا المشروع بعد أن لاحظنا شكل الأطراف الاصطناعية التي تكون في الغالب بأشكال لا تراعي المظهر الخارجي لمن يستخدمها" 

و سيلفتك مشروع الكف الاصطناعي عندما تتحدث مع منفذه كمال شيخ ابراهيم فهو من طلاب كلية طب الأسنان لكنه عمل على الطرف الاصطناعي مع زملائه في كلية الهمك و تحدث لدام برس :" اعتمدنا أن يكون النموذج المبدئي متميز بسرعة محركات تجعله يلتقط الأجسام بواسطة حساسات ممكن أن تكون موجودة على المعصم في حالة بتر اليد  أو الأصابع".

دعم الجامعة لابتكارات طلابها كان محط انتباه الكثيرين ممن لاحظوا الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة للمعرض حيث لفت وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف بختام جولته على المعرض في حديث لدام برس عن أهمية دعم الجامعة لهؤلاء الشباب وأكمل : " المحبة التي لمستها هنا والدعم الكبير الذي يقدمه الأساتذة للطلاب كانت نموذج خاص للبيئة الجامعية المنتجة، فالمعرض كان جيد جداً، و الأمل هنا يعطينا أفق واسع للتقدم، وشباب كهذا قادرين حتماً أن يجعلوا هذه البلد في انتصارات علمية متتالية "

و لم يكن كابوس الفحص القريب ليقلق الطلاب المشاركين ففي سؤال مشترك طرحته دام برس عليهم كان الجواب موحداً :" حضّرنا للمشاريع منذ فترة كبيرة ووثقنا بأننا قادرين على إنجاز الأفكار و تحصيل الترفع بآن معاً، فالإمساك بالفرصة هنا يكون عندما تنجز أمام من ينتظرك لتتوقف عن الإنجاز".