دام برس - راما ديب - طرطوس
عند سيرك على طريق كورنيش طرطوس، ستذكر أيام الزمن الجميل، ولن تستطيع سوى ان تتأمل الرسومات والعبارات التي احتضنتها جدران المدينة، فأصحاب هذه الصور هم قامات كبيرة وضعوا بصمةً لا تنسى في تاريخ سورية، فاستحقوا أن توثق ابداعاتهم، والتي باتت تشكل اليوم مظهرا سياحيا يعطي أجمل صورة عن هذه المدينة الساحلية، التي منحتها الحرب خلال السنوات الفائتة لقباً لم تختاره بنفسها، فأضحت طرطوس اليوم مدينة الشهداء.
حيث تعددت في السنوات الأخيرة الجمعيات والنشاطات التطوعية التي سعت الى القيام بدورٍ فعال في ظل ما تعيشه البلاد من ظروف استثنائية صعبة، وكان الشباب السوري هو الأقدر على تحمل المسؤولية للقيام بواجبهم تجاه بلادهم.
(جمعية فضا للتنمية المجتمعية) هي احدى هذه الجمعيات التي أطلقت مبادرة "دهب عتيق"، وهدفت الى تكريم الابداعات والاعمال لعدد من الشخصيات من أدباء وفنانين وملحنين ومنهم :( سهيل عرفه-ميادة الحناوي-اسمهان-صباح فخري-خالد الاسعد-رفيق سبيعي-نضال سيجري -نزار قباني-محمد الماغوط -سليمان العيسى) واخرون.
حيث ساد مبدأ التشاركية بين أعضاء هذا الفريق لإعادة ترميم الجدار ،وإعطاء أفضل صورة ممكنة للوصول الى نتيجة تليق بالإبداع السوري ،وحول الية تنفيذ هذه المبادرة قال الفنان التشكيلي حازم حسن لدام برس : (كان هنالك صعوبة في تهيئة الجدار من أجل رسم الشخصيات ولكن بفضل تعاون الفريق تم تخطي هذه المرحلة وكتبت الاقتباسات بالخط الديواني السنبلي لتنفيذ هذا المشروع التجميلي لمدينة طرطوس وتم رسم الشخصيات بالأسلوب الغرافيكي الذي يعتمد على العلاقة بين الظل والنور في الغاء التفاصيل العامة وإظهار الأساسية منها وهو أسلوب شهير تم استخدامه بكثرة في أمريكا اللاتينية ورسمت به الشخصية الثورية المعروفة تشي غيفارا
وعن تعاون الجهات المعنية والصعوبات التي اعترضت تنفيذ المشروع أوضح حسن :(تم تأجيل التنفيذ لوقت طويل بسبب مماطلة الجهات المعنية في إعطاء الموافقات اللازمة ولم تبدر أي تسهيلات بل على العكس تم تحديد فترة قصيرة لإنهاء المشروع دون مراعاة ما تحتاجه هذه المبادرة من مجهود، بالإضافة الى ان التمويل اتى من جهات خاصة أدركت أهمية هذه الأعمال بالنسبة للمدينة).
وأضاف حسن :(ما يميز هذه المبادرة عن سابقاتها بانها قدمت بطريقة تطرح للمرة الأولى على مستوى سورية حيث تم الجمع بين الخط والرسم معا وتم اختيار الألوان الملائمة لكل شخصية).
وختم بالقول: (صحيح الفن ما بطعمي خبز بس بطعمي محبة وهي بتكفيني).
وعن الأصداء الإيجابية للمبادرة تحدث معتز أحمد أحد أعضاء الفريق لدام برس :(جاءت ردود الأفعال جيدة جدا أكثر مما توقعنا فالهدف كان تسليط الضوء على شخصيات سورية وتكريمها فتم بذل جهود كبيرة للتنفيذ بالإضافة الى اننا نسعى في الفترات القادمة للقيام بحملات مشابهة وعقد جلسات للتعريف أكثر عن هذه الشخصيات التي أسهمت في غنى المجتمع السوري)
لا خوف على وطن أدرك أبنائه جيدا أهمية المساهمة في تجميله واعماره، فلا حرية مزعومة هنا سوى حرية الابداع والتجدد فالسوريون يثبتون في كل مرة بأنهم صناع الحياة