دام برس - حلب - ايمن دوري :
في الوقت الذي تحتفل فيه الأمهات بحب واحتفال أبنائها بعيدهن .. بينما هنالك امهات محرومات من ابنائهن او مشاهدة احفادهن وهن  نزيلات دور المسنين  ويعشن بين جدران هذه الدور.
 حيث  تتذكر الأم رحلة حياتها وتتذكر كيف تخلى عنها ابنائها الذين منحتهم كل عمرها لتربيتهم واسعادهم. لتربيتهم واسعادهم يجدن ان الفرحة ممزوجة بدموع الذكريات، خلالها مشاعر أمهات لأبناء تخلصوا من أمهاتهم وآبائهم وألقوا بهم خلف أسوار دور المسنين للتخلص من عبء من تحمل كل همومهم خلال رحلة الحياة
قصص وحكايات ومآس داخل دار المسنين عند الدخول إلى الدار يدق قلبك حزنًا لما قد تراه، وتسأل كيف سمحت لهم أنفسهم أن يوافقوا على إيداع أغلى ما يملكون، لم تنتظر هؤلاء الأمهات غير العطف عليهم واحتضانهن في أيام علها أجلا أم عاجلا تكون الأخيرة..
دام برس زارت دار البوشي للمسنين في حلب ، وقد استقبلتنا الحاجة وحيدة بدموع الحزن والاشتياق على فراق ابنائها  وقالت: إنها مقيمة فى الدار منذ سنوات عديدة، بحيث تتذكر تلك الايام التي جمعتها معهم ،وأضافت أن يوم عيد الأم يعني لي الكثير، وأشعر بالشوق لأولادي الذين سافرو بسبب الحرب ،والمشرفون والقائمون على الدار يعاملوننا بكل لطف وأخلاق مع صديقاتي ونحتفل معاً جميعاً بيوم الأم، وبهذه المناسبة توجهت الحاجة  وحيدة الى امهات الشهداء في وطننا الغالي لتحييهم من خلال دام برس وتقول لهم كل عام وانتم بألف خير.

فيما عبر وجه الحاجة غالية في العقد السابع من عمرها  بالابتسامة.. والسبب هو زيارات كثير من الشباب في عيد الام للدار .. وعبرت ان هذه الزيارات تؤكد ان الدنيا بخير وان هناك من يسأل عن كبار السن ويقدرهم .. ان الدموع كما تقول غالية  نسيان اعز الناس لها وهم أولادها .. فرغم الاحتفال بعيد الام فان أولادها جاحدين لم يتذكروها في هذا اليوم , فكانت تتمنى ان تصبح مثل الأمهات اللاتي يسمعن العبارات والكلام من أولادهم.

كما التقت دام برس بمشرف الدار السيد عبدالرحيم البوشي الملقب أبو رجب الذي  وقد بين  البوشي بأن هدف الدار هو برعاية نزلاء الدار من الرجال والنساء والأولاد من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من حيث توفير الإقامة الجيدة والطعام والشراب منذ عشرات العقود وقدم العديد من المحسنين الذين لامجال لذكر اسمائهم الكثير من الدعم المادي والعيني  ،وكان عمل الجمعية ونشاطها يقتصر على دار عربية واحدة تبرع بها أحد المحسنين ويبيت فيها الرجال والنساء والأولاد ومن ثم تبرع محسن آخر بشراء دار عربية أخرى مجاورة للدار الأولى فتم إجراء اعمال الصيانة والترميم لكلا الدارين وتجهيزهما بالأثاث الجيد والمطابخ الحديثة وزودت الغرف بحمامات ليستطيع كل نزيل قضاء حاجاته بالقرب منه دون مشقة أو صعوبة وتم تخصيص دار للنساء والأخرى للرجال والدار تضم حاليا حوالي /76/ رجل  /110/ نساء 

اضافة لوجود حالات مختله عقليا وحالات تعاني من إعاقة في الجسد ايضاً ويبلغ عدد الكادر المشرف عليهم حوالي/40/  عامل وعاملة وهم يعملون بشكل تطوعي ويتقاضون مكافئات شهرية تقدر حوالي الـ 15 ألف ليرة سورية شهريا يقوم هذا الفريق المتطوع بطبخ الطعام و تغسيل المعاقين والمسنين وشراء احتياجات هذا الدار وتنظيف الدار وكل تلك الأمور يتم العمل عليها بشكل يومي ونحن نستقبل جميع النزلاء مجانا اضافة الى تقديم الخدمات الطبية و الدواء مجانا ويوجد طبيب يشرف على معالجة المرضى على مدار الساعة ،ونحن نتمنى من أهل الخير التبرع للجمعية لتقوم  بالاستمرار في تحقيق أهدافها الإنسانية والخيرية تجاه النزلاء على أكمل وجه.‏ ويعتمد الدار الان على الدعم المعنوي الذي تقدمة بعض المنظمات العاملة في مدينة حلب من طعام مطبوخ يومي و مادة الخبز التي تقوم بتوزيعها بعض المنظمات.