دام برس - نور قاسم :

برعاية وزير الثقافة السيد محمد الأحمد أقامت مديرية الفنون الجميلة المعرض الاستعادي الثالث لفن الغرافيك في صالة المعارض بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق ، بحضور معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض ممثلاً عن وزير الثقافة.
وفي تصريح صحفي قال معاون الوزير م. علي المبيض: "المعرض اليوم هو معرض استعادي من مقتنيات مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، وهذه خطوة هامة لتنشيط هذا النوع من الفنون الهامة والجميلة وأحد أوجُه الثقافة التي تسعى وزارة الثقافة لتعميمها على أكبر شريحة من المجتمع".
وأشار م. المبيض أن المعرض يضمُّ لوحات لأعمال فنانين مهمين جداً وأسماء كبيرة في هذا المجال، لافتاً إلى وجود لوحات في المعرض تكاد تصل حِرَفِيتَها إلى مستوى العالمية في فن الجرافيك.
ورداً على سؤال دام برس حول إن كان الظرف مناسباً لافتتاح هذا المعرض في ظلِّ هذه الظروف التي تشهدُها دمشق الآن من كثافة في سقوط القذائف ووقوع الضحايا قال: "أريد أن أسأل هل من الأفضل أن لا نقوم بمثل هكذا معارض؟، وأريد توضيح هذه الناحية بأن سورية عمرها آلاف السنوات، وبسبب موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية الغنية ووقوعها ضمن محطات طريق الحرير الهامة والتي كانت تَنقُل القوافل التجارية من الصين شرقاً وحتى أوروبا غرباً، فلذلك سورية كانت تُسَمَّى طريق الحرير الهامة، ومنذ ذلك التاريخ كانت سورية مَحَط مطمع للعديد من الطامعين بخيراتها وموقعها الجغرافي.. إلخ، فلذلك كان السوري منذ القِدَم يتكيَّف مع الظروف التي تمرُّ على البلد، فلو تعامل السوري بسلبية مع الظروف التي كانت تواجهه في ذلك الحين لما وصلنا إلى هنا اليوم، فسورية قدَرُها ولعدة أسباب أن تكون موقعاً للعديد من الكوارث والحروب والامتحانات والحرائق، ولكن السوري بحكم طبيعته التي تتراكم فيها خبرة آلاف السنوات استطاع أن يتكيَّف مع كافة الظروف والتعامل بإيجابية، وبالتالي هذا المعرض يُعتبر استمرار للتعامل الإيجابي مع كافة الظروف السيئة وهي رسائل تواصل وجمال مع الحضارات الأُخرى، والرسالة الأبرز بأن السوري مازال متمسكّاً بالحياة ومُصِّراً على التواصل مع الآخرين بمنتهى الرُّقي والحضارة".

من جهته مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة السيد عماد كسحوت أكد بأن هنالك برنامج خاص لمديرية الفنون الجميلة لإعادة عرض أعمال مُقتناة من الستينيات حتى وقتنا الحالي، وبأنه سيكون هنالك معارض استعادية شهرياً لفن من الفنون التشكيلية وذلك بهدف إعادة أعمال الفنانين الكبار إلى الذاكرة.
ولفت كسحوت بأن هذا المعرض يضمُّ أعمالاً لفنانين رحلوا وأيضاً لفنانين شباب.
وأضاف كسحوت قائلاً: "حرصنا على عرض جميع الأعمال الفنية الموجودة في مستودعات المديرية لكي يرى الناس الفن التشكيلي السوري بمستواه سابقاً وكيف يتطور الآن من خلال أساتذة وشباب وخاصةً فن الجرافيك".

بدوره رئيس قسم الجرافيك في كلية الفنون الجميلة الدكتور نبيل رزوق قال: "يُعتبر هذا المعرض بمثابة تظاهرة فنية تخصصية جرافيكية تشمُل أجيالاً مختلفة من الفنانين ويعتبر صورة مصغرة عن تاريخ الجرافيك في سورية اعتباراً من سامي برهان الذي يعتبر رائداً في هذا الفن، وكذلك مصطفى الحلاج الذي يعتبر من الفنانين المعروفين، إضافةً إلى الفنان غياث الأخرس الذي كان من المساهمين لإنشاء قسم الجرافيك في كلية الفنون الجميلة، بالإضافة إلى مشاركات من أساتذة كبار حالياً يدرِّسون في كلية الفنون الجميلة".
ولفت د. رزوق أن ما تمَّ تقديمه في المعرض عبارة عن أعمال متميزة في مجالات تقنية ومختلفة، مشيراً بأن جميع التقنيات الموجودة في العالم متمثّلة في هذا المعرض اعتباراً من الطباعة الحجرية، الطباعة المستوية بالإضافة إلى الطباعة السامية عبر الشاشة الحرارية بالإضافة إلى الطباعة البارزة وهي الطباعة الخشبية والطباعة الغائرة أي الطباعة المعدنية.
وفي ختام حديثه وجّه د. رزوق دعوة للجميع لزيارة المعرض والتعرّف على الفن الجرافيكي.