Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 10:31:39
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بكرا إلنا يستخلص 52 موهبة متميزة في الفنون البصرية والتطبيقية على أيدي النخبة في عالم الفن

دام برس:
فنانون بأجساد صغيرة ومخيلات كبيرة جعلوا من الألوان والطين لعبتهم ومن الأشغال اليدوية وإعادة التدوير عالمهم ومن الخط العربي تذكرة عبور لقلوب الآخرين , ليست "شخبرة " أو مجرد غمس اليدين بباطن التربة بل هي بداية لموهبة تبدأ مع نعومة الأظافر ولابدّ من لحظها , ولأن الظرف ليس بأحسن أحواله للالتقاط اهتمامات الأطفال من قبل بعض الأسر التي أشاحت النظر-مرغمة- عن مواهب الأبناء لصالح السعي وراء تأمين لقمة العيش, جاء مشروع بكرا إلنا لاحتضان الأطفال مع مواهبهم ورعايتها والأخذ بها لأبعد مساحة من النجاح , ولم تغفل إدارة المشروع عن أن الفنان الصغير يختلف عن الفنان الكبير من ناحية اختيار الألوان وفكرة اللوحة التي ومن المؤكد تعبر عن دواخله وعوالمه لذا استقطبت إدارة المشروع قامات كبيرة في الفن التشكيلي والنقد ساهمت بمساعدة المدربين على تحليل وقراءة لوحة الطفل بطريقة صحيحة إضافة لرغبة "بكرا إلنا" بأن يشبّ الطفل الفنان على أيدي أصحاب السير الذاتية والفنية المشرّفة وتبقى في ذاكرته صورة لمعلم تتلمذ على يديه أصول مسك الريشة ومداعبة الصلصال ودعوة القلم للرقص على محراب الخط العربي .
توصيف وتميز
جميع ما ذكرناه في البداية يصب في خانة الفنون البصرية والتطبيقية أحد أقسام مشروع بكرا إلنا في نادي المحافظة التقينا رئيس القسم السيدة بتول الماوردي التي عرفتنا على اختصاصات القسم في الرسم والتصوير الضوئي والنحت وإعادة التدوير والأشغال اليدوية والخط العربي والتي رسخت لخدمة  أهداف المشروع وبناء شخصية طفل سليمة وصحيحة في المجتمع تكون الأساس للأيام القادمة , وعلى مدار الساعة ودون كلل تحدثت الماوردي عن مراحل المشروع والأطفال  المتميزين في المرحلة الثانية والبالغ عددهم 250 موهبة متميزة , مبيّنة أن عملية تقييم المواهب المتميزة تمت على يدي لجنة عالية المستوى مؤلفة من الناقد والتشكيلي والفني سعد القاسم والفنان والحفار التشكيلي وليد الآغا ومدير الفنون الجميلة عماد كسحوت وموفق مخول الموجه الاختصاصي لمادة التربية الفنية واستخلصوا 52 موهبة متميزة اعتبروا النخبة من كل الاختصاصات( 23 متميز في موهبة الرسم و 23 متميز في فن إعادة التدوير وواحد في التصوير الضوئي و5 متميزين في النحت) تم توزيعهم على  5 مراكز تابعة لمشروع بكرا إلنا وتم تقديم كامل الدعم إليهم من ناحية الاختصاص ليحصلوا على الشيء المتميز والمتقدم والقادر على مواكبة مواهبهم , في حين تم تعيين أخصائيين وأكاديميين ليقدموا للمتميزين إمكانيات على المستوى المطلوب بهذه المرحلة .
ووصفت الماوردي الاختصاصات الخمسة المتواجدة في القسم بأنها سلسلة متكاملة لا يمكن فصل الواحدة عن الأخرى وعلى الطفل اختبارها جميعاً لاختيار موهبته بشكل صائب ,لاسيما أن الكثير من الأطفال يجهلون – على سبيل المثال لا الحصر-  ما هو النحت لذا كان من الضروري أن يختبر الصلصال ويحاكيه حتى يتأكد إن كان يرغب في تعلمه, وقد يتواجد أطفال لديهم موهبة في أكثر من اختصاص وهنا يقوم المشروع برعايتهم وتنمية مواهبهم , كما يحتضن "بكرا إلنا"  أطفال ذوي احتياجات خاصة تميّز بعضهم بفكر مهم جداً ومساحة كبيرة من الإبداع , تتابع رئيس القسم :من المعروف أن الرسم أكبر وأقوى وسيلة تفريغ وتعبير للطفل حتى وإن كان لا يحب الرسم فقد يكون يعبر عما يشعر به من خلاله بدليل انه وقبل تعلمه القراءة والكتابة يمسك بيده قلم ويبدأ بما نسميه شخبرة لكنها في الحقيقة رموز تعبر عن دواخله وبمجرد تمكننا من إفراغ دواخل الطفل والتعبير عنها برموزه نكون قطعنا شوط كبير جداً وبرأيي قسمنا من أكثر الأقسام مقدرة على إفساح المجال أمام الطفل للتعبير عن مكنوناته وانفعالاته عبر الورق والعجين والفن عموما.
حب الوطن بالفطرة

أما عن إمكانية سلخ الطفل من عالم الحرب والعودة به إلى عالمه الحقيقي ودور المدربين أوضحت الماوردي صعوبة  فصل أو عزل الطفل عن مجريات الحرب التي دامت على مدار 7 سنوات , وباعتبار الطفل كائن متأثر في المحيط وما يراه سيؤثر به سلباً وإيجاباً حاول مشروع بكرا إلنا عبر مدربيه  تصحيح الجانب السلبي الذي ظهر في المرحلة الأولى , ولأن تلك الشريحة الهشة استفاقت على مشاهد وحوادث كان من الباكر جداً أن تعيها وتتعرض إليها لعب فيها الإعلام دور كبير ,وهنا برزت مهمة المدرب في تصحيح ما يراه الأطفال لكن ليس بطريقة قسرية إنما بالمحبة التي يمكن من خلالها جذبهم , لأن حب الوطن لايأتي قسراً وهذا ما أثبته الأطفال الذين استشعرنا- والقول للماوردي- حب سورية في كل مسام جلدهم وانتقلت إلينا دون أي عناء من نظرة عيونهم الشامخة.

 وكشفت الماوردي عن خطة المراكز الحالية والقائمة على فكرة تجميل المراكز , فبعد أن كانت  المرحلتين الأولى والثانية قائمة على تأهيل الطفل من الناحية الفنية حاول المشروع اليوم العمل على تجميل المراكز بالاعتماد على الطفل أولا وأخيراً ابتداءً من القاعة الصفية ومروراً بالممرات وليس انتهاءً بالبهو الداخلي للمدرسة والواجهة الخارجية, أما التصاميم فهي –بحسب رئيس القسم - ستكون من وحي أعمال الأطفال وتتمحور مهمة المدرب في الصياغة الفنية وجمع أعمال الأطفال وبناءها برؤية فنية صحيحة وربط العناصر ليتم يعدها تقديم دراسة للجنة الاستشارية المؤلفة من الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيلين ومحمود الجوابرة عضو مكتب تنفيذي في الاتحاد إضافة للأستاذ مأمون الكردي لإقرار ما سيتم تنفيذه على جدران المدارس , ودون إغفال أهداف المشروع في تعزيز ارتباط الطفل بالمكان والوطن وجعله يشعر بأنه ترك بصمة فنية متميزة وبأنه عنصر فعال في المجتمع وصاحب أثر جيد ومتعاون مع زملائه دون تمييز .
دور المثقفين

وفيما يتعلق باستقطاب الأسماء المهمة في عالم الفنون , شددت الماوردي على ضرورة  أن يكون لهم دور في تدريب من سيتعاملون مع الأطفال باعتبارهم صلة الوصل بين الطفل والمجتمع ومع محركي الإبداع لدى الطفل لذا كان من الضروري وجود أشخاص مختصين وأصحاب سير ذاتية كبيرة وبصمة واضحة في البلد بغية الوصول لأفضل النتائج , مشيرة إلى إجراء دورات تدريبية تأهيلية للمدربين ورغم أن جميع المتقدمين كانوا من حملة شهادة الفنون الجميلة ومن معهد الفنون التطبيقية ومعهد إعداد المدرسين اختصاص رسم وعمل يدوي حاول مشروع بكر إلنا انتقاء المختصين ليس تحيزاً- على حد تعبير الماوردي -  لكن المختص برأيها يستطيع الوصول لنتائج وقفزات نوعية بتطور العمل أسرع من الإنسان العادي الذي لم يختبر خامات المادة والعمل من الناحية الفنية , كما أن المختص يتم توجيهه من قبل الأكاديميين المتواجدين في اللجان التي تم ذكرها حول كيفية التعامل والتفكير بطريقته ومن هنا جاءت ضرورة تواجد النخبة من الفنانين المثقفين .

نجوى عيدة

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz