Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
اللهجة البيضا التي نتحدث بها نصف مفرداتها تعود للغة الآرامية

دام برس - عالية عربيني :
اجتمع الكثير من الكتاب والمؤرخين على أن الآراميين جاؤوا من بعض مناطق شبه الجزيرة العربية ومن بادية الشام لاسيما منطقة جبل  بشرّي ، وصحيح أنهم كانوا قبائل متفرقة وأعدادهم في البداية كانت قليلة، لكنهم كانوا من نسيج واحد.
ومنذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد بعد ان أخذت أعدادهم تتزايد باضطراد بسبب الظروف الملائمة ، أخذوا يتوغلون وعلى نطاق واسع الى بقية أنحاء سورية وبلاد مابين النهرين التي كانت معروفة باسم ميزوبوتامية .
وقد وجدوا أنفسهم وسط مناطق متحضرة وشعوب متطورة اقتصادياً وثقافياً وتنطق بلغات ولهجات قريبة جداً الى الآرامية ، فتأثروا  ثقافياً ولغوياً ، ولكنهم أثروا أيضاً على سكان تلك المناطق  التي نزلوا فيها الى ان اصبحت سورية وبلاد الشام مابين النهرين في اواسط القرن العاشر قبل الميلاد تتكلم الآرامية لكنهم عادوا بعد هذا الانتشار الواسع ، وجاوروا القبائل العربية في البادية السورية وتعاونوا معها ، وأعطوها من ثقافتهم لغة وفكراً تجارياً وثقافياً تمر به جميع القوافل.
الاستاذ عماد ريحان من المعهد العالي للغات بجامعة دمشق شعبة اللغة الآرامية قال لدام برس : لم يشكل الآراميون امبراطورية مترامية الاطراف كالامبراطورية البابلية والفارسية والاغريقية (المقدونية) بل بدءاً من القرن الحادي عشر قبل الميلاد، أخذوا يشكلون ممالك صغيرة وبيوتات منتشرة  في سورية والعراق ، منها " شمال حلب وحماة ودمشق ومملكة بيت بخياني العاصمة غوزانا ....

واضاف : ان الآراميين الذين استوطنوا بلاد الرافدين كتبوا لغتهم بالخط المسماري من اليسار الى اليمين ، كما فعل الأكاديون والسومريون من قبلهم ، اما الذين اتخذوا من سوريةالداخلية موطناً  لهم فأخذوا عن الكنعانيين "الفينيقيين" ابجديتهم  بعد ان ادخلوا عليها بعض التعديلات ثم ما لبثوا وبدءاً من القرن السادس عشر قبل الميلاد طوّروا لانفسهم أبجدية خاصة بهم قبل ان يتفرع منها القرن الثالث قبل الميلاد كتابات آرامية محلية في مختلف انحاء المشرق العربي.
وبعد  سقوط الامبراطورية الآشورية في نهاية القرن السابع قبل الميلاد ازدادت أهمية اللغة الارامية خاصة بعد صدور أمر من داريوس الاول (520) قبل الميلاد ، بتبني هذه اللغة في معظم أقاليم الامبراطورية الفارسية ومنها: سورية وفلسطين والأردن ولبنان والاناضول وافغانستان وبلوجستان ، وأطلق على آرامية تلك الفترة اللغة الآرامية الامبراطورية، ومن هنا تبوأت الآرامية مكانة رفيعة واكتسبت أهمية كبيرة.

لقد صمدت الآرامية امام لغات الدخلاء من فرس وإغريق ورومان وبيزنطيين وصانت الوحدة اللغوية  لوطننا العربي خلال اثني عشر قرناً  تقريباً ،من سقوط السلطان البابلي الحديث ، الكلداني عام (539) قبل الميلاد وحتى عصر الفتوحات العربية المشتركة .
وكل اللهجات العامية  في مختلف أنحاء وطننا العربي بأصواتها المتعددة ومفرداتها -لاسيما في الارياف- تلك المفردات التي لا نجد لها أثراً  في معاجمنا العربية، اضافة الى العديد من أسماء المدن والقرى والمواقع وهذا كله خلفته اللغة الأرامية او شقيقتها اللغة الكنعانية .
ومنها: اربع :اربع   ، نفس : نفشا ، شمس : شمشا ،   ماء :مويا ،   أحد: أحَذ ،   اذن: أذنا ،   بكى : ابخ ، ذئب : ذيبا ،   ذكر : ذخرا ،   ركب : ارخب ،   طيب : طب ،    لسان : لشونا ،   ليل : ليليا ،   كوكب :خوكب ،    نفخ : انفاخ ،    يد : إيذا ،   يوم: يوما ،   يمين : يُمن
وغيرها الكثير  من المفردات التي لانزال نسخدمها اليوم اثناء حديثنا باللغة التي نسميها "البيضا".
وأضاف الاستاذ عماد ريحان : ان الآراميين الذين استقروا في سورية كتبوا لغتهم بالأبجدية الكنعانية الجنوبية وهو ما يطلق عليه الخط القديم ، ثم طوروا لأنفسهم ابجدية خاصة نطلق عليها اسم الخط المربع واستخدموا الاحرف (أ - و - ي) كاحرف صوتية مثل:  ضوء - جو -سوق - سمعوا.
فاليوم يوجد الكثير من محبي هذه اللغة الذين تمتعوا  بدراستهم للغة السريانية  ولهذا قامت دام برس بحضور درس من دروس اللغة الأرامية .

 

السيدة سمر رحال التي كانت تعمل سابقاً مساعدة مهندس وهي اليوم احد متعلمي اللغة الآرامية .. وقالت رحال :اول سبب كان لدي لتعلمي هذه اللغة حتى بعد مرور كل هذه الاعوام هو انني من أصول سريانية وأن أكون جزءاً لاثبات ان اللغة الآرامية  موجودة في ارض المنشأ، فنحن اليوم الشعوب الأصيلة لهذه الارض ولهذه اللغة فيجب علينا ان نتعلمها مثلما اليهود حريصون على لغتهم العبرية التي هي احد اللغات السامية مثبتين فيها جذورهم واصولهم بدليل لغتهم ، فان بقيت اللغة العبرية لوحدها في المستقبل فنيت كل اللغات القديمة مثل"الفينيقية - الكنعانية -الآشورية - الأكادية -  الآرامية - البابلية " وبقيت الأصول للعبرانيين ، مع العلم أننا الورثاء الشرعيون لهذه الأرض.
فوجود اللغة مهم جداً للحفاظ على ارضنا وعروبتنا واصولنا وجذورنا .
وأضافت : خلال تعلمي  هذه اللغة وجدت انها على اندماج واضح بينها وبين اللغة العربية بطريقة تشعرك وكأنها روح واحدة.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz