دام برس – غزل الموسى – جبلة :
من المدخل القديم لمستشفى جبلة الوطني سيتسلل إلى ذاكرتك المشهد الذي رَسّخَ تاريخه في سماء المدينة، و سيحملك دوي سيارات الإسعاف  للإنصات إلى قلب تسارعت ضرباته في 23 أيار /مايو السنة الفائتة، حيث غفت المنطقة على أنين أحاط بمستشفاها الوطني الذي تحول يومها من مُداوٍ إلى جريح.
سبق هذا التاريخ  بفترة قصيرة طلب كان قد قُدّم من مدير المستشفى الدكتور قصي خليل بإعادة تأهيلها أو إيجاد حل لتخديمها بالشكل الذي يستوعب عدد سكان المدينة المتزايد في السنوات الأخيرة، لاسيما أن المكان كان ينتظر التأهيل منذ سنوات حيث صرح خليل لدام برس :" في تاريخ 30 نيسان 2016 أقيمت أحد المؤتمرات الطبية التي افتتحها وزير الصحة و دُعِي لحضورها مدراء المشافي، تحدثت حينها مع سيادة الوزير وقلت له : (إن مشفى جبلة تستغيث و أنا مكلف بنقل معاناة الأهالي و الكادر الطبي هناك)، ولقيت بعدها  تجاوبٌ كبير من الجهات المعنية، حيث زار وفد وزاري المستشفى واطلع على جميع أقسامه و ما تعانيه من نقص في التجهيزات"
وتابع : " على حالته المأساوية تلقى المستشفى التفجير الإنتحاري، و تلقيت بعدها أكثر من اتصال لسؤالي عن الاحتياجات الضرورية، ولكن المشفى كانت بحاجة لمشفى"
 وأضاف:"استأنفنا تقديم الخدمات الطبية بزمن قياسي نسبة إلى الأضرار التي لحقت بالبناء وأقسامه، و بعد يوم واحد من هذا الحدث الدامي أُصِدر القرار بإعادة إعمار مستشفى جبلة الوطني بالإضافة لتأهيل قسم الإسعاف"
وفي الحديث عن البناء الجديد الذي بدأت تبرز معالمه طابق تلو الآخر أكد مدير مستشفى جبلة أن العمل به جارٍ على قدم وساق، حيث وصل حالياً إلى طابقه الرابع، وقال : " بوتيرة متسارعة نعمل حتى النهوض بالبناء الذي تقرر أن يكون مؤلفاً من ثمانية طوابق على أن يكتمل إنشائه الخارجي  في بداية السنة القادمة"
أما عن المبنى الحالي فقد أوضح خليل لدام برس أنه عند الانتهاء من تجهيز البناء الجديد سيتم إعادة تأهيل المستشفى الحالي ليكون قسم خاص بالتوليد و الأطفال وهو الاقتراح الأقرب للتنفيذ.
وختم الدكتور قصي خليل حديثه مع دام برس بالجهد الذي يبذله الكادر الطبي على الرغم من إمكانياته المتواضعة، فقد بينت الإحصائيات الأخيرة  أن عدد حالات الإسعاف الواردة إلى المستشفى كانت ضخمة إضافة لعدد العمليات التي تجرى خلال اليوم الواحد و التي تراوحت بين سبع إلى عشر عمليات، لكن العمل و الجهد في هذا المكان لازال قادر على تغطية النقص في المعدات والتجهيزات.